IMLebanon

العنف يولّد العنف

يكثر الحديث عن أنّ الولايات المتحدة الاميركية تحضر لهجوم واسع على مدينة الرقة لتحريرها من «داعش»، وتقول واشنطن إنّها ستقود العملية مع الأكراد وبعض الفصائل المعارضة المسلحة.

الى ذلك، هناك حديث آخر عن أنّ واشنطن تنسق مع موسكو والتنسيق  في ما بينهما حول هذه المعركة أيضاً.

أولاً: هل صار «داعش» المحاصر في مدينة بحاجة الى قوى العالم مجتمعة بالجيوش والدبابات والطيارات للقضاء عليه؟

فعلاً هزلت، وفعلاً أنّ الاميركي والروسي يقتلاننا ويكذبان علينا، ونحن مجبورون أن نصدّق أنهما يأتيان لمساعدتنا وإنقاذنا!

ثانياً: يبدو أنّ اميركا لم تتعلم أي درس لا من أفغانستان ولا من العراق، وتنسى أنها شنت حرباً كاملة ضد أفغانستان وكانت الكلفة بالمليارات… وبعدما أعلنت أنها قضت على «طالبان» وعيّنت رئيساً لأفغانستان… فإذا بـ»طالبان» تسرح وتمرح، حتى اليوم، في أفغانستان وفق مشيئتها.

كذلك احتلت أميركا العراق واتخذت القرار التاريخي السيّئ بحل الجيش العراقي… وبعد سنوات على الاحتلال اضطرت الى الانسحاب من العراق… فمنذ العام 2003 ولغاية اليوم لم ينعم العراق بيوم واحد من الإستقرار والطمأنينة والأمن.

هذان المثلان كانا جديرين بأن يعطيا أميركا درساً بأنّ العنف لا يحل التطرّف، فإذا كانت تريد حقيقة أن تحل مشكلة الإرهاب الذي هو اليوم في المنطقة عندنا، ولكنه صار في قلب أميركا وقبلاً كان قد ضرب في قلبها… فهل نسيَ أحد 11 أيلول؟

القوة يا جماعة ليست حلاً!

الحل الحقيقي هو في وأد الفتنة السنية – الشيعية.

أمّا وأد الفتنة فبإرجاع ولاية الفقيه الى مشهد وقُم.

وإذا كانت أميركا تريد أن تخرّب إيران فهذا شأن البلدين، ولكن لماذا تريد أن تضرب العالم العربي؟

معروف أنّ أميركا قادرة على احتلال العالم العربي… ولكنها تخلق عندئذٍ بيئات راسخة للإرهاب.

إنّ الحل الحقيقي هو القضاء على الجهل بالعلم، وعلى الفقر بتوفير حق الانسان في الحياة الحرة الكريمة.

والحل بإنهاء النظام المجرم في سوريا فتسقط الأسباب الكثيرة التي تشكل دوافع جدية للعنف… وليس كما حصل في العراق.

وبدلاً من السلاح فليمدونا بالمعرفة، بالزراعة، بالصناعة، وهذه عملية سهلة: أن تأخذ واشنطن قرارها بأنها ليست فقط تريد أن تكون بائعة سلاح، بل يجب أن تكون دولة سلام ووئام وعدالة.

وبفرح كبير تلقينا نبأ اللقاء الذي تم أمس في الڤاتيكان بين قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر اللذين اتفقا على عقد مؤتمر دولي للسلام، هكذا يكون العمل من أجل السلام، وهو أكثر فاعلية من استخدام القوة.

عوني الكعكي