يصل إلى بيروت عند الواحدة من بعد ظهر اليوم، وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين. ومن المقرر ان يتوجه من المطار مباشرة إلى مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة على متن مروحية عسكرية فرنسية.
ويلتقي الضيف الفرنسي رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام، اليوم، ونظيره اللبناني جبران باسيل مساء غد حيث سيعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً قرابة السابعة في وزارة الخارجية، عدا لقاءاته مع ممثلي القوى السياسية، كما يزور مركزا لمؤسسة «عامل» في العاشرة صباح غد في حارة حريك.
وقال القائم بأعمال السفارة اللبنانية في باريس السفير غدي خوري لـ «السفير»، أن «زيارة ايرولت ستكون امتدادا لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت في الربيع الماضي، لاظهار اهتمام فرنسا بلبنان من كل النواحي، وأن لبنان ليس متروكا في خضم ما يجري في المنطقة العربية».
وأوضح «اننا لا نعتقد ان ايرولت يحمل مبادرة ما او حلا لموضوع الشغور الرئاسي، كما انه لا يحمل اسم اي مرشح للرئاسة ولا فيتو على اي مرشح، انما سيحضّ القوى اللبنانية على تسريع انتخاب الرئيس وسيبدي استعداد فرنسيا للمساهمة في التوافق بين القوى السياسية على هذا الموضوع».
وأضاف رداً على سؤال حول المعلومات المتوافرة عن اللقاءات الفرنسية مع الجانبين السعودي والايراني الشهر الماضي والجانب المتعلق منها بلبنان، انه «لم تظهر حتى الان نتائج ايجابية للتحرك الفرنسي، خصوصا بصدد الاستحقاق الرئاسي، ولا حتى في موضوع تحريك الهبة المالية السعودية المخصصة لدعم الجيش اللبناني بالسلاح الفرنسي، ونعتقد ان السعودية قد تحرك هذا الموضوع بعد انتخاب رئيس للجمهورية».
لكنه اضاف ان «الفرنسيين لا يوفرون فرصة في لقاءاتهم مع اي مسؤول سعودي يزور باريس لإثارة موضوع الهبة السعودية للجيش، ويحاولون اقناع السعوديين بتحريك الهبة، لكن حتى الان لم يحصل اي تجاوب بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية».
واشار الى ان ايرولت سيظهر الاهتمام الفرنسي «الانساني» بقضية النازحين السوريين ودور لبنان المهم في ضيافتهم.
لكن ماذا يتضمن الملف اللبناني الذي سيعرض امام الوزيرالفرنسي؟ تجيب مصادر رسمية ان «لبنان الرسمي لا يملك اكثر من طلب الدعم في مجالات الامن والاقتصاد وموضوع النازحين»، وتضيف: «لا طلبات خاصة للبنان من فرنسا، لا سيما انه سبق لرئيس الحكومة ولوزير الخارجية ان زارا باريس مرارا للحصول على المساعدة الفرنسية اللازمة في كل المجالات لكن من دون جدوى، لكن لا بد من اثارة ما تحقق حول ما تقوم به فرنسا لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان».
وتقول مصادر متابعة للزيارة إن «فرنسا تحاول ان تلعب دورا اكبر مما هو الان في ازمات المنطقة ولبنان هو البوابة الانسب برأيها، لكنها الان لا تمارس دور الوسيط النزيه والمحايد في معالجة ملفات المنطقة، لا سيما السوري منها، خصوصا بعدما نظمت قبل يومين مؤتمرا للمعارضة الايرانية في باريس وبحضور سعودي رسمي لمرة الأولى»!