Site icon IMLebanon

لبنان يحضر في لقاء بايدن – بوتين؟!

 

تستعدّ العاصمة الروسية موسكو للقمّة الكبرى التي تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي جو بايدن، والتي ستناقش ملفات عالمية وستمرّ بالتأكيد على مشاكل الشرق الأوسط.

لم تكن الإدارة الروسية متحمّسة لإنتخاب بايدن، بل كان الرئيس بوتين يُفضّل التجديد لصديقه الرئيس الأسبق دونالد ترامب، خصوصاً أن “الكيمياء” معدومة بين بوتين و”الديموقراطيين”، والجميع يتذكّر كيف أن العلاقة التي كانت متوتّرة بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وإدارة بوتين، حتى ذهبت إلى إتّهام الروس بالتدخّل في إنتخابات 2016 لصالح ترامب ومن أجل إسقاطها.

لكن ما يُميّز الدول الكبرى هي الواقعية السياسية، فالأشخاص تفاصيل صغيرة، لذلك لا بدّ من عقد القمّة في 16 حزيران المقبل بين بوتين وبايدن، من أجل تحديد ملامح المرحلة المقبلة.

وفي المعلومات أن وزارة الخارجية الروسية منهمكة في الإعداد لتلك القمّة، ومعظم المواعيد غير المستعجلة والتي كانت مقررة في النصف الأول من حزيران تمّ تأجيلها، وبالتالي فإن زيارات الحجّ للمسؤولين اللبنانيين إلى موسكو ستحصل بعد منتصف حزيران، في حين أن الزيارات المرتقبة ستكون لكلّ من رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ورئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال إرسلان.

وفي السياق، فإن قمّة هلسنكي التي عُقدت في تموز من العام 2018 بين بوتين وترامب شكّلت بارقة أمل للّبنانيين حيث تمّ الإتفاق على العمل لإعادة النازحين السوريين، لكن هذه المقرّرات بقيت حبراً على ورق، بسبب إنشغالات الدول الكبرى وغياب التمويل الرامي إلى إعادة من هُجّر من أرضه.

وتؤكّد مصادر ديبلوماسية مطّلعة على الموقف الروسي لـ”نداء الوطن” أن هذه القمّة تُشكّل مناسبة لبوتين للقول أنه الرقم الثاني عالمياً ويتقدّم على دول الإتحاد الأوروبي والصين، ومن يريد حلّ المشاكل الإقليمية والدولية عليه الحديث معه، وبالتالي فإن فترة الحرب “الباردة” قد عادت بشكل ما من دون شريك “مضارب” لواشنطن وموسكو، ونجح بوتين في إعادة بلاده إلى السكّة العالمية.

ويعمل لوبي لبناني في واشنطن وموسكو من أجل أن يكون لبنان حاضراً في تلك القمّة، لأن مناقشة أزماته وحلّها تحتاج إلى توافق دولي وليس إقليمياً فقط، واللحظة مناسبة لمثل هكذا أمر.

وفي السياق، تلفت المصادر الديبلوماسية إلى وجود تكتّم حول المواضيع التي سيبحثها بوتين وبايدن، إلاّ أن هناك خطوطاً عريضة وأبرزها الجهود الدولية لمواجهة “كورونا” والإستراتيجية العالمية في هذا الشأن، ومسألة التعافي الإقتصادي التي ستلي مرحلة التعافي، وأزمات أوروبا الشرقية والصراع الأميركي – الصيني وتأثيره على السياسة العالمية، إضافةً إلى المحادثات النووية مع إيران والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

أما بالنسبة إلى الملف اللبناني، فتشدّد المصادر الديبلوماسية على أن المسؤولين الروس في الخارجية يؤكّدون أن حلّ ملف لبنان يأتي ضمن سياق حلّ شامل لملف منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن أي إتفاق أميركي – روسي على بنود لحلّ الأزمة السورية سينعكس إيجاباً على لبنان.

وتشير المصادر الديبلوماسية إلى وجود إتفاق روسي – أميركي على تشخيص الأزمة اللبنانية والحلول الضرورية لها وإن كان هناك إختلاف في الشكل، وهذا الأمر يدعو إلى التفاؤل، لذلك فإن الطابة باتت في ملعب اللبنانيين، لكن الأكيد أن روسيا لن تُقدم على أي خطوة تستفزّ أميركا في لبنان، كما أن واشنطن تعرف جيداً حجم مصالح موسكو في سوريا، لذلك فان خيوط الإتفاق موجودة ويبقى التطبيق هو الأساس.