Site icon IMLebanon

زيارة هولاند تنتظر «الظروف».. و«الصبر مفيد»

على الرغم من العنوان الثقافي المتمثل بافتتاح معرض الكتاب الفرنكوفوني، فإن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية جيرار لارشيه للبنان في 22 الجاري، وضعها ديبلوماسي فرنسي رفيع في خانة «المهمة جداً» لأنه سيجري خلالها اوسع مروحة من اللقاءات والمشاورات حول مواضيع ثقافية واقتصادية وعسكرية… والأهم الموضوع السياسي الأبرز وهو رئاسة الجمهورية اللبنانية.

هي زيارة استطلاعية واستكشافية لإمكانية إحداث خرق معين، او لتجميع معطيات حيوية قبل لقاء القمة الذي سيجمع الرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والإيراني الشيخ حسن روحاني في قصر الاليزيه في باريس منتصف تشرين الثاني المقبل، والتي على ضوئها إما يسرِّع هولاند زيارته الى لبنان او يستمهل لمزيد من وقت قد يطول الى ما بعد توضّح معالم مستقبل الوضع السوري الواقع تحت مظلة السوخوي الروسي.

يؤكّد الديبلوماسي الفرنسي «نحن مستمرون في العمل، وبوتيرة متصاعدة وبلا توقف، لمساعدة لبنان في كل ما يحتاجه، والرئيس هولاند اجرى لهذه الغاية اتصالات مكثّفة حول هذا الموضوع خلال ترؤسه وفد فرنسا الى اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها السبعين، كما اثار الوضع اللبناني مع نظيره الايراني حسن روحاني، والامر نفسه خلال القمة بين هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس، وهذا الموضوع سيكون له حيز اوسع في قمة هولاند مع روحاني الشهر المقبل».

إلا أن الديبلوماسي الفرنسي يلفت الانتباه إلى أن فرنسا تعتبر الموضوع الرئاسي والشغور في موقع رئاسة الجمهورية الذي قارب السنة ونصف السنة، «مسألة لبنانية وشأناً لبنانياً، وإنجازه لا يكون إلا بإرادة لبنانية تعي خطورة استسهال الاستمرار في الفراغ، وما نفعله نحن هو المحاولة الدؤوبة لإيجاد الحلول وتوفير الظروف الملائمة التي من شأنها إحداث اختراق عملي يوصل الى الخروج من الحلقة المفرغة. لذلك نعتبر ان اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي انعقد في 30 ايلول في نيويورك كان ناجحاً كونه استند الى مرجعية إعلان بعبدا، ونحن نذكّر جميع الاطراف والقوى السياسية بوجوب المحافظة على المؤسسات وعدم التساهل في تعطيلها».

يتناول الديبلوماسي نفسه تأثيرات الوضع الاقليمي على لبنان، لا سيما الرهان الدائم على حوار وتفاوض سعودي ـ إيراني، ويرى «ان الدولتين جارتين وبإمكانهما التحادث والتفاوض وتحمّل مسؤولياتهما، لكل دولة منهما دور تلعبه نأمله مسهلا وإيجابيا جداً ببعده اللبناني، انما دورنا نحن يتركّز في المحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان وعدم تعريضه للمخاطر، وإعادة العمل الطبيعي للمؤسسات الدستورية، وهذا بنظرنا وقناعتنا مهم جداً في ظل الوضع الإقليمي القائم».

وينبّه الديبلوماسي الى انه «لا يجب على احد العمل على زعزعة استقرار وأمن وسيادة ووحدة لبنان، على الجميع السماح بانتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت وبلا مزيد من التأخير، ونشجّع جميع الاطراف على إتمام عملية انتخاب رئيس جمهورية، ولكل طرف من الاطراف دوره ومسؤوليته ونحن نحاول المساعدة ودفع الامور باتجاه الحل، انما على اللبنانيين اتخاذ القرار الشجاع والنابع من ارادة ذاتية».

ماذا عن تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان بعدما كانت في حكم الناجزة؟، يجزم الديبلوماسي «ان زيارة الرئيس هولاند لم تتأجل ولم تلغ، انما عندما تكون الظروف مؤاتية ستحصل الزيارة، ونعمل بجهد لتأمين هذه الظروف، وعلينا ان نصبر بعض الشيء، لأن الصبر مفيد».