عرض عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في اتصال مع وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غلاغير، تطورات الوضع الصحي للبابا فرنسيس الأول، كما عرض التطورات المقلقة إقليمياً والحرب الدائرة في الجنوب اللبناني وفي غزة، بحيث شدّد وزير خارجية الفاتيكان على ضرورة الإسراع في وضع حدّ للإرهاب الذي يُمارَس بحق المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى الأوضاع الداخلية في لبنان”، مُعبّراً عن” ألمه أمام مشهد مئات آلاف الشهداء من أطفال وشباب وأمهات سقطوا بين قتلى وجرحى”. وكشف الوزير السابق الخازن لـ “الديار” نقلاً عن المونسنيور غالاغير، “ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كي يُستكمل المسار الديموقراطي وتُنجز محطّته النهائية والحاسمة بسلام وأمان من خلال تشكيل حكومة جديدة قادرة على الإنتاج والعمل كي تفوز بثقة المجتمع الدولي الصديق الذي ينتظر مدّ يد المساعدة للشعب اللبناني وإنقاذه”.
ورداً على سؤال، اعتبر الخازن، أن “الإجرام الذي تشهده فلسطين اليوم هو صنيعة جماعة همجية تناسلت من سلالة الشياطين، وأن الإجرام هوايتها والبربرية هويتها، وهي تعبث بالسلام الإقليمي وتعيث في الأراضي المقدسة خراباً، وطالب الدوائر الفاتيكانية، راعية السلام العالمي، “أن تصرخ صرختها المدويّة لتوقظ الضمائر من غفوتها، وتحرِّك المجتمع الأممي وكبرى الدول العظمى للضغط من أجل وقف فوري لجرائم الحرب الحاصلة في غزة وفي الجنوب اللبناني”.
وحول رأي الكرسي الرسولي في الأوضاع في لبنان، ثمّن الخازن “موقف الفاتيكان الداعم الدائم للبنان الذي يعيش في ظروف مصيرية يحتاج فيها إلى دعم الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدّمها الفاتيكان”، كما أشاد بالمواقف الصلبة والبنّاءة للبابا فرنسيس، والتي تصب في خانة العيش المشترك والحفاظ عليه في لبنان والمنطقة، كقدوة مضيئة في خضم الحروب المفتعلة على خلفية طائفية ومذهبية لا تمت إلى الدين بصلة”. واعتبر أن الواقع المسيحي في لبنان هو الإرث الضامن للعلاقة التاريخية التي تُجمِع عليها الأديان انطلاقاً من القيم والمبادىء السماوية”.
وعن مخاوف لدى عاصمة الكثلكة على لبنان، شدّد الخازن على أنه ” لا خوف على لبنان، الذي يوليه الحبر الأعظم عناية فائقة”، مثنياً على “الجهود الجبارة التي ما انفكّ يبذلها البطريرك الكاردينال الراعي للتأكيد على المعنى العميق لدور المسيحيين في لبنان وسائر المشرق، ولإبقاء العيش المشترك مثالاً ومشعلاً من خلال تمسّكه بانتخاب الرئيس المسيحي الأوحد في هذا الشرق”.
وعن تطورات الوضع الجنوبي، والمخاوف من حرب إسرائيلية مقبلة، أكد الخازن، أنه في حال لم يتم التوافق على وقف إطلاق النار، هناك خطر داهم لتوسيع رقعة المعارك والحرب، والتي نعرف كيف تبدأ ولا أحد يدري كيف تنتهي، وهنا لا بدّ أن نقدِّر “أداء حزب الله الذي يتصرّف بعقلانية ملحوظة، وهي محل مراقبة ديبلوماسية غربية دقيقة، وهذه العقلانية تعبِّر عن نفسها بتركيز الحزب هجماته وردود أفعاله في مواجهة التصعيد الإسرائيلي على أهداف عسكرية”.
وذكّر الخازن، بأن “ما يحول دون انفجار الوضع على نحو واسع، هو موقف حزب الله، والموقف الأميركي الضابط للموقف الإسرائيلي، حيث تُشدِٓد واشنطن على الهدوء جنوباً وتعتبره أكثر من ضروري لاستكمال الدور الديبلوماسي وإنتاج التفاهم المطلوب”.
وعن حراك كتلة “الاعتدال الوطني” وإمكانية نجاح هذه المبادرة، أثنى الخازن على هذا الحراك البنّاء “الذي أعاد تحريك المياه الرئاسية الراكدة منذ فترة، ويبدو أن هناك إشارات إيجابية من السفراء الخمسة، والرئيس نبيه بري منفتح ومستعدّ لإعادة فتح المجلس النيابي ليصار إلى انتخاب رئيس الجمهورية الذي ستتوافق عليه كل الكتل النيابية في جلسة واحدة ودورات متتالية”.