Site icon IMLebanon

فيديو» التعذيب: تصفية حسابات

من الطبيعي ان تثير مشاهد تعذيب عدد من الموقوفين والسجناء في روميه هذه الموجة من السخط والاحتجاج، لان الجريمة وشكلها يستفز الضمائر والعقول والقلوب. لكن ثمة اسئلة كثيرة تفرض نفسها حول التوقيت وطريقة التسريب والتعميم اللاحق، تكاد تتجاوز حجم ما جرى على يد بضعة عناصر من القوى الامنية في السجن.

ولعل السؤال الاكبر المطروح على حد تعبير مصدر مطلع هو لماذا جرى تسريب وتعميم هذه الاقلام اليوم مع العلم انها صورت في 4 نيسان الماضي اي قبل اكثر من شهرين؟

اما السؤال الثاني، كيف ومن قام بتصوير هذه المشاهد؟ واية جهة كلفته او استغلته لتحتفظ بالافلام كل هذه الفترة بانتظار اللحظة التي تراها مناسبة لتسريبها؟ والسؤال الثالث ما هو الهدف الحقيقي من اصطياد هذه المشاهد وتعميمها في هذه اللحظة الزمنية بالذات؟

يقول المصدر ان الجريمة غير مبررة على الاطلاق، بل هي جريمة موصوفة تسيء للبنان واللبنانيين وللدولة، وهي تستدعي اجراء تحقيق شامل للاقتصاص من المتهمين والحاق اشد العقوبات بحقهم ويضيف المصدر ان ما حصل في روميه كنا شاهدنا مثله في بلدان اخرى، ولكن للاسف فان ردود الافعال عندنا تأخذ منحى آخر لا تخلو من التسييس احيانا باتجاهات عديدة بدلا من وضع الاصبع على الجرح لمعاقبة الفاعلين وعدم تكرار مثل هذه الجرائم.

مشاهد التعذيب التي صورت بعد حالة التمرد والتي قام بها السجناء الاسلاميون منذ اكثر من شهرين يعزز الاعتقاد بان هناك تخطيطا وحسابات سياسية وراء هذا التسريب والتعميم. وفي تقدير الاوساط المراقبة ان الجهة التي قامت بهذا التسريب اختارت بداية شهر رمضان بقصد تأجيج المشاعر واستغلالها للنزول الى الشارع، من اجل رفع منسوب التحريض بكل الاتجاهات.

وتضيف هذه الاوساط ان ما جرى سابقا على مستوى الحساسيات والخلافات داخل صفوف وزراء ونواب «تيار المستقبل» يعزز الاعتقاد ايضا بان المشهد الذي سحل بعد تسريب «الفيديو» اكان على مستوى المواقف او على مستوى ردود الفعل وقطع الطرق هو جزء من «الحرب» غير المعلنة داخل البيت الواحد.

ووفقا للمعلومات والوقائع فان النزول الى الشارع في طرابلس وصيدا والطريق الجديدة وسعدنايل وبر الياس في وقت واحد، يؤكد اولا ان هناك جهة مؤثرة هي التي اعطت الضوء الاخضر لهذه التحركات، وثانيا ان المستهدف بالدرجة الاولى وزير الداخلية خصوصا ان الاعتصامات والتجمعات الليلة حصلت بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده وبعد اعلانه تحمل المسؤولية والعمل على معاقبة الجناة.

وحسب الاوساط المراقبة فان ظهور الوزير اشرف ريفي في مؤتمر صحفي محاطا بعدد من المشايخ ومسؤولي التنظيمات السلفية والاصولية في طرابلس، هو تعبير واضح على الاختلاف المتنامي بينه وبين زميله الوزير المشنوق، وبالتالي فان لا حاجة لبذل جهد في اكتشاف والتأكد من الخصام غير المعلن بين وزيري التيار الواحد.

وحسب ما سرب او تسرب ايضا فان الرئيس سعد الحريري في اتصاله مع الوزيرين وشدد على وجوب وقف مثل هذه التجاذب او السجال بينهما، وتطويق الموقف من خلال الاسراع في اجراء تحقيقات واسعة وشفافة للنيل من المتهمين.

ويقال ايضا ان رئيس الحكومة تمام سلام سارع في الساعات الماضية الى اجراء بعض الاتصالات السريعة لاحتواء ردود الافعال وعدم تفاقمها، وان السفير السعودي شجع على ذلك خصوصا بعد ان ظهر ان الجهات الارهابية المتطرفة كـ «النصرة» و«داعش» جاهزة لاستغلال ما جرى ويجري ليس على مستوى خلاياها الموجودة في بعض المناطق بل ايضا على مستوى استخدام هذه التطورات كورقة ضاغطة ايضا في ملف العسكريين المخطوفين.

ويقال ايضا ان التوقيت المشبوه لبث مشاهد تعذيب السجناء الاسلاميين المتطرفين مرتبط ايضا باختيار شهر رمضان المبارك لزيادة التحريض والفتنة، وخلق مناخ متوتر في الداخل اللبناني قد يشكل عامل ضغط على «حزب الله» والجيش اللبناني في المعركة ضد المجموعات الارهابية المسلحة في الجرود والمرتفعات الشرقية.

ولا تستبعد الاوساط المراقبة ان تكون عوامل عديدة مختلفة قد تقاطعت في التقاط جريمة تعذيب السجناء والموقوفين بدءا من تصفية الحسابات داخل المستقبل وانتهاء بانقضاض واستغلال الجماعات المتطرقة لهذه اللحظة من اجل تنفيذ مآرب اخرى متصلة بالسعي الى تحريك الفتنة والتخفيف عن الارهابيين في جرود القلمون وعرسال وراس بعلبك.