Site icon IMLebanon

زيارة هولاند أساسية

طبعاً، لا يريد الرئيس الفرنسي القادم الى لبنان، أن تكون زيارته عابرة.

هو يريد ألا تكون أقل أهمية، من زيارة الرئيس الفرنسي الخالد شارل ديغول.

ولا أدنى اهتماماً، من زيارة زميله الاشتراكي فرنسوا ميتران.

الا ان مرجعاً لبنانياً، يعطيها نفحة سياسية مميزة، كونه لن ينزل في اثناء بقائه ٤٨ ساعة، على الاقل، في بيروت، في فندق، بل في السفارة الفرنسية، وفي قصر الصنوبر بالذات.

طبعاً، يقول سياسي لبناني عريق، ان فرنسوا هولاند سيحاول اضفاء طابع تاريخي على زيارته، عندما يحقق امنيته بجمع المرشحين الرئاسيين: الرئيس العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، بحضوره لتعذر نجاحه، بأن ينسحب احدهما للآخر.

الا ان الرئيس هولاند، يريد تجاوز ما حققه سلفه جاك شيراك للرئيس الشهيد رفيق الحريري، او ما حققه اسلافه الفرنسيون الكبار، خلال المشوار التاريخي في العلائق بين البلدين.

وهذا لن يغنيه عن لقاءاته في بيروت مع الرؤساء نبيه بري وتمام سلام وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط.

ومنذ درجت السفارة الفرنسية على جعل الملف اللبناني في عهدة موظفين عابرين للعلائق اللبنانية – الفرنسية، فانها اقتصرت على قداس يقام في بكركي، او في مطرانية بيروت المارونية وعجزت عن الارتقاء الى عصر الام الحنون وهي الصفة التي اخذتها فرنسا في لبنان منذ الانتداب.

إلاّ أن عصر الرئيس هولاند تراجع بعض الشيء، عندما أفسح في المجال، أمام السلطة الاميركية، خصوصاً في عصر الرئيس أوباما، لتتولى المهام الدقيقة والمباشرة، بعد كارثة النزوح السوري، ومباشرة المجموعة الأوروبية، معالجة الموضوع بالمساعدات المالية، وبمهمات تولاها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس المؤتمر الدولي ورئيس المؤتمر الاسلامي.

ويدور الحديث الآن، عن مبادرة ما، قد يضطلع بها الرئيس الفرنسي خلال وجوده القصير في لبنان، إلاّ أن ذلك ليس مؤكداً، وان بدا احتمالاً يراود أركان السفارة الفرنسية في بيروت مع أوساط قصر الأليزيه.

إلاّ أن الرئاسة الفرنسية، تحب، أن تتوّج زيارة هولاند، بعمل فرنسي، لئلا تكون زيارته لبلد عزيز عليها، جزءاً من جولة يزمع القيام بها للمنطقة.

وفي المعلومات ان السفير الفرنسي الجديد في لبنان، يقوم بجهد، بين بيروت وباريس لتحقيق هذه الأمنية، ويرى ان الحلم الفرنسي هو الوجه الآخر، لخطوة غير عادية، في هذه الحقبة، خصوصاً وان لبنان مضى عليه عامان، من دون وجود رئيس جمهورية فيه، ولئلا يقال ان الجمهورية تريد رئيساً لا يكون كمالة عدد بل يحقق الخطوة المفقودة في التوعية الرئاسية لا على حساب الطائف، بل من أجل لبنان سليم.