IMLebanon

الرفيق وائل حين يهجو

 

دأب أمين “الهيئة القيادية في المرابطون” والحليف الاستراتيجي لجمهورية الصين الشعبية العميد المرابط مصطفى حمدان، على استهداف “الرفيق” وائل أبو فاعور والرد على مواقفه بأسلوبه المهذّب، الراقي، والرقيق المضمّخ بأدب المخاطبة والحوار الحامل في طياته عبارات المجاملة تجاه الخصم والصفات الودودة كـ”تافه” و”لاعق حذاء”، و”الإشتراكي الحرامي” و”الفاسد والمفسد”، و”ابن عميل يهودي تلمودي” ضمن المسار هذا، أخرج العميد اللحودي الهوى، من قاموس الأدب الرفيع ما رشق به النائب وائل ووالده، فجاء الرد مناسباً لمقاس العميد الباحث عن شاشة ومنبر.

 

استوقفني في رد “الرفيق” وائل في فصل “التشبيه المريع والمشبّه الشنيع” وصفه صاحب القامة الهرقلية بـ”مستوعب الشحم والعمالة”، كما حاولت فهم معنى “سعار” إميل لحود والمخابرات السورية، زرتُ قاموس المعاني، ومنه رجعتُ خائباً. أما “اللعوض السرحوب” التي أوردها سعادة النائب، فتدخل في باب الإعجاز، فمن يرشدني إلى مرادف “اللعوض” وتوأم “السرحوب” له الأجر والشكر وباقة من الإمتنان.

 

بمعزل عن أصل السبب، وجوهر المشكلة بين الرجلين، فالعميد “اللعوض” يستحق هذا المستنقع الذي أوقع نفسه فيه. فالأب، أي أب، أيقونة لأولاده. كما يستحق في فن الهجاء رتبة عريف على الأكثر، وهو دون زميله اللواء السيد ذكاء وحنكة. علماً أن ليس في المواجهات بين اللواء جميل السيد وخصومه ما يبهر. يستفز السيد الجميع ويتهمهم بالكذب والجنون والبذاءة والسرقة والعمالة، فيجمعون على أنه “العبد القبيح” ويستعيدون قصة الحمارين التي سردها بنفسه. الإسم يساعد فالردود على عنترة زمانه زياد أسود تتناول قلبه الأسود أو العهد الأسود. وهو بالعادة “يسوّد الوجه” ولو غير كنيته وصار من بيت أبيض.

 

وليس في المواجهة بين أنور الخليل وسليم جريصاتي دسامة أدبية وغنى لم يخرج النائبان من الإطار النيو ـ كلاسيكي كوصف الأول للثاني بـ”المستكتب” وتأكيده أن ردود جريصاتي “إفلاس سياسي ودستوري” أو رد المستشار الأول في المملكة الأورنجية على “الشيخ الجليل” بالقول: “أنا لم أصّفِ مصرفاً ولم ألمس مالاً حراماً ولم أستزلم ولم أشرذم ولم أتبرأ من عمل قمتُ به يوماً، علّك تستلهم”.

 

في الشعر قال جرير بالفرزدق

 

قد ولدت أم الفرزدق فاجراً فجاءت بوزواز قصير القوائم

 

يوصل حبليه إذا جن ليله ليرقى إلى جاراته بالسلالم

 

ومما قاله الفرزدق بجرير

 

عانى جَريرُ بنُ المُراغَةِ بَعدَما لَعِبنَ بِنَجدٍ وَالمَلا كُلَّ مَلعَبِ

 

فَقُلتُ لَهُ دَعني وَتَيماً فَإِنَّني وَأُمِّكَ قَد جَرَّبتُ ما لَم تُجَرِّبِ

 

ما قاله الرفيق وائل بأبي صطيف، ألذ من كل بيوت الهجاء وأمتع.