عاصمة الجنوب صيدا ، كانت امس ، اشبه بـ «عاصمة» المعارك الانتخابية مراكز اقتراع يؤمها الناخبون الوافدون من الاحياء ومن خارج المدينة ، واجراءات امنية مشددة تتناسب مع السخونة السياسية التي سبقت موعد الانتخابات ، وماكينات انتخابية ناشطة على خط تجنيد الناخبين وتأمين وصولهم ، .. والمال الانتخابي ايضا كان حاضرا ، على الرغم من نفي الرئيس فؤاد السنيورة ان يكون فريق «المستقبل» قد استخدم المال الانتخابي في انتخابات صيدا . . وقال ان هذا المال موجود فقط في المخيلة.
في معركة صيدا ، تنافست ثلاث لوائح مدعومة من القوى السياسية الفاعلة في صيدا ، وهي لائحة صوت الناس المدعومة من التنظيم الشعبي الناصري واللقاء الوطني الديموقراطي والحزب الشيوعي اللبناني والحزب الديموقراطي الشعبي، وهي لائحة مكتملة برئاسة المهندس بلال شعبان، في مواجهة لائحة تحالف يجمع تيار المستقبل والجماعة الاسلامية وعبد الرحمن البزري الذين تقاسموا الحصص في اللائحة، فيما برزت، وبصورة متواضعة ، اللائحة الاسلامية التي تضم مرشحين من التيارات الاسلامية المتطرفة.
الاقتراع في صيدا يعبط اكثر من 10 نقاط عن عام 2010 وقد اشتدت عمليات الاقتراع صباحا ، لتتراجع مع ساعات الظهر ، وهذا ما ازعج تيار المستقبل الذي كان يتوقع نسبة مرتفعة، عمليات الاقتراع بدأت بوتيرة منخفضة صباحا ، سرعان ما تبدلت صورتها مع توافد مئات الناخبين الى مراكز الاقتراع ، لكنها عادت وتراجعت مع حلول ساعات الظهر ، وواكب الانتخابات اجراءات امنية واسعة ومشددة ، نفذتها وحدات من الجيش اللبناني في الشوارع الرئيسة والساحات العامة وفي محيط مراكز الاقتراع ، في حين تولت وحدات من قوى الامن الداخلي حماية مراكز الاقتراع ، وكانت التدابير والاجراءات ناجحة ، حيث لم يسجل اي اشكال يذكر.
وافادت ماكينات انتخابية ان نسبة اقتراع الناخبين الشيعة ، كانت مرتفعة وبلغت نسبة 45 بالمئة ، وهي بمعظمها تصب لمصلحة لائحة «صوت الناس» المدعومة من التنظيم الشعبي الناصري، حيث عملت الماكينة الانتخابية في «حزب الله» على تنشيط الناخب الشيعي في احياء صيدا ، وسجلت عمليات تشطيب لمناصري تيار المستقبل استهدفت مرشحين على لائحة تحالف المستقبل ـ الجماعة الاسلامية ، من انصار البزري . ولاحظت اوساط مراقبة للعمليات الانتخابية ارباكا في الماكينات الانتخابية لتحالف المستقبل ـ الجماعة الاسلامية ، جراء التداخلات بين جمهور المستقبل والجماعة مع جمهور اللائحة الاسلامية التي تضم عن تيارات اسلامية متطرفة، فيما تحدثت مصادر في لائحة صوت الناس عن حضور قوي للمال الانتخابي من قبل فريق المستقبل ، الا ان السنيورة نفى ذلك. زاعما ان المال الانتخابي موجود في المخيلة. المصادر تحدثت عن ضغوطات شديدة يمارسها تيار المستقبل على مواطنين محسوبين عليه ، حاولوا الانكفاء عن الانتخابات ، في ظل اغراءات ، كتلك التي كانت تظهر عادة في الانتخابات النيابية، وتحدثت مصادر لائحة «صوت الناس» عن ضغوطات شديدة مارسها تيار المستقبل على المواطنين ، وبخاصة على جمهور واسع بدا منكفئا عن المشاركة في الانتخابات ، فيما برزت اغراءات كتلك التي تظهر مع كل استحقاق انتخابي ، للتأثير على الناخب الصيداوي.
ـ بهية الحريري : من يفوز سنضع ايدينا بايدي بعضنا ـ
اما النائب بهية الحريري التي اقترعت في مدرسة المرجان ، رداً على سؤال عما اذا كانت انتخابات بلدية صيدا تحدد احجام الاطراف، قالت نحن لا نحكي بالأحجام وانما نحكي بالانماء ، فالمدينة تنتخب لإنمائها ومستقبلها وتطورها .وعن خوض انصار الاسير الانتخابات بلائحة «احرار صيدا» قالت نحن نتحالف مع الجماعة الاسلامية ونحترم كل الناس ، وكل واحد حقه ان يعبر عن رايه واذا كان يريد ان يخدم مدينته فاهلا وسهلا به ، ولفتت الى ان الرئيس سعد الحريري سيزور صيدا ولا شيء يمنعه من ان يزورها.
