أعجبني مقال الأستاذة هدى الحسيني، وعنوانه: «أيها اللبنانيون فكروا بإيصال سيدة لرئاسة الجمهورية».
وطرحت اسم: مي الريحاني، ورغم أنني لست لبنانياً، ولكنني على الأقل محب ومتألم على لبنان، فلهذا أتمنى أن يكون ذلك، لأنها مثلما تقول هدى: لم تنتم إلى حزب، فلو أنها ترأست البلاد، لأعادت للبنان وجهه الحضاري المتقدم.
ثم إن خبرة مي العالمية مشرفة للبنان، فقد وقعت عقوداً مع أربعين دولة حول (الانتماء العالمي)، وهذا مبني على ربط التربية بسوق العمل، ويعني الاقتصاد وإيجاد وظائف عمل للطلاب المتخرجين.
وسألتها هدى: وماذا عن الفساد الذي لكثرة انتشاره صرنا نخاف من أن يكون قد صار في الدم؟ وتجيب بأن كثيرين من اللبنانيين المقيمين والمغتربين نظيفو الكف والعقلية، وإيمانهم عميق بأن بلدنا لن يكون على الطريق الصحيحة إلا إذا استأصلنا الفساد، وما أقوله دائماً خصوصاً للنواب أن لدي شرطاً واحداً إذا ما قررتم انتخابي، وهو أن يسموا في الاستشارات النيابية رئيس وزراء يلتقي معي على المبادئ والرؤية والبرنامج، وعلى أولوية الإصلاح، وعلى المشاريع كلها، لكن إذا وصلت فسأعمل 14 ساعة في اليوم وإذا قررت فلن أتراجع، بل أدفع إلى الأمام وبسرعة، أريد أن أوظف كل خبراتي وعلاقاتي.
وإن نسينا فلا يمكن أن ننسى سبع السباع الذي له في كل عرس قرص، وأقصد «حزب الله» العتيد، عندما سُئلت الأستاذة مي الريحاني: ماذا سوف تفعلين بسلاح «حزب الله»؟!، أجابت: لقد اجتمعت باثنين من أعضاء الحزب وطرحا علي هذا السؤال فكان جوابي، نحن لبنانيون مثل بعضنا البعض ولبنان مثل أي دولة في العالم، القانون عندنا مبني على الدستور الذي يقول إن السلاح الشرعي في لبنان يكون بيد الجيش والقوى الأمنية، أنا أفهمكم لكن سيأتي وقت علينا أن نرى فيه كيف يكون هذا السلاح تحت مظلة وخدمة الدستور.
وبدوري أسأل: هل تعلمون أن هناك أكثر من عشرين امرأة تترأس دولا متقدمة، لها (شنّة ورنّة)، وأثبتن كفاءتهن وشجاعتهن، بل وكن أرجل من الرجال.
ولضيق الحيّز سوف أضرب لكم مثلاً واحداً لتأخذوا العبرة منه يا معشر اللبنانيين، (فيوغسلافيا) تقسمت إلى سبع دول، وست دول منها يحكمها رجال، والدولة الوحيدة التي تحكمها امرأة هي كرواتيا، وهي الوحيدة التي يضرب بها المثل على التقدم، والفضل الوحيد يعود لرئيستها الحسناء كوليندا كيناروفيتش، التي تبوأت المنصب في 19 فبراير (شباط) عام 2015.