Site icon IMLebanon

«العودة الطوعية» مبدأ راسخ دولياً ينطبق على جميع النازحين

 

تستغرب أوساط ديبلوماسية في لبنان التباين الواضح بين الاطراف السياسية حول عودة النازحين الى سوريا. ففي حين يطالب البعض بان تكون العودة طوعية وآمنة، نرى في الجهة المقابلة معارضة لذلك ومطالبة بان تكون العودة متزامنة مع الحل السياسي في الداخل السوري. هذا التباين في وجهات النظر السياسية في لبنان، جعل المجتمعات الدولية تترقب وتتريث للسعي مع الجهات السورية الى اعادة النازحين وفقا لشروط وضمانات تؤمن على حياتهم. فلبنان يسعى جاهدا الى الغاء كلمة طوعية من اي قرار دولي يتعلق بمسألة النزوح، ويذهب البعض الى اتهام البعض الآخر، لاسيما بعض الدول الى اصرارها على موضوع العودة الطوعية من منطلق مؤامرة تهدف الى التوطين. اما الواقع، فيشرح مرجع ديبلوماسي مطلع في الامم المتحدة، ان مبدا العودة الطوعية مبدأ راسخ في قرارات المجتمع لـ»الشرق» الدولي منذ العام 1948، وينطبق على جميع النازحين في العالم وليس فقط على النازحين السوريين في لبنان. ويضيف المرجع قائلا: ان القرار 194 الصادر عن الامم المتحدة في 11-12-1948، والخاص باللاجئين يتحدث عن عودة من يشاء من الفلسطينين اللاجئين الى فلسطين، ومن يشاء البقاء والحصول على تعويض، اي بمعنى آخر عودة طوعية. ويتابع كذلك الامر عندما صدر القرار الخاص باللاجئين الفيتناميين الذين هربوا من فيتنام الجنوبية الى سايغون في شمال فيتنام، تحدث عن عودة طوعية وتوطين في دول اللجوء التي ذهبوا اليها. من هنا تسأل المصادر لماذا لا يتبع لبنان الاسس والشروط التي وضعتها اعلى المراجع الدولية وتطبقها في حال وجود نزوح ما من دولة الى آخرى، بدل رمي الاتهامات من هنا وهناك، والسعي مع الدول الكبرى الى توفير المساعدات لهم. الا ان المرجع اعلاه يقول انه كان من المفترض على لبنان، اللجوء الى مبدأ آخر معترف فيه في المجتمع الدولي وهو مبدآ التوزيع العادل مبدأ آخر معترف فيه في المجتمع الدولي وهو مبدآ التوزيع العادل اللاجئين على الدول في العالم، الا ان هذا الامر وجه برفض كلي من قبل الدول العربية، كما ان هذا الامر لم يعد مطروحا بشكل ملح نظرا للظروف الدولية والاقليمية في المنطقة والعالم بشكل عام. اذا ازمة النزوح السوري لاتزال موضع اهتمام واولوية لدى المسؤولين اللبنانيين، لاتزال بندا اساسيا في كل محادثات او مشاورات تجرى مع مسؤولين كبار يزورون لبنان او زيارات رسمية تقوم بها اعلى المراجع في الدولة، وكان آخرها زيارة الرئيس ميشال عون الى روسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الزيارة التي حملت ملفات اقليمية ودولية مهمة، استحوذ موضوع النزوح السوري الى لبنان اهمية كبرى منها، ومطالبة لبنانية بمساعدة لبنان على حل هذه الازمة عبر تفعيل المبادرة الروسية، واللجنة اللبنانية الروسية في هذا الخصوص، اضافة الى تقديم تطمينات عملية للمجتمع الدولي بان العودة ستكون آمنة، والعمل على خلق ظروف مواتية تدفع بالنازح السوري العودة الى بلاده بشكل طوعي.

وهنا علم ان المسؤولبن الروس ابدوا ارتياحهم لعودة 170 الف نازح سوري مع الاشارة الى انهم اكدوا اهمية قيام نقاش ثلاثي لبناني – روسي – سوري من اجل انتظام العودة كما ان سوريا تساعد في تذليل العقبات امام عودة النازحين.