وعن رسالتها الى امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد قالت الحريري .. الدكتور اسامة صديقنا وصاحبنا، وهذه عملية ديموقراطية ، وفي النهاية عندما تنتهي الانتخابات كلنا سويا سنعود لنضم ايدينا بايدي بعضنا البعض لننهض بمدينتنا ولا احد لوحده يستطيع ان يكمل الطريق. وعما اذا كانت شعبية تيار «المستقبل» تراجعت اجابت .. انتظروا حتى ينتهي هذا النهار وانتم تحكمون .واضافت هناك 3 لوائح في صيدا ولدينا ثقة ابن الناس ستختار لمصلحة تطور المدينة وانمائها وكل انسان له الحق بالترشح وبالانتخاب المهم ان ينتخب وصيدا برهنت خلال كل هذه الفترة انها تقوم بواجباتها .ولدينا ثقة كبيرة بان الصيداويين سيرفعون اسم صيدا عاليا ، ومن يفوز سنضع ايدينا بايدي بعضنا في صيدا .
ـ أسامة سعد : هدفنا من المعركة تحقيق تنمية حقيقية ـ
وجال أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد على مراكز الأقلام الانتخابية في كافة الأحياء، ثم اقترع في مركز مهنية صيدا ، وتحدث للاعلاميين فحث الصيداويين على التعبير عن آرائهم من أجل إحداث تغيير فعلي يساهم في التخلص من الطبقة السياسية الفاسدة التي أدت إلى تردي الأوضاع المعيشية للمواطن، وقال أن الرهان الحقيقي هو على إرادة الناس الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية ، مشددا على أهمية تعديل قانون الانتخابات النيابية ليكون لبنان دائرة واحدة مع اعتماد النسبية وخارج القيد الطائفي.
وقال أن مفهوم التنمية للائحة «صوت الناس» يختلف عن مفهوم التنمية لدى اللوائح الأخرى. وأكد سعي أعضاء اللائحة إلى اعتماد الشفافية والمشاركة مع الناس، ولتكون التنمية في خدمة الناس ومن أجلهم وبمشاركتهم، لذلك تم اتخاذ وجهة لتشكيل لائحة تعبر عن هدف التنمية الحقيقية لصيدا، فهي لائحة مختلفة وخارج المألوف والتقليد والمضمون التقليدي. هي أقرب إلى قضايا الناس وهمومهم ومشاكلهم المتزايدة نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة ونتيجة سنوات طويلة من المصاعب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع مستويات المعيشة والخدمات من صحة وتعليم وفرص العمل. هذه المشاكل إنما هي ناجمة عن سياسة سلطوية طويلة مسؤولة عنها بلديات تابعة للسلطة ولا تقوم بواجباتها. أردنا تقديم بلدية تكون في خدمة الناس وتعمل على التخفيف عنهم من المشاكل الكبيرة التي يعانون منها.معتبرا أن أرباب السلطة لم يتوصلوا إلى قانون انتخاب عادل يمثل الناس والشرائح داخل المجتمع خدمة لمصالحهم، وطالب بالعمل من أجل تعديل القانون الانتخابي ليكون لبنان دائرة واحدة مع اعتماد النسبية وخارج القيد الطائفي، وان معركة صيدا التي تخوضها لائحة «صوت الناس» تكتسب اهمية استثنائية ، لكونها تخاض ضد النهج السياسي الذي يسعى الى الاستئثار بالعمل البلدي ، وفق حسابات سياسية وشخصية ضيقة ، بعيدا عن مصالح المدينة والصيداويين ، وقال لقد آن الاوان لرفع الوصاية السياسية عن بلدية صيدا، فالصيداويون لن يكونوا مجرد ارقام في حسابات اهل الفساد.
ـ احمد الحريري والسعودي ـ
وقال امين عام تيار «المستقبل» احمد الحريري.. ان الناس ليست معنا من اجل المال ، بل ان الناس مع رفيق الحريري الذي حرر لبنان ، فيما علق رئيس لائحة تحالف المستقبل ـ الجماعة الاسلامية محمد السعودي على مشاركة انصار احمد الاسير في الانتخابات للائحة فقال .. كل الناخبين الصيداويين هم من ابناء صيدا ، وسنهنىء من يفوز، وقال رئيس اللائحة الاسلامية المدعومة من انصار احمد الاسير فقال.. سنبقى بعد الانتخابات نطالب بالافراج عن الموقوفين الاسلاميين من السجون اللبنانية.
عسيران
واعتبر النائب علي عسيران بعد ادلائه بصوته في حي الدكرمان في صيدا، ان «اللبنانيين يبرهنون مرة أخرى عن عمق ايمانهم بالديموقراطية».
