IMLebanon

زيارة ردّ “الورقة” أم ردّ “الجميل”؟

عاصفة الدمار والموت الجماعي والجنون التي تجتاح المنطقة العربيّة، تقول الحركة الإقليميّة والدوليّة إنها مرشحة للحلول الواقعية إنما على مراحل ودَرْجة دَرْجة.

لبنان في قلب المنطقة. وقد ساعدته سياسة النأي بالنفس على عدم حرق أصابعه باحتفالات النيران المتواصلة. إلا أن المظلّة الدوليّة هي التي حالت ولاتزال تحول دون انزلاقه إلى حيث انزلق الآخرون.

لكنه دفع الضريبة العالية والغالية. فإلى هذه اللحظة لا يزال الفراغ الرئاسي يخيّم على التعطيل الذي شمل الدولة ومؤسّساتها وكربج البلد من الباب للمحراب.

الدول الكبرى والشرعيّة الدوليّة أخذت علماً بالواقع الذي رست عليه حال لبنان، مع اقتناعها واعترافها بالدور الكبير لإيران بالنسبة إلى الفراغ الرئاسي، كما التعطيل وشلّ المؤسّسات الدستوريّة. وعبر الحلفاء عندما تدعو الحاجة.

بعيداً من التفاصيل التي باتت محفوظة كأبيات من الشعر الجميل، حاول كثيرون، مثلما حاولت فرنسا ودول كبرى، إقناع طهران بالإفراج عن “الورقة اللبنانيّة”، ولكن دون جدوى.

أما وقد وصلت الدولة الإقليميّة المتعدّدة البعد والطموح إلى ذروة ما تشاء من هذه الورقة، ففي إمكانها إصلاح ما أفسده الدهر. وما أفسده التعطيل. وما فعل الفراغ الرئاسي في كل لبنان.

وبمنتهى البساطة والسهولة. هذا إذا صدقت النيّات، وإذا كانت زيارة وزير خارجيّة إيران الظريف محمد جواد ظريف لبيروت، وليومين، في هذا الوقت تحديداً لردّ “الجميل” للورقة اللبنانيّة، أم لردّ الروح إلى دورة الحياة في رئاسة الجمهوريّة وباقي المؤسّسات، ليغني له اللبنانيّون “يا ظريف الطول يا بو الميجانا يا بو العيون السود شو بحبّك أنا؟”.

ليس من الضروري اللجوء إلى عرافات دلفي لمعرفة “جوهر” الزيارة الظريفيّة للعاصمة اللبنانيّة، باعتبار أن المكتوب يُقرأ من عنوانه. والعنوان ليس بعيداً من “المناخ” الدولي الإقليمي المحلّي الذي يوحي بأن المنطقة ذاهبة إلى مرحلة جديدة، تحت راية التسويات وبالتي هي أحسن.

قد يكون وقد لا يكون. إلا أن في إ مكان الوزير ظريف تحقيق الكثير، وبسرعة فائقة، بالتعاون مع الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام والنائب وليد جنبلاط الغني عن التعريف.

ذلك ان “الجديد” الوحيد الذي يأمل اللبنانيّون أن يكون مثمراً يكمن في هذه الزيارة. وفي شخص الزائر وموقعه وجدارته التي تشهد عليها اجتماعات جنيف وسواها.

طهران تدرك قبل الآخرين أن اللبنانيّين يعتبرونها مسؤولة عن الفراغ الرئاسي، وما رافقه من فراغات وتعطيلات وعرض عضلات.

فهل تبدأ بتبييض وطي صفحة الماضي كثمرة لهذه الزيارة الظريفيّة، أم تُراها لا تزال في حاجة إلى “الورقة”؟