IMLebanon

فيوليت الصفدي لـ«الجمهورية»: أنا خارج المنافسة… وترقّبوا مشروعاً كبيراً لطرابلس

سحرتها طرابلس بكل بساطة ولا تدري كيف، أحبّتها بصدق وهي التي كانت تظن مثلما ظنّ الكثير من اللبنانيين أنها مدينة متطرفة وعالمها قاسٍ ومنغلق. أحبّها ابناء طرابلس بالقول وبالفعل، حسب تعبيرها، ليس لأنها الاعلامية الجميلة أو لأنها زوجة احد ابرز أقطابها، بل لأنها احبّتهم بصدق وترجمت محبتها افعالاً على الارض مع ابناء مدينتها الجديدة، ومن خلال مشاريع كثيرة حقّقها مركز الصفدي الثقافي لتكرّسه بجدارة معقلاً ثقافياً رائداً من أهم معالم مدينة الفيحاء، والشمال.

على رغم أنّ مركز الصفدي الثقافي لم يتوقف يوماً عن العطاء وفي عزّ جولات الاقتتال الطرابلسية، إلّا أنّ قدوم فيوليت خيرالله الصفدي الى طرابلس وحضورها الدائم في أرجاء المركز أضاف اليه روح التجدّد والانفتاح لتتوالى المشاريع ويزداد عدد الاصدقاء. فتمكنت الإعلامية الغريبة في أقل من سنة، من غزو قلوب أبناء المدينة لتستحق عن جدارة لقب «كِنّة طرابلس المحبة».

«الجمهورية» التقت ربة البيت في منزلها في طرابلس الذي تحرص على تشريع أبوابه للزوّار والاستماع الى همومهم ومشاكلهم، وهي تستعد لتحقيق حلمها الكبير الذي تكشف عنه للمرة الأولى وتعلن عن إطلاق جمعية better together «الأفضل معاً»، وذلك «إكراماً لأهل المدينة وكعربون محبة ووفاء، وتكريماً لزوجها محمد الصفدي الذي فضّل طوال مسيرته السياسية العمل والعطاء والتضحية بصمت»، لكنها رفضت بعد دخولها حياته أن يجهل اللبنانيون أنّ 80 ألف مواطن من كل لبنان تخرّجوا من مؤسسات الصفدي، فاختارت البوح والكلام والتعهّد على الاستمرار في العطاء.

وتوضح الصفدي أنّ الجمعية «ستنضَمّ الى جمعيات الصفدي وستكون أولى مشاريعها في العيدين المقبلين الميلاد وعيد الفطر»، وهي تنشغل حالياً بالاستعدادات الأخيرة قبل الإعلان عن المشروع الكبير.

وتلفت إلى أنّ جمعية better together التي ستعنى بالأعمال الخيرية والمغايرة لعمل المؤسسة الثقافية، سيكون لها بصمة مميّزة في طرابلس.

وعن مشروع الجمعية الأول، تتوقع الصفدي أن يشكّل مفاجأة للمدينة ولأهلها، كما أنه سيستقطب جميع اللبنانيين من المناطق كافة لأنها الأولى من نوعها في لبنان».

تؤكد الصفدي أنّ شعب طرابلس «يمتلك طيبة بدأنا نفتقدها في لبنان ولا ابالغ اذا قلت: لم اقابل أناساً بهذه الدرجة من الطيبة والعفوية والصدق في مسيرتي، فهم فعلاً مميزون».

وعن سرّ محبتهم لها، تقول: «حلمت بأن أحوذ على محبتهم لكني لم أكن أتوقعها بهذه السرعة… وبصدق اقول انّ هذه المحبة كانت دافعاً اساسياً لي كي أنغمس وبحماس في العمل الاجتماعي اضافة الى العمل الثقافي، ومن المؤكد انه لم يكن مقدّراً لي ان افعل ذلك لو لم أصبح طرابلسية بعد زواجي من محمد الصفدي، إنما استناداً الى خبرتي المهنية السابقة ومن خلال البرامج التي قدّمتها اعرف انه إذا أعطاني الرب قدرة ذاتية ووزنات للخدمة فأقلّ شيء أفعله هو مشاركتها مع الآخرين».

