IMLebanon

«صوت الناس» ينطلق إلى بلدية صيدا

أعلن اللقاء الوطني في صيدا لائحة «صوت الناس» التي يخوض بها معركة الانتخابات البلدية في المدينة. فقراء وعصاميون وعصاميات، اختارهم التنظيم الشعبي الناصري وحلفاؤه ليهزم بهم مشروع آل الحريري «وإحدى أدواته لائحة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي»

لا ييأس صيداويون كثر من خيار آل سعد. لا ينفكون عن التحلق حولهم في أي احتفال أو تجوال لهم في الشوارع والبلد القديمة. كأن معروف سعد قد استشهد منذ أشهر في ساحة النجمة دفاعاً عن لقمة عيشهم.

في العمق، صيدا وفية وليست «دعيسة ملح» كما يقول البعض، عاتباً على تحوّل الكثير من مناصرة ورثة سعد إلى آل الحريري. في لحظة استقرار، تنقاد نحو البوابة الفوقا حيث يتفرج إليها تمثال سعد نزولاً باتجاه ساحة النجمة ومروراً بما تركه في الشاكرية والسوق والأزقة. منذ بداية التسعينيات، عانى البعض من التشويش. غرق على نحو تدريجي في «البيسين» الحريري. لكنه قرر أن يصحو في الانتخابات البلدية 2004. أسقط اللائحة المدعومة من الرئيس رفيق الحريري وحلفائه واستعاد البلدية من الحريريين إلى الوطنيين، بتحالف بين التنظيم الشعبي الناصري وعبد الرحمن البزري. لكنها لم تحقق جزءاً من برنامجها الانتخابي بسبب خلافات بين الشركاء. إخفاقات تسلل منها الحريريون، ليستعيدوا البلدية عام 2010، مستثمرين ردّ فعل الناس الذي استمر لسنوات بعد اغتيال الحريري، وماكينة خدمات ضخمة وفرتها العائلة بعد 2005. اختار الحريريون قبل 6 سنوات محمد السعودي، صديق رئيس التنظيم أسامة سعد ومن كان يتطوع كمندوب في ماكينة معروف سعد الانتخابية، مرشحاً لهم لرئاسة البلدية، ونجحوا به. في المعركة الحالية، تخطى الوطنيون إخفاقاتهم وقرروا استعادة البلدية.

في عام 1963، فاز معروف سعد برئاسة بلدية صيدا. لائحته التي نازل بها بورجوازيي وملاّكي المدينة الذين تكتلوا في لائحة واحدة، تشكلت من أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة منهم الصياد سليم جمعة والعامل أبو خليل النابلسي والنجّار عبد السلام الأسير والتربوي صلاح البابا. في أحد المهرجانات الانتخابية قال سعد: «إن نزولنا إلى معركة الانتخابات البلدية معناه إعلان الحرب على الاستهتار بأموال وأرواح وكرامات الناس. ونزولنا معناه الثورة على تاريخ مليء بالمخازي والفضائح والخيانات».

لائحة «صوت الناس» تشبه في تركيبتها الطبقية لائحة معروف سعد عام 1963

بعد 53 عاماً، شكّل نجله أسامة لائحة من الطينة ذاتها. بخلاف لائحة التيار الوطني في دورتي 2004 و2010، تجاهلت لائحة «صوت الناس» المحاصصة السياسية، فانقسمت بين ذوي الدخل المحدود ومتوسطي الحال والقطاعات المهنية والتربوية والعلمية. على رأس اللائحة بلال شعبان المهندس الإلكتروني الذي «درس في مدارس صيدا الرسمية وتخصص في الخارج بمنحة تعليمية»، كما قال. أعضاؤها العشرون (بينهم خمس سيدات) موظفون ومقاول وأستاذ تربية بدنية ونقابي وموظف ومسرحي وموسيقي ومديرة روضة وطبيب ومدرّسة وعامل ومحامٍ ومدير مبيعات ومديرة مؤسسة ومدير فوج الإنقاذ الشعبي. والأهم أن لمعظمهم حكايات في مقارعة العدو الإسرائيلي وعملائه من صيدا إلى كفرفالوس. حولهم، احتشد مساء أمس صيداويون يشبهونهم. في شارع المطران سليم غزال في السوق التجاري لبوا الدعوات العامة للمشاركة. كما يأتون إلى مسيرة الوفاء السنوية لمعروف سعد، حضرت عائلات وأمهات وشبان وأطفال على وقع نشيد «جايي مع الشعب المسكين». منبر المتكلمين نصب أمام واجهة أربعة محالّ أقفلت بسبب ركود الحركة الاقتصادية في المدينة. قبالتها مبنى تجاري لرجل الأعمال محمد زيدان، وآخر لآل العلايلي. فيما الشارع رصف حديثاً ومنع دخول السيارات إليه. ألبست المدينة ثوباً فارهاً، لكن شعبها لا يزال هو هو. في الزوايا، انتشرت عربات بيع الفول والذرة. أصحابها صيداويون أيضاً، استغلوا المناسبة ليسترزقوا بعد أن منعهتم البلدية من التجوال على الكورنيش البحري وفي السوق. أمس، في مهرجان إطلاق الحملة الانتخابية لـ»صوت الناس»، دعا سعد «أبناء وشباب وصبايا صيدا للتخلص من الاستهتار بمصالح الناس وأن يضموا أصواتهم للائحة ويُسهموا في محاربة الفساد والإفساد ويشاركوا في معركة التغيير. فعندما يصل صوت الناس إلى المجلس البلدي، فإن خطوة مهمة نكون قد خطوناها على طريق الخلاص من تسلط زعامات الطوائف وحيتان المال ومافيات الفساد. ونؤكد أن الصوت قد علا وارتفع لأن التغيير المطلوب لا بد له أن يشمل كل منظومة العجز والفشل والفساد، بدءاً بالمجلس النيابي والحكومة، وصولاً إلى البلديات. منظومة السلطة بكل مكوناتها واحدة والقوى السلطوية من زعامات الطوائف وحيتان المال يهيمنون على الدولة بكل مفاصلها، ومن ضمنها البلديات. وهؤلاء المرشحون يعيشون هموم الناس ومشاكلهم ويملكون الكفاءة والتصميم على مواجهتها ومنغرسون في تربة صيدا ولديهم الرؤية والبرنامج الهادفين لإعادة الحركة والازدهار إلى المدينة التي تستحق الحياة». واعتبر سعد أن نجاح «صوت الناس»، نجاح لكل المعترضين على سوء الأوضاع.

بين الحشود، من تنقل في السنوات الماضية بين الجماعة الإسلامية وآل الحريري. بدا متحمساً في مهرجان أمس، مستعيداً أصله الذي نشأ عليه. عودة «الضالّين»، عززت أمل «صوت الناس» بتكرار مشهد انتصار عام 2004، مستفيدين من نتائج الإقتراع الهزيلة التي حصدتها لائحة الحريري في بيروت.