لا شك في أنّ الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى روسيا، في توقيتها وفي الظروف التي تمر بها المنطقة هي مهمة جداً، هذا أولاً.
ثانياً- بعد دخول روسيا العسكري الى سوريا أصبح من الضروري أن يكون هناك تفاهم بين روسيا وأكبر دولة عربية وأشدها ثراءً.
ثالثاً- بعدما اضطرت المملكة العربية السعودية الى دخول الحرب لإنقاذ الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتحرير باب المندب، اتخذ هذا الأمر أهمية كبرى لدى موسكو.
أمام هذه المعطيات، أين يمكن أن تتفق الرياض وموسكو؟
لا شك في أنّ واشنطن مسرورة للحروب التي تدور في اليمن وفي سوريا وفي العراق، لأنّ أميركا هي أكبر مصدّر للسلاح في العالم، وهذه الحروب تعزز الاقتصاد الاميركي، لذلك لا بدّ من الانتظار، بعد الضربات الجوية الروسية المتلاحقة، لتبيان كيف سيكون الواقع على الارض، ذلك أنّه لغاية الاسبوع الأول لم تستطع قوات بشار الاسد وحلفائه الايرانيين و»حزب الله» من أن يحققوا على الارض أي تقدم يذكر.
صحيح أنّه من المبكر استعجال الأمور، ولكن في حال استمرت هذه الضربات من دون أن يرافقها تقدّم فالأمور ستزداد تعقيداً.
من هنا كنا نرى أنّ روسيا قد أفقدت نفسها دوراً كان يمكن أن تلعبه، أي أن تكون راعية لمشروع السلام، إذ انها باتت اليوم طرفاً في الصراع.
صحيح أنّ الأمير محمد بن سلمان أراد اللقاء مع الروس، ولكن علينا أن ندرك مسبقاً أنّ السياسة السعودية ثابتة… بمعنى أدق صحيح أنها تريد الاستقرار لسوريا، ولكنها ترفض بقاء الاسد وأيضاً ترفض بقاء «داعش»، وهذه النقطة الأخيرة تكاد تكون الوحيدة التي يمكن أن تلتقي عليها مع موسكو التي كما قلنا أفقدت نفسها هذا الدور.
من هنا، تأتي الزيارة الى موسكو تأكيداً على الثوابت السعودية علّ وعسى الروسي يعيد النظر في مواقفه ويغتنم فرصة أن يكون داعماً لعملية السلام… وهو هكذا طرح نفسه قبل تدخله العسكري… ولكن هذا لا يتحقق إلاّ بإزاحة بشار الاسد عن صدر الشعب السوري.