“جبران الكلام لك”. بهذه العبارة المقتضبة خاطب وزير الخارجية الأميركي جون كيري وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بصفة أن بلاده أحد راعيي مؤتمر فيينا الذي يناقش مستقبل سوريا وآفاق حل أزمتها، وكان جالسا إلى رأس طاولة المفاوضات المستطيلة وإلى يمينه نظيره الروسي سيرغي لافروف فِيمَا كان باسيل يجلس بين نظيريه البريطاني فيليب هاموند والأردني ناصر جودت. وبدا وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس متأثراً بليل باريس الدامي، حيث كان برفقة الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره الألماني فان شتاينماير يحضرون مباراة كرة القدم بين فرنسا وألمانيا في مجمّع “ستاد دو فرانس” الرياضي.
انعكست الهجمات الإرهابية في فرنسا على مكان انعقاد المؤتمر في “إمبريال اوتيل” في فيينا قبل دخول الوزراء الى القاعة بنشر عدد كبير من العسكر مدججين بالسلاح وبحواجز معدنية لمنع الاقتراب من مدخل الفندق الذي كان مسموحاً به في المرة السابقة وآخرين مدنيين خارج مقر المؤتمر وداخله.
وأفاد مصدر ديبلوماسي شارك في اعمال المؤتمر”النهار” بأن باسيل بدأ مداخلته مشدداً على موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، مستغربا عدم ادراجه في جدول الاعمال، وقال إن لبنان محايد حيال الأزمة السورية، إلا أنه يتأثر بموضوعين هما الاٍرهاب واللاجئون ونريد ان نذكّر بضرورة عودة جميع اللاجئين السوريين الى ديارهم وبأن يكون موضوعهم مدرجاً في جدول المناقشات ليكون ضمن التسوية.
واستغرب باسيل تحفظ عدد من نظرائه العرب والأوروبيين عن الموقف الذي ابلغه إلى المؤتمر عن اللاجئين، مما دفعه الى التوضيح ان لبنان لم يوقع اتفاق جنيف للعام 1951. كما ان دستوره يمنع التوطين، وذكّرهم بتجربة لبنان مع اللاجئين الفلسطينيين الذين استضافهم في شكل موقت ولا يزالون فيه إلى اليوم. وطرح أسئلة في مقدمها: هل رفضكم لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان مع بدء تنفيذ التسوية السياسية هو جزء من الحل السياسي في سوريا؟ هل علينا ان نتصور ان حل تلك الأزمة ببقاء اللاجئين في لبنان وباقي الدول التي تستضيفهم؟ وأشار إلى خطر إرهابي ناتج من اندساس مقاتلين إرهابيين بين اللاجئين، الأمر الذي تلمسه دول أوروبا.
وذكّر ان مؤتمر وزراء الخارجية اتفقوا على اعتماد الاْردن لتنسيق المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الاٍرهاب. وعلمت “النهار” ان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال لزميله الأردني: “ليس من مصلحتكم ان نتشارك في هذا التنسيق”. كما تقرّر ان يكون الاجتماع المقبل للوزراء في باريس من أجل إظهار الدعم لها بعد ما اصابها من هجمات ارهابية.
وذكر ان كيري عدّد اسماء التنظيمات الارهابية خلال الاجتماع الذي دام حوالى 7 ساعات في “إمبريال اوتيل” من دون توقف وتمثلت الدول المشاركة بوزراء الخارجية وبسفير لكل منها وشارك باسيل القائم بأعمال السفارة اللبنانية في النمسا سليم بدّوره.