لمناسبة “اليوم العالمي لمساعدة الفقراء” الذي يصادف اليوم في 17 تشرين الثاني من كل عام، طلب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي من الرعايا منذ أيام، التعبير عن معاني التضامن الإجتماعي بين الناس، من خلال “لمّ الصواني” في الكنائس والمعتمد خلال كل قداس، ما فسّره بعض الأشخاص بشكل خاطئ بأنه بمثابة “شحادة”، على عكس ما قصد به البطريرك الراعي، باعتبار ان هذا النهار هو لدعم صمود أهالي الجنوب على مختلف انتماءاتهم الدينية، فتعرّض لتهجّمات كثيرة وألفاظ نابية، حتى أنه وُصِف بـ”الصهيوني”، التهمة الجاهزة في كل زمان ومكان.
وفي هذا السياق، سألت “الديار” الوزير السابق وعميد المجلس العام الماروني وديع الخازن، عن خلفيات ما تعرّض له البطريرك الراعي، وما إذا كان من ضمن حملة مبرمجة، فعبّر “عن سخطه من تعرّض البعض عبر وسائل التواصل، لشخص البطريرك الراعي ومقامه بكلام نابٍ”. وأكد “أمام هذه الحملة المشبوهة، وهي ليست الأولى من نوعها، وقوفه إلى جانب البطريركيّة المارونيّة الحريصة على العيش المشترك والوحدة الوطنية ولبنان الرسالة”.
ورداً على سؤال حول ما ورد من كلام المُسيئين لشخص البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ذكّر من خانته الذاكرة، “أن البطريرك الراعي هو حاضن للأمانة الجامعة بين المسيحيين والمسلمين، ولوحدة الكيان اللبناني، وكل ما يُحكى عن البطريرك هو كلام عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً، فرأس الكنيسة المارونية هو مكوّن وطني تلوذ به كل المراجع الدينية والوطنية في لبنان، وهو ليس بمكوّن سياسي، ومن المخزي أن يتدنّى الكلام إلى هذا المستوى الذي نربأ أن نجاريه بِرَدٍّ سفيه”.
ورأى “إن الإساءة لغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مُدانة، وأي استهداف له هو استهداف للبنان، ودعوة إلى الفتنة والعداوة مع غالبية الشعب اللبناني الذي يرى في شخص البطريرك مرجعاً وطنياً ضامناً لسلامة لبنان ووحدة أراضيه”.
وبالنسبة للتردّدات السلبية لمثل هكذا حملة على المستوى الداخلي، سأل هل يدري هؤلاء “الأشاوس” أن ما صدر عنهم من كلام منافٍ للأخلاق والتعاليم الدينية، هو مقدّمة لفتنة ويُرسّخ لانقسامات تنسف الصيغة التي ارتضيناها جميعاً، كما يخدم أعداء لبنان ويُغذّي المؤامرات التي تُحاك ضد شعبه. وحين يتجرأ أحد السُفهاء المُنافقين المأجورين، على التلفّظ بكلام استفزازي بحق رأس الكنيسة المارونية لزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، فمن واجب النيابة العامة التمييزية التحرّك وإجراء المُقتضى القانوني، وعلى المرجعيات الدينية والسياسية الإسراع في اتخاذ التدابير الرادعة والتأديبية بحق كلّ مُتطاول، سيّما وأنهم يتلطّون بعباءة الإسلام، والإسلام منه براء”.
واعتبر الخازن أنه “إذا كان الذين تهجّموا على مقام البطريركية المارونية بشخص البطريرك الراعي، لا يقدّرون مدى خطورة كلامهم، فتلك مصيبة، أمّا إذا كانوا يعرفون خطورته فالمصيبة أكبر، سامحهم الله”.