Site icon IMLebanon

يحكمون لبنان باسم الخارج

 

 

 

سياسيو السلطة في لبنان صنفان. صنف يعتقد أنه شريك في الإتفاق النووي وصنفٌ ينتظر نتائج المفاوضات النووية!

 

الصنف الأول واضح الخيارات والإنتماءات. هو معني بإيصال إيران إلى أهدافها. يعمل بما يعتقد أنه يُرضي «مزاج» الزعيم المرشد كما في أغنية زياد الرحباني «أنا فكري إنو هنّيك»…

 

في سبيل ذلك يصبح همه الأول انجاز مهام إنقاذ التنسيقية الإيرانية في العراق ومرافقة قائد فيلق القدس في زيارته الميدانية الى بغداد…

 

ويتحمل في الأثناء عبء مساعدة وتوجيه الحوثيين في حربهم على السلطة ومن أجلها في اليمن، ثم يهلل لنجاحهم في إطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات، ويوظف منابره الإعلامية لشرح محاسن إلحاق الأذى بأكثر الدول العربية تقدماً وازدهاراً وإستضافةً لمئات ألوف الباحثين عن رزقهم، ومنهم عشرات ألوف اللبنانيين الذين يعتبرون أن من أجبرهم على مغادرة وطنهم إنما يطاردهم إلى أماكن عيشهم وعملهم وصناعة مستقبلهم.

 

هذا الصنف من السياسيين لم يُقِم يوماً وزناً لأولويات وحاجات ومصالح وطنه ومواطنيه، وهو، في سياسته، يعتمد على شريكه الصنف الآخر في سلطته، الذي يغطيه ويمالقه من دون حساب، والفرق بينهما أن هذا الصنف الثاني ليس شريكاً لا في التخصيب ولا في القتال ولا في التفاوض. إنه ببساطة ينتظر إنتظارات شريكه المرهونة بالكامل الى إرادةٍ أجنبية تفوق في تأثيرها وقوتها كل ما يُحكى عن السفارات وتدخلاتها.

 

لبنان محكومٌ من هؤلاء ومن ورائهم شبكات الفاسدين العريقة. ولذلك لم نرَ منهم بعد أكثر من عامين من الإنهيار العام خطوة واحدة لمعالجة شأنٍ لبناني. لم يتخذوا قراراً إقتصادياً أو مالياً أو إجتماعياً ولم يبلوروا خطةً للخروج من الأزمة المعيشية الخانقة. لم يعقدوا مؤتمراً وطنياً لبحث المشكلة وإقتراح الحلول لكنهم وجدوا الوقت مناسباً لتنظيم إجتماع للمعارضة في الجزيرة العربية لم يكن ينقصه إلا حضور الرؤساء والقادة الذين كانوا فيه بشحم ولحم سياساتهم الفعلية.

 

الصنفان يستحوذان على هذه البقعة اللبنانية ولكن إلى متى؟