وقال: «نحن ننطلق بهذه الانتخابات في لبنان من اجل ان يعود لبنان الى دوره في التمسك بالديمقراطية، والديموقراطية هي الضامن الاساسي للحريات في لبنان، وكما هو معلوم ان مجلس النواب ينكب اليوم على دراسة مشاريع قوانين»، آملا الوصول الى «قانون يحظى باجماع اللبنانيين ليكون الاساس في اعادة الحياة السياسية الى مجاريها، والحياة السياسية يجب ان تقوم على مبدأ القيود والتوازنات وهذا ما هو حاصل في لبنان».
وختم متمنيا انه «بهذه الانتخابات ان يعود لبنان الى سابق عهده في انتاج وتجديد الديمقراطية التي نباهي بها العالم، ولتكون درعا لنا في مواجهة اسرائيل وداعش وكل من يهدد لبنان واللبنانيين».
ـ موسى ـ
وأسف النائب ميشال موسى في تصريح بعد الادلاء بصوته في مغدوشة، «لتحول الانتخابات البلدية الى معركة سياسية من قبل بعض الفرقاء بقرار من أعلى المستويات».
وقال: «نحن مصرون على ان هذه المعركة إنمائية عائلية تتطلع الى إدارة شؤون هذه البلدة من الناحية البلدية، ولكن تحويل هذا الموضوع الى معركة سياسية أمر خاطىء. نحن نصر على ان المعركة إنمائية وبلدية».
وعما إذا كانت المعركة في وجه الرئيس بري تحديدا، أجاب موسى: «لا أدري ما هي الخلفيات والحسابات، لكن أنا أؤكد ان هذه المعركة هي معركة عائلية بامتياز. وأنا كفرد من أفراد هذه البلدة، وساكن فيها على الدوام طبعا مهتم بهذه المعركة، لكن ليس هناك من تدخل من قبل الرئيس بري لا من قريب ولا من بعيد، والحرية متروكة لأهل هذه البلدة».
وقال: «إن اللوائح أعلنت قبل ثلاثة أو أربعة أيام من الإنتخابات، وهذا دليل انه أعطينا كل الفرص للتوافق، مع العلم أننا كنا عارفين ان هناك قرارا سياسيا بالمواجهة السياسية، لكن أعطينا كل الفرص وبصيغ كثيرة، لكن هذه الصيغ رفضت. نحن أكثر الناس حرصا على التوافق في هذه البلدة، والدليل ان البلدية السابقة تألفت ضمن توافق عملت عليه واجتمعت بكل الفرقاء. ولكن اليوم لم نستطع للأسباب التي نقولها. وبالتالي تبقى الحرية للناس والإنتخاب والخيار الديمقراطي في ظل عدم وجود توافق تعطل مرات عدة».
إجراءات أمنيّة فلسطينيّة مُشدّدة في عين الحلوة
اتخذت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة، صباح امس، اجراءات امنية مشددة على مداخل المخيم، وسيرت دوريات راجلة، واخرى سيارة في الشوارع العامة، تزامنا مع بدء الإنتخابات البلدية في مدينة صيدا.
وأكد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، أن «مخيم عين الحلوة لن يكون إلا ضمانة للأمن والأستقرار في صيدا»، مطمئنا جميع الجهات «أن الوضع الأمني داخل المخيم جيد وتحت السيطرة».
من جهته، قال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في صيدا العميد خالد الشايب، «باشرت القوة تنفيذ الانتشار عند مداخل عين الحلوة بدءا من الليلة حفاظا على أمن المخيم والجوار، وذلك بالتنسيق مع القوى الامنية اللبنانية».
إشكالات اليوم الانتخابي الثالث…
حصل اشكال بسيط في بلدة الكفور، على خلفية مساعدة شابين لامرأة مسنة على صلة قرابة بهما، للدخول الى مركز الاقتراع الرقم 2 اناث – شيعة، فاعترض احد مندوبي اللوائح على دخولهما وحصل تلاسن، سارعت القوى الامنية المولجة بحماية المركز على معالجته، دون ان تتأثر العملية الانتخابية في بقية اقلام الاقتراع بالمدرسة. ولاحقا عادت الانتخابات لتسير بشكل طبيعي.
كما حصل اشكال اخر في حارة صيدا على خلفية تشطيب في اللوائح تطور الى تدافع بين مندوبي المرشحين ثم مع القوى الامنية، ما ادى الى إقفال المركز ربع ساعة.
وافادت المعلومات عن اشكال ثالث في حارة صيدا امام قلم الاقتراع.
ووقع إشكال اخر في مركز حي الأربعين نتيجة رؤية أحد المواطنين يدفع رشوة لأحدهم، مما دفع رجال الامن الى إبعاد الناخبين لحل الإشكال.
الى ذلك، توقفت عملية الاقتراع في بلدة جويا لنحو نصف ساعة، اثر ضبط نازحة سورية تحاول الاقتراع لصالح اللائحة غير المكتملة في البلدة.