السيدة الأولى

ترفض فيوليت الصفدي حصر لقب السيدة الاولى لمركز الصفدي الثقافي بشخصها، فتشير إلى أنّ الرئيس هو زوجها محمد الصفدي كما انّ ابنته لارا هي المسؤولة عن القطاع الاجتماعي وتَنكبّ على تطويره وتحديثه وتجديده، وهي تحقق انجازات في هذا المجال، مؤكدة أنه لا يمكنها ان تنسب نجاح المركز الى جهدها وحدها.

وتقول: «نحمد الله انّ طرابلس تَخطّت سنوات المحنة لكنّ جولات الاقتتال سلّطت الضوء على اهمية العمل بشكل اساسي على تنمية عنصر الشباب وفكرهم وتعزيز الحس الثقافي لديهم والانتماء الى الوطن. فبالقلم والكلمة… نبني وعلى كافة المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية والوطنية…

من هنا نحاول من خلال المشاريع الثقافية في مركز الصفدي، مثل «ثقافة للجميع» و»نبض الشارع»، استقطاب اكبر عدد من الشباب لنجذبهم نحو الفن والموسيقى ومهمات تثقيفية أخرى في الحياة».

وتوضح أنّ الانتساب الى مؤسسة الصفدي مجاني، والمؤسسة لديها مراكز كثيرة منتشرة في مختلف المناطق وهي مقصودة.

دور الطَلّة الجذّابة

وعن طَلّتها الجذّابة، تقول انها من الممكن ان تجذب شهراً او شهرين لكن لا يمكن ان تدوم، فاللبناني ذكي جداً بغضّ النظر عن وضعه الاجتماعي… الاطلالات زائلة امّا العمل فهو الأبقى ولا سيما اذا كان مثمراً.

أمّا عن الإطلالات الإعلامية الخجولة للوزير الصفدي، فتكشف أنه يعمل في الخفاء وبصمت، «فهذه طبيعته. فهو لا يحبّ الظهور ولا يريده ولطالما تجادَلنا بسبب نظريته حول الظهور الاعلامي، فكنت اقول له انها ليست للدعاية إنما بهدف التوعية والتعاون المتبادل». وتضيف: «يهمّ الوزير ان يعرف الجميع أن ليس لمركز الصفدي علاقة بأمرَين «السياسة والدين»، وهذان أمران ممنوع التعاطي بهما في المركز».

كنّة لطرابلس… وصهر أيضاً!

وعندما سألنا فيوليت خيرالله، وهي المتحدرة من عائلة مسيحية، إذا شكّلت ديانتها حاجزاً في مكان أو ظرف ما لا سيّما انّ غالبية ابناء طرابلس يفتخرون بأصولهم السنيّة وعائلة الصفدي واحدة من تلك العائلات؟ أكّدت أنّها لم تشعر مطلقاً برفض أهل المدينة بسبب ديانتها كما أنّ احداً لم يشعرها بالأمر بتاتاً ولا حتى ضمن عائلتها الجديدة…

وعَلّقت بطرافة على زواج رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بفتاة طرابلسية سنّية، معتبرةً أنّ ارتباطه بما يمثّل، يشجّع الإنصهار الوطني، مباركةً لأهل طرابلس مكسبهم الثمين بالقول ضاحكةً: «أخَدوا كنّة وجَابوا صِهرْ».

تقرّ الصفدي أنّ الاعلام يصنع الرأي العام ومن المهم أن يرى العالم إنجازاتنا ومشاريعنا، فربما يتشجّعوا على العمل المماثل او ربما يساعدونك ويعطونك افكاراً جديدة، وبالتالي نكون قد ساهمنا جميعاً في إنماء المدينة.

مراكز الصفدي

وعن أهم مراكز الصفدي، تشرح: هناك «مركز شبابنا» و»أكادمية المرأة» و»مركز تعليم اللغة والكومبيوتر».

وتفتخر بالكشف عن إنجازات زوجها، قائلة: «ليس مقبولاً أن لا يعرف العالم أنّ محمد الصفدي خرّج 80 ألف تلميذ ولم يتصل مرة بأيّ منهم ليطلب صوته بل هو حتى لا يعرفهم».

