Site icon IMLebanon

راس بوتين العبقري

 

 

ما كان ينقص المشهد الأسود في أوكرانيا، سوى الإطلالة التلفزيونية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي وصف فيها اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجمهوريتين الإنفصاليتين دونيتسك ولوغانسك بأنه “عمل عبقري”. تخيّلا ترامب اليوم في سدة الرئاسة ما كان سيفعل؟ الخطوة الأولى تهنئة صديقه على غزوة أوكرانيا الخطوة الثانية توجيه دعوتين إلى فخامة رئيس “جمهورية دونيتسك”، دينيس بوشيلين، ورئيس “جمهورية لوغانسك”، ليونيد باسيتشنيك، لزيارة البيت الأبيض. في حضرة القيصر بَدَوا كدميتين صامتتين. وبخروجهما من بوابة الكرملين نطقا. إنها واحدة من أعمال بوتين العبقرية.

 

بمَ تختلف عبقرية بوتين الـ 2022 عن عبقرية صدام الـ 1990؟ الأول شن حرباً لإعادة تنظيم المحافظات المسلوخة عن الأمبرطورية الشيوعية واعترف بدميتين، والثاني صحح خطأ تاريخياً باجتياح الكويت وتعيين الضابط الدمية علاء حسين علي جبر الخفاجي على رأس حكومة كويتية موقتة .

 

وبمَ يختلف جنون عظمة بوتين عن جنون وجموح القادة القابضين على الأزرار النووية؟

 

في البلاد التي يحكمها أصحاب الرؤوس الحامية، ومجانين العظمة تصبح مصائر الشعوب من ضروب التسلية. حياة 25 مليوناً و 830 ألف كوري شمالي وموتهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم بيد كيم جونغ أون. ذاك النموذج الفريد من نوعه البشري وتلك العبقرية المرنة الخلّاقة يوم يبتكر مرحاضاً في السيارات الرئاسية ويوم يستبدل التقويم الميلادي بتقويم “زوتشيه 111” الذي يعتبر العام 1912، سنة ولادة المؤسس إيل سونغ هو العام الأول. قبله لا شيء. لا زمن ولا تاريخ.

 

كان يمكن أن يتقبل العالم جنون كيم لولا ميله الفطري إلى الألعاب النووية.

 

وكان يمكن للعالم العربي أن يتعايش مع ملك ملوك أفريقيا، وتبدل أمزجته، لو لم تشكل نزواته خطراً على سلامة الملاحة الجوية.

 

فنان غريب ومجنون كسلفادور دالي يأخذ الفن التشكيلي إلى فضاءات غريبة.

 

ديكتاتور مجنون، ومفتون بقدراته العسكرية الهائلة وعبقريته المستجدّة، يجرّ العالم العاقل إلى ملعب طموحاته العسكرية.

 

قبل سنوات سألت صحافياً متمرساً جداً: كيف يمكن أن يؤتمن مجنون عظمة على بلد اسمه الجمهورية اللبنانية؟

 

أجاب: من جهتي لا أئتمنه على هرتي.

 

والسؤال نفسه صالح على الذاهب إلى حرب أممية بوجود خيارات بديلة وغير مكلفة. ماذا يدور في رأس بوتين ورؤوس أذنابه المجانين؟