Site icon IMLebanon

صادق لـ “الديار”: مُبادرة باسيل لتجميل وضعه السياسي والإيراني لن يقدّم الرئاسة على طبق من فضة للأميركي 

 

 

“العدو الإسرائيلي وصل الى آخر حدود الوحشيّة والإجرام”

 

تكاثرت المبادرات والحراكات واللقاءات، إنما بغياب الضوء الأخضر الأميركي والسعودي والإيراني، ما يعني أن النتيجة معروفة مسبقاً، وأن الإستحقاق الرئاسي سيبقى يدور في الحلقة المفرغة نفسها، حيث يرى النائب التغييري وضاح صادق، في حديث لـ “الديار”، أن كل هذه المبادرات “لا تعدو كونها تحرّكات من قبل أطراف يحاولون كسر الجمود الحاصل على خط الرئاسة، لكن في حال وافقنا على الحوار، سيلجأون إلى خلق عقبة جديدة، لأنه لا قرار لانتخاب رئيس جديد، فهناك مفاوضات غير مباشرة إيرانية ـ أميركية تحصل اليوم، ولا أرى أن الإيراني مضطر لتقديم ورقة الرئاسة اللبنانية للأميركي بهذه السهولة، فالأميركي يسعى لانتخاب الرئيس من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات عندما تنتقل المنطقة إلى مرحلة تكريس التركيبة الجديدة للمنطقة، لذا، لا أرى أن الإيراني سيقدّم ورقة انتخاب الرئيس في لبنان على طبق من فضة للأميركي”.

 

وعن قراءته لحراك رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، يقول النائب صادق، إن “باسيل طرح موضوع الذهاب إلى الحوار، ولكن بصراحة تامة إذا قرّرنا كمعارضة المشاركة في الحوار، نبلّغ ساعتئذٍ الرئيس بري بذلك، ولسنا مضطرين لإبلاغه ذلك من خلال باسيل، وهنا، أؤكد أن باسيل لم يطرح أي مبادرة، إنما هو سعى لتظهير نفسه على أنه حالة مقبولة من بعض الأطراف وتجميل وضعه السياسي”.

 

وعما إذا كان يعتبر أن حراك باسيل يساهم في عزل “القوات اللبنانية”، يشدّد صادق على أن “القوات غير معزولين، ولديهم حلفاء في المجلس النيابي، والموضوع ليس مطروحاً من بإمكانه عزل الآخر، إنما الهدف الإتيان برئيس جمهورية لأن البلد لم يعد يحتمل غياب هذا الرئيس، فأهدافهم مختلفة عن هدفنا الوحيد وهو حصول الإنتخابات ووصول رئيس إلى قصر بعبدا لتنتظم السلطات الدستورية”.

 

وبالنسبة لطرح المرشح سليمان فرنجية عن أن “جعجع هو الأقوى في طائفته ولنذهب وإياه إلى المجلس، ومن يربح يهنئ الآخر”، يؤكد صادق، “أن سمير جعجع هو الأقوى بطائفته، ويجب أن يتنافس مع الأقوى الآخر في طائفته الذي هو جبران باسيل، إلا أننا في حال كنا نتحدّث على مستوى لبنان ككل، هناك ثلاث قيادات مسيحية بأحجام متفاوتة، هم سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل، أما إذا تحدثنا على مستوى المناطق، ومثلاً زغرتا، يجب أن نرشّح ميشال معوّض كونه حصل على عدد من الأصوات أكبر بكثير من سليمان فرنجية، لذا، فسليمان فرنجية غير موجود في أي معادلة على مستوى الرئاسة، وأرى أن هذا الطرح من قبل فرنجية لم يكن جدياً، إنما أتى رداً على ما طرحه جبران باسيل، فلا سمير جعجع رشّح نفسه، وديمقراطياً لا يمكن حصر الترشيح بشخصين فقط”.

 

وما إذا كنا عشية توسيع الحرب مع إسرائيل، يقول النائب صادق، “للأسف، ليس بإمكاني رؤية أي سيناريو من دون الحرب، وهذا مزعج، فنحن أمام عدو مجرم، وبات قتل الأطفال بالنسبة إليه لعبة، ويمارس إجرامه بشكل مخيف، وبالأمس اندمج دم أطفال لبنان بدم أطفال غزة، وما هو حاصل جنوباً أيضاً موجع إنسانياً، بعدما ارتكب الإسرائيلي كل أنواع جرائم الحرب، وأنا مع أي نوع من المقاومة في الداخل الفلسطيني، وهذا موضوع واضح بالنسبة إلينا، لأن الإسرائيلي وصل إلى آخر حدود الوحشية والإجرام، لكن علينا فصل الأمور، فهناك الإجرام الإسرائيلي الذي يمارَس في إسرائيل، وأيضاً هناك أهلنا في الجنوب الذين يتعرّضون بدورهم للإجرام نفسه، ولكن كنا نقول دائماً أنه ليس باستطاعة لبنان الدخول في حرب، وهذا قرار يجب أن يتّخذه كل لبنان، وصادر من الحكومة والمجلس النيابي، ولا يُتخذ فقط لتخفيف الضغط عن غزة، وكلنا نعلم أنه لم يتمكن من تخفيف هذا الضغط عن غزة، وما سمعناه في جولاتنا الخارجية أن الطلب الإسرائيلي والذي لا عودة عنه، هو تطبيق كامل للقرار 1701، والذي يقول بضرورة الإنسحاب عن الحدود عشرة  كيلومترات، مع احتمال توسعة العشرة كيلومترات، مع دخول بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف جندي لبنان بكامل عتادهم وعديدهم لاستلام الحدود مع إسرائيل، وإعطاء صلاحيات جديدة لليونيفيل، وتفكيك كامل المنشآت التابعة لحزب الله، في هذه المنطقة، وحزب الله يعتبر أن اي موافقة على هذا السيناريو هو بمثابة هزيمة له، وهو من الطبيعي سيرفضه، الأمر الذي قد يُترجم مستقبلاً بحرب”.