Site icon IMLebanon

الكتائب و”القوات” ينتظران أجوبة فرنجيه زوّار عون يتحدثون عن نيّته إسقاط مبادرة الحريري

لم يؤشر الحوار الماروني – الماروني حول محاولة الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية الى أية إيجابية يمكن أن تؤدي الى انتخابه رئيسا في جلسة 16 الجاري اي بعد تسعة أيام، ليملأ الفراغ المتمادي منذ نحو 17 شهرا في قصر بعبدا.

وافادت مصادر متابعة للاتصالات داخل البلاد وفي باريس والرياض “النهار” بأن مراجعة لعدد من المواقف التي ظهرت منذ عودة البطريرك بشارة الراعي من ألمانيا تؤكد ان الفاعليات المسيحية لم تؤيد مشروع الحريري القائم على استعداده لترشيح فرنجيه للرئاسة لأسباب عدة، لعلّ ابرزها أن اي زعيم سني مهما بلغ شأنه لا يمكنه ان ينتقي هو مرشحا لرئاسة الجمهورية، حتى لو كانت الحجة التي استند اليها انه يريد إيصال رابع الشخصيات التي اختارها الراعي للترشح الى الرئاسة، وان التعهد الذي وقعه الأقطاب الأربعة في بكركي يقضي بأن ينسحب الثلاثة الآخرون لمصلحته إذا نال تأييد غالبية القوى السياسية الاخرى. واللافت ان البطريرك وصف مبادرة الحريري بأنها “جدية”، وان الأجواء التي تسرّبت عن الصرح لم تثر ارتياحاً لدى أكثر من مرشح او حزب ماروني آخر لأنها توحي تأييداً لرئيس “تيار المردة”.

ولعلّ أكبر دليل على عدم دعم اي من الأقطاب الثلاثة لمبادرة الحريري هو إحجام الراعي عن دعوتهم إلى اجتماع لتداول مبادرة الحريري الرئاسية، بل إنه فضّل الذهاب الى اللاذقية لمناسبة راعوية للموارنة هناك حفاظا على الحد الأدنى من التفاهم مع رافضي ترشيح فرنجيه، وإتاحة المجال أيضاً لمزيد من الاتصالات وانتظار ما سيعلنه الحريري هذا الأسبوع كما هو متوقع بدعم من رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط.

واللافت أيضاً ان الرئيس نبيه بري يلوذ بالصمت وإن كان موقفه منسجماً مع موقف الثنائي الحريري – جنبلاط في موضوع انتخاب فرنجيه. كما ان رئيس “تيار المردة” يلازم بنشعي ويرد على استفسارات من يزوره من الديبلوماسيين المعتمدين لدى لبنان عن استعداده لخوض معركة الرئاسة، وقد زاره أمس في السياق هذا الأمين العام لوزارة الخارجية الإيطالية.

أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل فينتظران أجوبة فرنجيه العلنية عن أسئلة تتعلق بموقفه من بعض القضايا الوطنية الحساسة وما اذا كان يؤيد ثوابت الحزبين. الا ان فرنجيه لا يبدو متحمسا للإجابة العلنية، بل يغرّد من حين الى آخر عبر حسابه الخاص على “تويتر” معلناً مواقف تتناول بعض مواضيع الأسئلة، مثل قانون الانتخابات النيابية والدفاع عن حقوق المسيحيين والقول إنه ليس بحاجة الى شهادة احد للتثبت من صلابة مارونيته.

في هذا الوقت ينقل زوار عون عنه مدى تضايقه من مبادرة الحريري وتأكيده انه لن يتركها تمر كما يتصور رئيس “المستقبل”، لانها تستهدف ما يسعى اليه عون مع تياره من تثبيت للموقف الماروني في المعادلة السياسية اللبنانية.

ونصحت المصادر المتابعة بعدم تحديد موعد لانتخاب الرئيس قبل التوصل الى تذليل مشكلات نتجت من تحرك الحريري، لأن ثمة سيناريو يتداوله نواب من كتل مختلطة ومفاده ان تنافسا قد يحصل في مجلس النواب، وان جعجع قد يتخلى عن موقفه غير المؤيد لترشيح عون، وان دورة الانتخاب الأولى في الجلسة قد لا تؤدي الى انتخاب فرنجيه، فيدعو الرئيس بري الى جلسة انتخابية ثانية يفوز بنتيجتها مرشح الحريري.

لكن الثابت ان الحريري لا يريد ان تتأزم الأمور الى هذه الدرجة، وسيحاول مناقشة الموضوع مع مرشحه الأساسي للرئاسة، الدكتور جعجع الرافض حتى اليوم تلبية دعوته الى الرياض. كما ان “حزب الله” لا يزال على تأييده لعون، ولم يغير موقفه رغم أن فرنجيه من داعمي خط الحزب.