Site icon IMLebanon

نينجا على التلفزيون

 

عرّفتنا الحرب الدائرة بين “المقاومة الإسلامية في لبنان” ودولة إسرائيل (العدو)، إلى طائفة من المحلّلين الاستراتيجيين الموسوعيين ليس بينهم تكتيكي واحد بل جلّهم من “المتكتكين” المفوّهين ممن أغدقوا علينا من فيض مداركهم، كمّاً ونوعاً، توقعاتهم وأغرقونا ببحر من المعلومات المتلاطمة حتى كادت تستوي في عقولنا ” الأنوارُ والظُلمُ”.

 

 

بالصدفة، وفي أثناء تقليب القنوات وجدتني أستمع إلى محلل أيقنتُ في برهة أنه ممانع باب أوّل. قميص سوداء. لحية سوداء. سترة سوداء. نينجا من دون قناع. لسان مطواع لا يحتاج لإذن من العقل كي ينطق بالحقائق المطلقة بثقة يُحسَد عليها. سُئل، كما يُسأل العميد والنائب والدكتور والوزير والكاتب والصِحافي والحزبي والمستقل عن القرار 1701 وما نص عليه صراحة لجهة حظر الأسلحة والتسليح في الجنوب. فأجاب بطريقة أفحمت السائل: “قل لي متى شاهدت سلاحاً ظاهراً في الجنوب قبل العدوان؟”.

 

 

معه حق. مَن من اللبنانيين، أو من ضيوف البلد، ضباط وعناصر اليونيفيل، رصد صاروخ “قادر 1″ محمولاً على شاحنة مكشوفة تتهادى على الطريق من صور إلى ميس الجبل؟ لا أحد.

 

 

ومَن بين المقيمين على أرض لبنان زعمأنه التقى في يوم مشمس بـ”فادي 2” بسوق النبطيه ودردش معه على كاسة شاي؟ لا أحد.

 

ومن شاهد في سوق الخميس في بنت جبيل “ستاند” لمقذوفات الحزب ومن ابتاع من “سوق الخان” ألغاماً ضد الآليات أو صواريخ “كورنيت” المضادة للدبابات؟ لا أحد.

 

 

 

ومن التقى في مرجعيون، لمرة في عقدين، دورية مؤلّلة لفرقة الرضوان؟ لا أحد

 

 

 

لا أسلحة ظاهرة فوق الأرض في جنوب لبنان. ولمعلوماتكم فإن القرار الأممي، لسبب ما، لم يذكر الأنفاق تحت المنازل والمقابر ولم يشِر إلى المغاور في الجنوب، ما يعني أن “الثنائي الوطني”، الشيعي سابقاً، كان من أحرص الحرصاء على تطبيق الـ 1701 بكامل مندرجاته ومدرجاته.

 

في الأمس فهم الخبثاء اللؤماء السياديون أن الأسلحة المشار إليها في الـ 1701هي “الأسلحة الظاهرة”، وما عداها من ترسانات صاروخية، وأسلحة مستوردة بالخفاء ومصنّعة تحت الأرض غير مشمولة بالنقاش الدائر اليوم وحراك هوكستين.

 

 

 

وماذا عن عرض “الحزب” العسكري ومناوراته بالذخيرة الحية في معسكر قرب معلم مليتا للسياحة الجهادية كانت في الواقع محاكاة لوحدة الساحات لعمليات نوعية تحت عنوان “سنعبر” في أيار 2023؟ لم يخطر هذا السؤال الاستطرادي على بال المُستضيف، ولا فكر الزميل المتعب من التكرار أن يسأل الزميل الشمولي عن اجنياح “الحزب” لبيروت في 7 أيار 2008؟

 

في الحالين كان الـ “نينجا” سيجاوب أن أقليم التفاح حيث تقع محمية مليتا، خارج انتداب “اليونيفيل”  وأن اليوم المجيد خارج إطار البحث.