IMLebanon

زيارة المبعوث الروسي لا تحمل أي أفكار أو مبادرات لحل أزمة الإنتخابات الرئاسية

زيارة المبعوث الروسي لا تحمل أي أفكار أو مبادرات لحل أزمة الإنتخابات الرئاسية

ظهور تباين روسي – إيراني حول سوريا وتفاعل الخلاف مع الغرب يزيد من تعقيدات الوضع اللبناني

فحوى أحاديث المبعوث الروسي حمل تبايناً روسياً – إيرانياً في كيفية التعاطي مع الحرب الدائرة في سوريا..

تعددت الاستنتاجات والتحليلات السياسية والصحافية لمفاعيل زيارة المبعوث الرئاسي الروسي الى لبنان ميخائيل بوغدانوف، ومدى تأثيرها في تحريك ملف الانتخابات الرئاسية المعطّل عمداً من قبل تحالف «حزب الله» و«التيار العوني» كل حسب مصالحه، انطلاقاً من الدور الرئاسي وعلاقاته الخاصة مع إيران والنظام السوري معاً في هذه المرحلة وكيفية استفادة لبنان من هذا التحرك وتوظيفه لصالح الخروج من الأزمة السياسية التي تضغط على الوضع العام بمجمله. إلا أن هذه الاستنتاجات لا تتلاقى مع ما كشفته وقائع لقاءات المبعوث الروسي مع مختلف القيادات والمسؤولين على اختلافهم لأن مضمون الزيارة والابحاث التي تخللتها لا تصبّ في هذا الاتجاه إطلاقاً، حسبما كشفه مصدر وزاري بارز شارك في بعض هذه اللقاءات وخرج بانطباع مفاده أن الزيارة كانت بمجملها زيارة مجاملات وتكريس الصداقات مع مختلف الأطراف اللبنانيين ولا تحمل في طياتها أي أفكار أو رؤى محددة لدور روسي معيّن إن كان بالنسبة لتسريع حل أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان أو طرح أي مبادرة روسية مقبولة لوقف حمّام الدم السوري والمساعدة في إيجاد حل سياسي للحرب الدائرة في سوريا في الوقت الحاضر.

ويوضح المصدر الوزاري تفاصيل زيارة المبعوث الروسي الى لبنان بالقول أنها لم تكن مقررة على جدول بوغدانوف الذي كان يقوم بزيارة للسودان واضطر للاستجابة إلى إلحاح بعض الأصدقاء اللبنانيين للقيام بها تحت عنوان المشاركة بالاحتفالات القائمة بمناسبة مرور سبعين عاماً على قيام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وروسيا.

وشدّد المصدر الوزاري على ان المهم فيما تضمنته لقاءات المبعوث الروسي مع مختلف الأطراف والقيادات اللبنانية تأكيده موقف بلاده الثابت والداعم للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان بمنأى عن الحرب الدائرة في سوريا وتأييده اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن ومحذراً من خطورة استمرار الفراغ السائد في منصب الرئاسة الأولى وتداعياته السلبية على الوضع السياسي العام، ومؤكداً على دعم الحكومة اللبنانية في جهودها ومساعيها المتواصلة لمحاربة الإرهاب بكل اشكاله.

ونفى المصدر تلمس أي مسؤول أو قيادي لبناني أي رغبة روسية للقيام بوساطة بين الأطراف اللبنانيين والدول المؤثرة الصديقة لروسيا كايران للعب دور تقريبي بينها وبين كل هذه الأطراف لإزالة العقبات وتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية والمساعدة في حل الأزمة السياسية القائمة بلبنان حالياً، لافتاً إلى ان كل ما تضمنته مواقف بوغدانوف مع الذين قابلهم، تكرار رغبة حكومته بوجوب الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية والتمني عليهم بالحاح بضرورة وضع حدّ لأزمة الانتخابات الرئاسية ومحذراً من تداعياتها الخطرة على الواقع السياسي والأمني في البلاد إذا استمرت طويلاً.

ولاحظ المصدر من خلال فحوى الأحاديث مع المبعوث الروسي وجود تباين روسي إيراني في كيفية التعاطي مع الحرب الدائرة بسوريا واتجاه الجانب الروسي للسير قدماً في استكشاف آفاق الحلول المطروحة من قبل النظام والمعارضة على حد سواء، في حين تعارض طهران هذا التوجه وتعتبر أن ما تقوم به موسكو في هذا الخصوص يتجاهل دور إيران في الحلول المطروحة ويتغاضى عن وجودها ومساعدتها للنظام بالاستمرار في مواجهة المنتفضين ضده من المعارضة والتنظيمات الارهابية على اختلافها.

وانطلاقاً من هذا التباين في مقاربة حل الأزمة السورية، يستبعد المصدر أن تقوم روسيا بأي دور لدى إيران للمساعدة في حل الأزمة الرئاسية اللبنانية في القريب العاجل، الا إذا حدثت تغييرات فجائية في نظرة كل من البلدين للحلول المطروحة للأزمة السورية، وهو ما يبدو غير متوقع في المدى المنظور. ولا يقتصر استبعاد أي دور روسي في القيام بمهمة مساعدة لبنان لتخطي ازمته انطلاقاً من التباين الروسي الايراني فقط، بل يتعداه الى وجود إصرار روسي على استمرار المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً بخصوص الخلاف الدائر بخصوص الازمتين السورية والأوكرانية حتى النهاية برغم العقوبات والحرب الاقتصادية القائمة، وهو ما يزيد في تعقيدات الأوضاع القائمة بالمنطقة وينعكس بشكل او بآخر على الوضع بلبنان برمته ويزيد من التعقيدات بالأزمة الرئاسية والسياسية المتواصلة.