وتضيف: «أنا شخصياً التقيتُ بالكثيرين وأخبروني أنهم تلقّوا دورات مجانية في الكومبيوتر وغيره ونالوا شهادات وتخرّجوا في مراكز الصفدي إن في الشمال أو في جبيل وحتى في بشرّي حيث هناك حضور لمراكز المؤسسة».

وتشدد على أنّ الوزير الصفدي يهمّه بناء الانسان من خلال المؤسسة وشعاره دائماً «عقلنا ثروتنا» وانّ «الثقافة تنير العقول» لذلك يطلق اليوم مشروع «ثقافة للجميع».

«ثقافة للجميع»

وعن المشروع الجديد الذي يتعاون فيه مركز الصفدي مع جامعات لبنان، تكشف أنّ نخبة من الاساتذة الجامعيين سيعطون الدروس مجاناً في مراكز الصفدي لكلّ الصفوف والإختصاصات من 18 الى 90 سنة.

وعن المشاريع الماضية والأحبّ على قلبها، تقرّ بأنها أحبّت «الامسيات الرمضانية والروبورتاج عن تاريخ «طرابلس 100 عام» الذي شاهده جميع مَن حضر، بالإضافة الى جميع الضيوف الأعزّاء الذين تكرّموا على مسرح الصفدي الثقافي».

المنافسة النسائية الطرابلسية!

لا تحرجها المنافسة النسائية الطرابلسية ولا تعتبرها منافسة، بالعكس هي تؤيّد وترحّب بأي مساهمة من اي جهة بهدف إنماء المدينة وخدمة ابنائها. وتقول في هذا الإطار: «انّ طرابلس سينقصها الكثير حتى لو شاركن جميعهنّ»، وتضيف: «اذا كان العمل الاجتماعي النسائي في طربلس يعتبر منافسة فأنا خارجها ولا اقبل الدخول فيها من الأساس».

وتلفت إلى أنّ علاقتها مع نساء الاقطاب السياسيين في طرابلس جيدة، وأنها قالت لهنّ في إحدى الجلسات إنها ستبقى صديقة للجميع بغضّ النظر اذا كانوا في الانتخابات خصوماً او متوافقين.

وعمّا إذا كانت ستدخل غمار العمل السياسي كما يُشاع؟ تقول: «لا أنوي خوض غمار السياسة مطلقاً. فمحمد الصفدي هو الأساس ومتى أراد سيجدني دائماً الى جانبه وبكامل الجهوزية لدعمه وحده. وأنا كزوجة نائب استثنائي لا أجرؤ على التفكير حتى في الموضوع، فالجميع يعلم أنّه النائب الحاصل على أعلى نسبة أصوات في طرابلس».

العلاقة مع الوزير والزوج والسياسي

وعن الصفة التي اكتسبتها من الوزير الصفدي، تقول: «التواضع والثقة». وتصف زوجها بـ»الشريك الرومنسي والرجل الطيّب واللبِق الذي تحلم به كل أميرة في مملكتها».

أمّا عن الوزير فتمنّت عدم نشر رأيها ودعائها، لكنني سأعتذر مسبقاً لنشر ما قالت: «سيكون لبنان محظوظاً جداً لو وصلَ محمد الصفدي الى سدّة رئاسة الحكومة، فهو إنسان منفتح، مسالم، محاور، ذكي ولا مشاكل لديه مع أحد».

لم يقطع الحوار سوى اتصال من الوزير للاطمئنان على زوجته، ابتسمت، لمعت عيناها واستأذنت لتتكلم معه وعادت بضحكة لتتابع الحديث.

امّا اجمل لحظة بالنسبة إليها، فتقول انها: «حين قال لي محمد انك انت وابنتي اهمّ شيء في حياتي. وانا في المقابل اعترف بأنه وأولادي أثمن ما في الوجود».

وعن اللقب الأحبّ الى قلبها، تجيب: «فيوليت خيرالله الصفدي»، فأهلي وعائلتي لهم الفضل عليّ، ومن جهة أخرى اشعر أنّ محمد الصفدي حَمّلني مسؤولية كبيرة منذ قرابة العام حين حَملت اسمه الكبير».