لا أخاف من الموت وفي التسعينات “عبوا الحبوسي رجال”
وائل خير. بمجرد أن نتطرق إلى حقوق الإنسان في لبنان يحلّ اسمه عنواناً. هو دافع عن الناس، كل الناس، ودفع الثمن عرقاً، تعباً، واعتقالاً. لكنه لم يخف. لم يتراجع. أبى أن يفعل في أزمنة كان فيها الطغيان في لبنان كبيراً. هو اليوم يعيش في صومعته. يراقب من بعيد. ويقرأ في أزمنة الانتهاكات ويُكرر المبدأ الأهم في حقوق الناس: لا تسكتوا. واجهوا. You do not have the right to remain silent. أبو أدد- ولده الوحيد- يعرف أن العمر يمرّ قصيراً ورصيد ما بقي لديه منه أصبح قليلاً لذا هو «حريص على ما تبقى له من نفس» بالمكوث في مكانه الصحيح مدافعاً عن «حقوق الإنسان» آملاً بلبنان «ضمانته الوحيدة ليس الشعر والنثر بل الحماية القانونية التي لن تتحقق إلا بتطبيق الفدرالية». سمير جعجع صديقه «والتاريخ سيتحدث عن هذا الرجل، عن سمير، الآتي من طبقة غير محمية». وائل خير تحت المجهر:
أصله من «دوما»، البلدة اللبنانية الجميلة في قضاء البترون في محافظة الشمال «الشتاء فيها قاسٍ والشمس تغيب باكراً وتشرق متأخرة». جميلة دوما «لدينا بيت عتيق رممناه وجعلناه معلماً مفتوحاً أمام كل الناس». هو بيت تقاطر عليه خمسة أجيال من آل خير، رُمم لجعل الناس يتجذرون في الأرض.
في أرجاء منزله المتواضع كثير من الصور والرسوم. هو مرهف الإحساس والرسم يتطلب هذه الصفة. رسم قياصرة وبيوتاً ووجوهاً. فما قصة وجوه القياصرة وأتاتورك في أرجاء البيت؟ يجيب «روسيا كانت تحمي الأرثوذكس- وهو أرثوذكسي- وكانت بيوت دوما الأنيقة تضع في صدر البهو فيها صوراً للقياصرة. ننظر في رسم واحد منهم. إنه وجه القيصر نقولا الثالث يزيّن داره. صورة أخرى للرسام المشهور «إيجور نوفيكوف» ويقول عنه «هذا ملهمي». صورة البطريرك الروسي تيخو رسمها هو بالزيت. «كان تيخو «قبضاي» وكانت له مواقف شجاعة إبان اضطهاد الكنيسة. هو من سمى الشيوعيين أعداء الجنس البشري، ممنوع أن يتناولوا القربان المقدس. وفي روسيا يعتبرونه اليوم قديساً». رسم أتاتورك «المعجب به» أيضاً في داره. ورسم «روبوتين» القيصر الإنساني في منظوره. ورسم دوستويفسكي.
العلمنة و»أخوية الحبل بلا دنس»
يزعج وائل خير الكلام الكثير عن العلمنة «هؤلاء في هويتهم العميقة لا يمتون إلى العلمنة بصلة. إنهم يضحكون على أنفسهم. إذا قلنا لأحدهم ابنتكم أوغاريت تريد أن تتزوج من حسين ينشف الدم في عروقه. ويوم دفن جورج حاوي في بتغرين حضر أربعة مطارنة أرثوذكس. لو مأتم قيصر روسيا ما كان هذا العدد من المطارنة. وفي أربعينه حضر المطران جورج خضر فسأله ابن حاوي: لماذا تميزني عن الآخرين ولم تقبّلني. أجابه: هذه قبلة الفصح يستحقها من يؤمن بالقيامة. أجابه ابن أمين عام الحزب الشيوعي: المسيح قام حقاً قام». العلمنة برأي خير «حكي» مثل أخوية الحبل بلا دنس.
ولد وائل خير في دوما على يد قابلة قانونية في بيت نقولا خير وميليا مالك من بطرام الكورة (شقيقة شارل مالك). وله ثلاث شقيقات هنّ: سهى وندى ولمى. لم يتدلل كونه الصبي الوحيد لأن بيئته كانت تخاف إذا فعلت «أن ينهرق الولد». نزل إلى بيروت بعمر ثماني سنوات «سكن أهلي في الأشرفية، وميزة بيتنا اهتمامه بالتعليم. كان والدي نقولا ووالدتي ميليا يستثمران في التعليم. أهلي هم من أنشأوا نادي دوما الثقافي وشحنوا الفكر إلى الضيعة في جرد البترون. وأتذكر والدي، في العام 1954 وهو يقرأ كتاب «كارامازوف» لـ «دوستويفسكي». يومها قرر أن يجمع أهل الضيعة ويقدم لهم محاضرة حول الكتاب. ولا تسأليني (يضحك) كيف تابع «الدكنجي» و»السكاف» تلك المحاضرة».
درس في «الآي سي» (إنترناشونال كولدج) وذهب سنة إلى فرنسا ليتعلم الفرنسية ويتمكن من دراسة المحاماة التي لم يكن فيها اختصاص في الجامعة الأميركية «دخلت إلى الجامعة اللبنانية وكان فيها «إيد ورجل». رسبت في المواد الشفهية مرتين في سنتي الثالثة. أعدتها ورسبت بها مجدداً.
