تغيير فكرة المقالة دهمتني فيما كنتُ أستعد للكتابة عن «هواجس» حزب الله التي تم التّهديد بها على طاولة الحوار فالحزب لن يسمح إلا بانتخاب رئيس يُبدّد هواجسه»، بدّدهم الله وزادهم هواجس ورحمنا ورحم هذا البلد من تسلّطهم كوباء وبال عليه!!
بالأمس عجّت مواقع التواصل الإجتماعي بمقالة في صحيفة أو نشرة «حشدنا» وهي الناطقة باسم ميليشيا الحشد الشيعي في العراق، والمقالة لشيخ يُدعى»أوس ضرغام الياسري» وردَ فيها نصّ حديثٍ نسبه للإمام زين العابدين عليّ السجّاد بن الحسين بن عليّ» ويرويه «أبو جعفر» ـ ولا نعرف من أبو جعفر ـ وفيه يقول: سألت الإمام السجاد عن «وهب النصراني» فقال: «يخرج من صلبه من ينصر شيعتنا ويجاهد أعداءنا» ـ والمقصود هنا فلاديمير بوتين الرئيس الروسي ـ مشدداً على أن الرواية صحيحة ومعتمدة لدى أهل العلم!!
ولم يتسنَّ لنا الوقت الكافي لإخضاع الحديث المذكور للبحث في مراجع الشيعة، إلا أننا عثرنا على إجابة لـ»هوسٍ» شنيع أنطلق في العراق وهو لا بُدّ واصل «بهاليومين» إلى لبنان، حال من الجنون أو انعدام العقل والتمييز ضربت حتى «رجال الدين الشيعة» فانبروا لبخّ السموم في عقول جماهيرهم مستغلين سذاجتهم وعقولهم المعطّلة، لأنّ «وهب النصراني» الذي صدّر له حديث الشيخ الياسري ليجعله فلاديمير بوتين من نسله، ويقول الياسري في محاضرته المكتوبة التي نشرتها صفحة «حشدنا»: «انّ قدر شيعة أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه] كان ولا يزال يتلقى النُّصرة من أصحاب الأديان الأخرى، ومنهم وهب الأنصاري وجون بن حوى اللذان قاتلا واستشهدا مع الإمام الحسين»، حسب قوله. وأضاف: «اليوم يأتي بوتين ليكمل المسيرة من بعدهما»، على حد تعبيره!!! حسبي الله ونعم الوكيل في أمثال هؤلاء المسيئين لرسول الله وأهل بيته حتى أكثر من أعداء نبوّة محمّد ـ صلوات الله عليه ـ مجتمعين!!
وحجم التفاعل العراقي الشديد مع حملة تشبيه بوتين بوَهْب الأنصاري «مروّعة» وتصيب متابعها بصدمة، هؤلاء لا عقول لهم ولا يُحاورون، كما عندنا أيضاً فالحال من بعضه فنشرت صورة مكوّنة من مقطعين، يبيّن الأول الرئيس الروسي والثاني شخصية وَهْب الأنصاري المأخوذة من فيلم إيراني»، باختصار، لا تعنيني «خزعبلات» الشيعة سواء في موضوع المهدي الإيراني، ولا في نسب فلاديمير بوتين حفيد وهب النصراني، ولا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد التباهيات «الشيعيّة» بدم «كسرى» ملك الفرس الذي يجري كعنصرٍ شريف في عروق الإمام زين العابدين بن الحسين، فإنهم آلُ بيت نبوّة طاهرين مطهّرين، اتخذّهم الفرس بالتشيّع لهم مطيّة لهدم بنيان المسلمين من داخله، ما يعنيني هنا فقط أن أبيّـن للقارئ حجم «النفاق» و»الكذب» على آل بيت محمد صلّى الله عليه وآله، وعلى شيعة أعموْا عقولهم وعطّلوها، لا يقرأون كتبهم بل يختصرون الطريق إلى أقرب شيخ يأخذون منه الفتوى، وما بين هذا وذاك «جعلوا هواهم فتاواهم»!!
لن يكون البحث عن وهب من وهب بصعب، فهو واسمه وهب بن حباب الكلبي [ورجّح بعضهم أنّه عبدالله بن عمير الكلبي الذي كان من أصحاب علي والحسين عليهما السلام] كان نصرانياً فأسلم هو وزوجته وأمه الشهيرة بأم وهب في واقعة كربلاء على يد الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ وهي التي حضّته على القتال دون حرم رسول الله وسبطه، وفي يوم عاشوراء ركب وهب فرسه وتناول بيده عمود الفسطاط وتوجّه نحو الأعداء فقتل عدداً منهم ثمّ أخذ أسيراً وجيء به إلى عمر بن سعد فأمر بقطع رأسه ورمى به إلى معسكر الحسين عليه السلام، وبعد موت ابنها «وَهْب الأنصاري» في معركة الطفّ شدّت أم وهب بعمود الفسطاط فقتلت رجلين فقال لها الامام الحسين ـ عليه السلام ـ: «ارجعي يا أم وهب أنت وابنك مع رسول الله فإن الجهاد مرفوع عن النساء، فرجعت وهي تقول إلهي لا تقطع رجائي، فقال لها الامام الحسين ـ عليه السلام ـ : «لا يقطع الله رجاكِ».
وأسأل هل أصدّق الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ بأن وَهْب مع أمّه في الجنّة وأنّه شهيد في كربلاء من الحسين، أم أصدق شيخاً كذوباً تاجر سياسية يجعل من «مجرم ورجل مافيا» حفيد وَهْب الأنصاري الذي يذكره بصفة «النصراني» لتضليل الرأي العام!!
قطع الله ألسنتكم يا «أهل العار والشنار» و»يا معدن النفاق وأصل الشقاق» كفى الله آل بيت النبوّة شر شياطين نفوسكم وخيانتكم لأوطانكم وتجارتكم بجمهور يصدّقكم فتكذبونه القول والفعل وتفترون على رسول الله وأهل بيته وصحابته زوراً وكذباً… بصراحة؛ تباً وسحقاً لكم ولـ»فلاديمير بوتين» ولـ»إيران» و»بشّار الأسد» معكم!!