يقرأ النائب التغييري وضاح الصادق في مشهد التصعيد الحاصل والواقع الذي وصلت إليه البلاد، بأنه يأتي في سياق متوقّع من العدو الإسرائيلي، الذي لطالما كنا قد حذّرنا منه، وفي حديث لـ “الديار”، يقول الصادق، أن “كل الموفدين وحتى آموس هوكستين كان يقول لنا إذا استمر لبنان في رفض وقف إطلاق النار، فإن الحرب ستكون قاسية في حال قرّرت إسرائيل أن تشنّ الحرب على لبنان، ولكن المهم الآن أن يصمد لبنان، وخصوصاً أنه لا يبدو أن هناك وقف إطلاق نار قريبا”.
ورداً على سؤال يقول النائب صادق، أن “الإسرائيلي يرفض وقف إطلاق النار، لأنه يدمِّر بأقصى قوته لبنان، على غرار ما قام به في غزة، وذلك على الرغم من الضغط الأميركي من أجل تخفيف نسبة التدمير وليس أكثر، علماً أن الانتخابات الأميركية على الأبواب، ونتنياهو يسعى إلى استباق 5 تشرين الأول عبر تدمير خط الدفاع الأول في لبنان، وضرب القيادات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في المرحلة الأولى، واليوم في المرحلة الثانية تدمير البنى التحتية، لأنه بعد 5 تشرين الثاني، يدخل البيت الأبيض في حالة من الضبابية تستمر حتى 20 كانون الثاني موعد استلام الرئيس الجديد ولايته، وبالتالي، فإن هذه الأسابيع ستكون خطيرة جداً على لبنان، حيث أنه سيكون هناك عملية إطلاق يد لنتنياهو، وإذا ربح ترامب في الإنتخابات، فهو يتحدث عن وقف الحروب في الشرق الأوسط، وأعطى نتنياهو الآن الضوء الأخضر لإنهاء الحرب، أما إذا ربح الديموقراطيون، فهم يخوضون الحرب دائماً وتكون حروبهم فاشلة ومدمّرة، خصوصاً وأن نتنياهو قد سلّفهم ضربة إيران المحدودة، وإن كانت حملت رسالة قوية، كما أنه سلّفهم المفاوضات الجارية حالياً في قطر من أجل وقف النار على مستوى لبنان وغزة، علّهم يكسبون الأصوات التي كانوا قد خسروها في السابق”.
ولكن النائب الصادق يسأل، عن المقابل الذي سيحصل عليه نتنياهو في حال فازت كامالا هاريس بالرئاسة، خصوصاً وأنها قالت بالأمس أنها ستبقى إلى جانب إسرائيل، وبالتالي فإن وضعنا بات مرتبطاً بهذه المسألة، ومن هنا الخوف من المرحلة المقبلة”.
وحول مخاوف من فتنة أو حرب في لبنان، يستبعد النائب الصادق حصول فتنة داخلية، وأن “ما من مصلحة للداخل أو للخارج في مثل حصول هكذا فتنة، لأنه إذا كان هدف المجتمع الدولي تحقيق أمن إسرائيل، فقد تبين أن زرع الفوضى في الدول لم ينفع، بل على العكس، فإن الدول القوي هي التي نحقّقت هذا الأمن، وذلك على مستوى الدول المحاذية لإسرائيل، وسقطت نظرية الفوضى الخلاقة والمنظمة”. مشيراً إلى “مخاوف من بعض الأحداث التي قد تحصل جراء ارتفاع أعداد النازحين، في ضوء تضاؤل القدرة على دعمهم، وهو ما نواجهه لأنه بعد شهر من اليوم لن نستطيع تقديم المساعدة للنازحين الذين نرعاهم في إحدى المدارس في بيروت”.
وحول تطورات الملف الرئاسي، يجيب النائب الصادق، أنه “إذا استطاع النواب تأمين 86 صوتاً لمرشح رئاسي ما عندئذ ستحصل الانتخابات الرئاسية، وقد سبق وأن تحدث الرئيس بري بهذا الشأن، مع التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار”.