هذا ما قاله حرفياً الرئيس سعد الحريري في أول إفطار أقامه في «بيت الوسط» في إطار سلسلة إفطارات شهر رمضان المبارك، وكم كان حرصه أكيداً على أن يقيم الافطار لرجال الدين المسلمين والمسيحيين على حد سواء تأكيداً منه على مفهومه للبنان البلد الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون إخوة بالمساواة الشاملة.
هذا الكلام رد على كل ما تتناوله جميع وسائل الإعلام حول المحاولة لزرع اسفين بين الرئيس الحريري وبين المملكة.
مملكة الوفاء لا يمكن أن يكون أي مواطن عربي عنده الحد الأدنى من الوطنية إلاّ ويقدر مواقفها القومية.
وبالنسبة لموقف المملكة من لبنان منذ أيام الملك المؤسّس عبدالعزيز آل سعود الى أبنائه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله الى الملك الحالي سلمان… والمملكة دائماً مع لبنان.
وعندما بدأت الحرب اللبنانية عام 1975 كانت السعودية أول دولة تساعد على إيجاد حل فكان «اتفاق الرياض» الذي أسّس قوات الردع العربية… وإلى يومنا هذا لم تكن المملكة إلاّ أول المناصرين للبنان، كل لبنان، لا تميّز بين مسلم ومسيحي لأنها دائماً مع كل لبنان طبعاً من دون
أن ننسى «اتفاق الطائف» الذي نعيش في ظله اليوم بعدما كان المدخل لوضع حد للحرب.
نعود الى كلمة الرئيس الحريري الذي حيّا انتخابات البلدية وحيّا الذين ربحوا والذين خسروا، والأهم ما قاله حول أنه يتحمّل المسؤولية عن كل شيء حتى الأخطاء وهو حاضر للمحاسبة.
أمّا موضوع الارهاب فإنّ أول من حذر من «الأبناء الضالين» هو المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
علينا أن لا ننسى أنّ مشروع رفيق الحريري الإنمائي كان قائماً على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين كما جاء في «اتفاق الطائف»، المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في كل المواقع الإدارية والسياسية والأهم كما هي الحال في المجلس النيابي لفت نظري قول الرئيس الحريري إنّه لو لم تكن هناك مناصفة في أعضاء المجلس البلدي لكان سيطلب من المجلس أن يستقيل وذلك حرصاً منه على المناصفة التي هي المبدأ الاساسي في الصيغة اللبنانية…
هذا هو سعد الحريري،
هذا هو ابن البيت الذي أشار إليه في كلمته، وكأنه يشير الى أنه بيت للوفاق وللوطنية وللعروبة…
والرئيس سعد الحريري لم يكن في حاجة ليثبت أنه رجل الوفاء والوفاق، فهذا نهجه منذ أن اختاره قدره الى أن يخلف الرئيس الشهيد في المهمة الأصعب.
عوني الكعكي