IMLebanon

ڤيتنام 3

صار واضحاً أنّه بعدما خسرت إيران نوري المالكي في العراق وبات مشروعها من أفغانستان الى البحر المتوسط شبه ساقط اتجهت الى اليمن للتعويض عن خسائرها هذه.

وتعتبر طهران أنّ الصراع اليوم بات بينها وبين المملكة العربية السعودية، مع العلم أنّ الرياض لو أرادت أن تساعد الحركات الأصولية لكانت حكمت العالم العربي كله، ولكن المملكة لا تؤمن بالتطرّف لأنّها تمشي بالتعاليم الاسلامية الحقيقية: الإسلام هو دين الوسطية، ودين الإعتدال، ودين القبول بالآخر.

ثم انّ الإمكانات المالية السعودية أهم بكثير من إمكانات إيران، إلاّ أنّ المملكة تستخدم قدراتها المالية لأعمال الخير والمساعدات الإنسانية، كما تساعد لبنان وغزة والسودان ومصر وسواها الكثير من البلدان العربية المحتاجة، فلم تعانِ أي دولة عربية حاجة إلاّ بادرت المملكة الى أن تكون الأولى.

ولولا المساعدات من السعودية والإمارات الى الشعب العربي لكانت مصر اليوم واقعة في أحضان التطرّف.

من ناحية ثانية، تعتز إيران، اليوم، وتفرح بأنّها تحقق مكاسب على الأرض في اليمن بواسطة الحوثيين، فنود أن نقول لها إنّها بمثابة ڤيتنام 3.

وللتذكير: ڤيتنام الأولى هي تورّط الأميركيين في تلك الدولة الاسيوية، وڤيتنام 2 هي تورّط «حزب الله» في سوريا الذي بدأت نتائجه ترتد عليه سلباً.

وعسى إيران تعتبر بما واجهه الزعيم جمال عبدالناصر عندما توجّه الى اليمن بجيش جرّار ليدعم الثورة بقيادة المشير السلاّل ضد نظام الأئمة البائد بقيادة الأمير بدر.

وكانت النتيجة أنّ عبدالناصر خسر أكثر من 70 ألف قتيل من جيشه وارتد مهيض الجناح… وكان ذلك مقدّمة لنكسة 1967.

ألم يصل مسامع الإيرانيين المثل السائر الذي صار أغنية شعبية:

«لا تلعب بالنار بتحرق صابيعك

واللي بيشتريك بيرجع ببيعك»