عندما يقال عن ان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لن تحمل مفاجآت، يصح القول ايضا ان مشكلتنا الرئاسية اكبر من ان تعالج بأدوية خارجة على المألوف السياسي، طالما ان باريس غير معنية بتعقيدات الرئاسة، بل لان الامور عائدة الى جهة سياسية هي حزب الله غير مرتبطة بفرنسا بقدر ما هي مرتبطة بإيران الدولة التي تسعى لان يكون لها موطئ قدم في المنطقة من خلال مؤثرات الحزب على الارض اللبنانية، اي على ارض الواقع، خصوصا ان طهران تعمل جاهدة لان يكون لها قرارها المستقل بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية؟!
الذين مع هذا الرأي، يرون ان هناك استحالة امام هولاند يمكن ان تعطينا رئيسا للجمهورية، بل ان المسعى الفرنسي لا بد وان يقتصر على تقديم مجرد نصيحة تدعو اللبنانيين لان يفهموا ان مشاكلهم عائدة الى غير ما يرجونه من تدخلات في شؤونهم، لاسيما التدخل الذي لن يؤدي الغاية المرجوة منه ان كان «نصيحة بجمل» ام من دون نتيجة تتجاوز تسجيل المواقف التي سبق لفرنسا ولغيرها ان دعونا الى اعتمادها في حال كانت رغبة صريحة وواضحة بانتخاب رئيس للجمهورية من النوع الذي لا يشكل استفزازا لاحد (…)
من هنا يفهم موقف حزب الله من المرشحين للرئاسة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، هذا في حال كانت نظرة جدية الى المرشح الثالث النائب هنري حلو، طالما ان المفاجآت قد تكون واردة حتى اشعار اخر، من ضمنه انسحاب عون وفرنجية للمرشح الثالث، وعندها لن يكون احد بمنأى عن تقبل المفاجأة من الكبار والصغار على السواء، لان الامور السياسية لن تختلف عندها بمن يقبل او بمن يرفض، حيث لا مجال بعد ذلك، بل سيكون هناك امر سياسي واقع من الواجب والضروري التعاطي معه، وكأنه حق لا مجال لرفضه؟!
تكرارا فان الرئيس الفرنسي يعرف عن لبنان ما يعرفه اللبنانيون عن ازمتهم الرئاسية، لذا من المستحيل توقع اي حل من اي نوع يؤدي الى انتخاب رئيس، الا في حال كانت محاولة من هولاند لمراجعة مصدر العقدة الرئاسية، اي طهران، وهذا ما يرجوه من يهمه ان ينجح الرئيس الفرنسي في مسعاه اللبناني، خصوصا ان الامور مرشحة لحصول الاسوأ من جانب حزب الله الذي تعني له التطورات الاقليمية غير ما تعنيه بالنسبة الى جميع اللبنانيين ان لجهة مسيرة الحرب في سوريا، او لجهة مسيرة ايران في كل من سوريا والعراق والبحرين واليمن.
وعندها فقط يمكن ان تتوضح الصورة السياسية؟؟
ومن هنا بالذات يفهم عدم تفاؤل اللبنانيين بزيارة الرئيس الفرنسي الذي يعرف ان هناك استحالة امام العمل بنصائحه للبنانيين بأن يتفاهموا في ما بينهم لحل خلافاتهم وتبايناتهم، وهذا من ضمن ما هو مرتقب من غير حاجة الى حصول ادعاء كاذب لجهة الزعم ان الفرنسيين قادرون على ممارسة ايجابية عملية واحدة تجاه لبنان وازمته الرئاسية؟!
وما يثير التساؤل ان الفوضى السياسية في لبنان مرشحة لان تتحول الى فوضى امنية في حال كان اتجاه للتعبير عن رأي حزب الله تحديدا بالنسبة الى مجريات الحل مهما كان المرشح الرئاسي على علاقة بالحزب وليس افضل من العماد عون ليكون مرشحا عن تجمع الثامن من اذار مثله مثل النائب سليمان فرنجية الذي ترى مصادره ان علاقته المقطوعة مع الحزب لا تشجع احدا لان يتوقع اكتمال النصاب النيابي في الجلسة الانتخابية التي تحمل الرقم ثمانية وثلاثين والتي لن تكون افضل من سابقاتها بحسب اجماع المراقبين السياسيين والديبلوماسيين على السواء، طالما ان لا مؤشرات تحتم حصول العكس؟!
اما لجهة الحوار، فان اموره ستكون بدورها عالقة، لمجرد ان الانتخابات النيابية لم تتغير بعد، فيما يعرف رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ثمة تعقيدات تمنع التئام مجلس النواب الا في حال كانت موافقة مسيحية – ميثاقية على جدول الاعمال، حتى ولو كان المقصود «تشريع الضرورة» حيث لا ضرورة تتخطى الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخابات النيابية؟!