قال الإعلامي المعروف نديم قطيش في برنامجه “الليلة مع نديم” الذي يبث على شاشة “سكاي نيوز عربية” إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نَفّذ تهديده وها هو يجتاح أوكرانيا فـ”أبو علي بوتين ضرب ضربته”.
لقد فعلها القيصر بالفعل، ما يوحي للبعض بأنّ بوتين أجاد عملية التهديد والوعيد، وكان حازماً حاسماً، فهو أراد أن يقول للجميع إنّ لروسيا اليد الطولى في هذه الأيام، وإنها عازمة على العودة الى الساحة العالمية بقوّة، لتكسر أحادية الزعامة الاميركية للعالم و”بهورات” الغرب ومواقفه العنترية.
لقد تعلّم بوتين، ومنذ سقوط الاتحاد السوڤياتي من الأقوياء دروساً عدة، فهو تعلّم -كما يدّعي أنصار محور الممانعة والمقاومة- من إيران أولاً. لقد رأى بوتين وسمع عن المواجهة الايرانية لأميركا، خلال عملية التفاوض في ڤيينا، لإعادة الاتفاق النووي الذي ألغاه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.. تعلّم بوتين من إيران، كيف تقول لا ومتى تقولها وتصِرُّ عليها؟
فالقوّة الايرانية كانت أوّل عنصر من عناصر القوّة التي شجّعت بوتين على اتخاذ قراره الحاسم والحازم في الهجوم على أوكرانيا.
ولكن في المقابل فإنّ أصحاب محور الممانعة يصرّحون بأنّ موقف كل من روسيا والصين الثابت هو الذي أعطى إيران قوّة مواجهة الغرب وأميركا… وهنا تساءل قطيش: من تعلّم من الآخر؟ هل روسيا استفادت من قوّة إيران؟ أم أنّ إيران هي التي استفادت من موقفي روسيا والصين؟ حيّرونا.
يضيف قطيش: ما إن أعلن بوتين اعترافه بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، المنطقتين الانفصاليتين عن أوكرانيا، ما أدّى الى عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الإجراءات غير القانونية لروسيا، يقول قطيش: ما إن تمّ اعتراف بوتين بهما حتى بدأت ردود الفعل المؤيّدة.. فكانت سوريا أوّل دولة تؤيّد وتعترف بالجمهوريتين الجديدتين، وكأنّ اعترافها كان “ردّ جميل” لروسيا الموجودة في سوريا وحافظة وجود بشار الأسد…
لقد جاء هذا الدعم السوري القوي عرفاناً بالجميل كما ذكرنا، لعلّ روسيا تحفظ سوريا من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة. فبالنسبة لهذا الموضوع قال قطيش:
أولاً: لماذا وقفت سوريا ضد إجراء استفتاء في منطقة الأكراد في العراق وفي سوريا أيضاً؟ وكيف تفسّر الدولة السورية وقوفها ضد الانفصال في مناطق معيّنة بينما تؤيّد انفصال الأقليات في أماكن أخرى؟ يا هلا بالانفصال عن أوكرانيا والموت للانفصاليين الأكراد في بلاد العرب.
اما بالنسبة للحلم السوري في إقناع موسكو، حماية الأجواء والمناطق السورية من اعتداءات إسرائيل.. فحدّث ولا حرج.. وآخر ما فعلته إسرائيل، صار واضحاً من خلال قصف منطقة القنيطرة، وإعلان الدولة السورية أنّ الأضرار اقتصرت على الماديّات فقط… والله “يجيرنا” من الأعظم.