IMLebanon

الخازن ل”الديار”: كلّ ما يُحكى عن تغيير في الجغرافيا ترّهات وبكركي تخشى تأثير الشغور الرئاسي بالمسيحيين في المنطقة 

 

 

تكتسب زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الجبل في الأسبوع المقبل طابعاً بالغ الأهمية، كونها تحمل رسائل عديدة على مستوى تزامنها مع ذكرى مصالحة أهالي الجبل. علماً أنها تأتي تلبيةً للدعوة التي وجّهها شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى، الذي كان قد زار الديمان مع وفد من المجلس المذهبي ومشيخة العقل، وأكدوا للبطريرك الراعي على أهمية تثبيت أهالي الجبل في قراهم، وتكريس أسس المصالحة التاريخية التي رعاها البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط منذ 22 عاماً.

 

الوزير السابق وديع الخازن تحدث ل”الديار” عن جولة البطريرك الراعي الذي سيزور أولاً الشيخ أبو المنى في شانيه، ومن ثم المكتبة الوطنية حيث سيعقد لقاءً يضمُّ 250 شخصاً يتناول فيه موضوع المصالحة ، كما سيلبي دعوة جنبلاط إلى الغداء في قصر المختارة، على أن يلي ذلك قداس في بيت الدين.

 

ووفق الخازن، فإن هذه الزيارة تحمل أكثر من رسالة في ظل هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، حيث انها ستكون مؤثرة على مستوى الملف الرئاسي، أو قد لا تؤدي ربما إلى تحريك الركود الحالي في هذا الإستحقاق، إلاّ أنه يشدِّد على أنها “تشدّ أواصر الوحدة بين أهالي الجبل، وتفتح آفاقاً جديدة متصلة بعملية انتخاب رئيس الجمهورية، وذلك على صعيد التواصل بين كل القوى والأطراف في الجبل، خصوصاً وأن كتلة “اللقاء الديموقراطي” هي بمثابة بيضة القبان في عملية انتخاب الرئيس المقبل، لجهة دعمها لمرشحٍ من هذا الطرف السياسي أو ذاك”.

 

وعن مواقف بكركي العالية السقف من الشغور الرئاسي، يشير الخازن إلى أنه بالنسبة للبطريركية المارونية إن انتخاب الرئيس “أمر أساسي، وكان من المفروض ان يحصل في الفترة الدستورية التي مرّ عليها نحو عشرة أشهر، كما أن الشغور قد طال، والكل يؤكد على وجوب وضع حدّ له، وهو ما لم يحصل حتى الآن نتيجة الخلافات السياسية”. وبالتالي، يوضح الخازن أن البطريرك الراعي رفع السقف عالياّ “لأنه يخشى من تغييب رئيس الجمهورية نظراً لانعكاس الفراغ الرئاسي على واقع المسيحيين في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً أن الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة هو رئيس جمهورية لبنان، وهو يشكل الضمانة للوجود المسيحي في كل المنطقة”.

 

لذلك، يؤكد أن انتخاب رئيس الجمهورية وفق بكرك، “ينطلق من مفهوم شد أواصر الوحدة الداخلية لأنه الضامن الوحيد لبقاء لبنان بتركيبته الحالية”، معتبراً أن “كل ما يُحكى عن التغيير في الجغرافيا اللبنانية أو الديموغرافيا وفي وضعية لبنان الحالية هو ترهات كلام، فرئيس الجمهورية يعمل على تمتين مبدأ الشركة والوحدة بين كل اللبنانيين ومن كل الطوائف، لأنه البعد الوحيد لاستمرار التركيبة اللبنانية الحالية”.

 

وحول الأوضاع الراهنة والأزمات المتراكمة وتأثير الشغور في الواقع المسيحي، يقول الخازن إن “الوضع اللبناني عموماً ليس جيداً، فالمسيحي والمسلم ليسا بخير اليوم، ولكن عند انتخاب رئيس الجمهورية سوف ينتظم عمل المؤسسات، وتسترجع الدولة ثقة المواطن بها، لأننا في حالة انهيار وانحلال تام ، واستمرار الوضع على ما هو عليه اليوم ينبىء بمخاطر كبيرة”.