يشهد الأسبوع الجاري حراكاً متجدّداً لسفراء “اللجنة الخماسية”، تحت عنوان “إعادة المساعي الهادفة لتحريك استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية”، وسينطلق هذا الحراك اليوم بزيارة يقوم بها السفراء إلى الصرح البطريركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي. فهل يعود الملف الرئاسي إلى الواجهة مجدداً؟ عن هذا السؤال يكشف النائب “التغييري” وضاح صادق لـ “الديار” ، أن “اللجنة الخماسية قد انتقلت إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة جوجلة الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية التي ستقدَّم إليها”، ويؤكد أنه على قناعة بأن “رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد حصول الانتخابات الرئاسية، ولكن حزب الله يمانع ذلك”.
وعما إذا كان يتوقّع نتائج عملية من التحركات التي انطلقت، يستبعد أي نتائج إيجابية، معتبراً أن “المشكلة الأساسية تكمن في انعدام القرار لدى الثنائي الشيعي بانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ما يعرقل كل المبادرات والتحركات الجارية على مستوى الاستحقاق الرئاسي، فمبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” قد اصطدمت برفض الحزب الذهاب إلى المجلس النيابي، إلا في حال وجود ضمانة بانتخاب مرشحه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ويضاف إلى ذلك الحاجز المرفوع بوجه تطبيق الدستور، بالتوازي مع الطريقة التي تم فيها الإعلان عن ترشيح فرنجية، حيث أن الثنائي الشيعي رشّح الرئيس المسيحي، أي رئيس “المردة”، علماً أن فرنجية قد قام بترشيح نفسه بعد شهرين من ذلك”.
ويضيف: “وبذلك يبدو واضحاً أن طريقة إعلان الترشيح تهدف إلى عدم حصول الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لا يوجد قرار لدى الثنائي الشيعي بانتخاب رئيس الجمهورية، وهو اليوم يحكم البلد بالكامل، فالثنائي يملك الحكومة وبإمكانه عرقلة مجلس النواب على الأقلّ، ويسيطر على كافة مؤسسات الدولة، وأيضاً على القضاء من خلال وضع اليد على مواقع المديرين العامين عبر موظفين تابعين لهم، ولذلك هو لا يريد انتخاب الرئيس وعودة انتظام عمل المؤسسات، وتعيين موظفين أصيلين في المراكز الشاغرة”.
ويرى أن “القرار لدى الثنائي الشيعي اليوم، يبقى بعدم انتخاب الرئيس من أجل مواصلة الإمساك بكل مفاصل الدولة، ومن أجل الإستفادة المالية، حيث أن حجم السوق السوداء يناهز اليوم أل 15 مليار دولار، وكذلك بالنسبة للسوق الموازية، وهي سوق المولدات الخاصة وسوق بيع المياه وسوق الدولار وتجارة الشيكات المصرفية وتجارة الأدوية، إضافة إلى سوق التهريب، فلماذا سيعمدون إلى انتخاب الرئيس وعودة مؤسّسات الدولة؟”
وعن طرح تسميات جديدة في الترشيحات الرئاسية، يستبعد وجود أي ترشيحات جدية، معتبراً أن “هناك من يرمي بهذه التسميات من أجل إلهاء الرأي العام لا أكثر”.
وعن إمكانية حصول حرب “إسرائيلية” موسّعة على لبنان، يقول الصادق أن “لدى “إسرائيل” مصلحة بشن حرب، وقرار حزب الله بفتح جبهة الجنوب لدعم غزة يعطي الذريعة “لإسرائيل” كي تدمّر وتغتال قياديي الحزب، وسيعطي الحزب أيضاً الذريعة لها لكي تقرّر مواجهة حماس وحزب الله في الجنوب. ولكن للأسف، فإن نتيجة هذه الحرب هي تراكم الخسائر لدى اللبنانيين من دون تحقيق أي كسب، بل فقط الدمار في القرى والبلدات الجنوبية، وسقوط المدنيين وأضرار إقتصادية، لذا أعتقد أن “إسرائيل” عدو ويريد الدخول بحرب شاملة، ولكن لا نعلم إذا كان الحزب سيواصل إعطاءها الذريعة لشن هذه الحرب”.