انتقلتُ إلى الجامعة العربية ووالدتي، رحمها الله، لم تعجبها الجامعة وكانت تجيب من يسأل عني: وائل لم يرغب في متابعة تعليمه». سمعة الجامعة لم تكن جيدة في حينه لكن، لم يكن ذلك صواباً. هناك تعرفتُ على الشرع الإسلامي من مصادره، من قبل أساتذة قدموا من الأزهر، ما ساعدني على فهم البيئة التي نحن فيها. بعدها دخلت إلى الجامعة الأميركية وتابعت دورات في دراسات الشرق الأوسط».
ثلاثة أمور غريبة تتالت بين عامي 1965 و1970 عايشها خير «حصلت أحداث مهمة طبعت لبنان تأثر بها جيلي: الفاتيكان الثاني عام 1965 الذي أخذ قراراً بالحوار بين الأديان. ووضعت فقرة في الحوار آنذاك فيها تزلف وتملق، وتطورت الاتجاهات اليسارية التي ضربت الكنيسة. وفي العام 1968 حدثت الحركة الطلابية في فرنسا التي بدلت تبديلاً. في تلك الأثناء كانوا يرسلون الطلبة من لبنان لينجزوا الدكتوراه في فرنسا ويعودوا ويعلموا في الجامعة اللبنانية، هؤلاء عادوا متأثرين باليسار السائد آنذاك. وكان يوجد في العهد الشهابي لائحتان: واحدة ينظمها جنبلاط واليساريون. ولائحة ينظمها بيار الجميل. حتى الكتائبي الذي كان يعود من فرنسا يصبح يسارياً. وفي العام 1970 أتت الحركة الفلسطينية وخلقت جيلاً مطبوعاً بها. جيلنا كان يسارياً. وأنا كنت بدوري يسارياً آنذاك لكنني لم أكن يوماً معجباً بـ لينين. لم أشعر يوماً بإنسانية لديه. كان الهم الأهم لديه هو الوصول إلى الحكم».
صدفة «حقوق الإنسان»
ماذا عن اقتحامه عالم الحقوق الإنسانية والحق الإنساني؟ يجيب «لعبت الصدفة دورها. تسجلت عام 1971 في نقابة المحامين. وبدأت الحرب وتعرقل القانون. وأصبحت مثل خياط ليس لديه القماش. محامون كثيرون سافروا. وبقيت في لبنان من أجل والدتي المريضة. وكان هناك مجلس كنائس الشرق الأوسط، في شقة صغيرة في راس بيروت، يضم قسيساً وسكرتيرة. حين بدأت الحرب سارعت المؤسسات الدولية لتقديم المساعدات فكبر المجلس وأصبح مؤسسة تمتلك ملايين الدولارات، فأنشأ مكتباً لحقوق الإنسان. وطُلب مني إدارته. وافقت. وعملتُ على الطراز الخارجي، بمعنى الإشارة إلى المخالفات بوضوح من أي جانب حصلت. لم ندرك في حينه أننا في منطقة الشرق الأوسط وهذا مجلس مسيحي ليس هيناً أن يشير إلى الانتهاكات التي تقوم بها السلطات الإسلامية. أعددنا تقارير عن كل المنطقة: سوريا ومصر وإسرائيل ولبنان. لكن، حين كانت تصل التقارير إلى المسؤولين يقومون بحذفها و»بلاها» و»مش وقتا». فلا يبقى من التقارير إلا التي تضم الانتهاكات التي مورست من مسيحيين أو إسرائيل. قلتُ للمسؤول: هل يفترض بنا تدمير الأمكنة التي فيها أمل بنظام ليبرالي وتقوية الديكتاتوريين. واقترحت إنشاء مؤسسة مستقلة فكانت «مؤسسة حقوق الإنسان والحقّ الإنساني» التي ولدت في أواخر السبعينات وأخذت صيتاً كبيراً نتيجة تسميتنا الأمور كما هي. وهذا أعطانا رصيداً وأصبحت السلطات تعمل ألف حساب لنا».
المؤسسة مستمرة اليوم لكن نشاطها تضاءل بسبب «التمويل» ويقول خير «أنشأنا مركزاً للتعليم أعتبره من أهم إنجازاتنا، نعطي من خلاله دورات حول حقوق الإنسان. ليعرف الناس لماذا الإنسان مهم؟ وكيف يتم تطور القانون الدولي؟ وماذا يجب فعله إذا حدث أي انتهاك لحقوق الإنسان؟ وأكدنا على وجوب الموضوعية واستخدام لغة بعيدة عن الكراهية».
يتحدث وائل خير بلغةٍ مماثلة مليئة بالإنسانية. هو الذي أفنى العمر في الدفاع عن حقوق الإنسان في لبنان. لكن، بين النظري والتطبيق ماذا عايش فعلاً في لبنان؟ يجيب «أحد الزملاء ممن تدربت على أيديهم قال لي: الأمر الوحيد العالمي في حقوق الإنسان هو انتهاكاته. لا دولة في العالم إلا وتنتهك هذه الحقوق. ولنأخذ مثالاً رئيس كمبوديا الشيوعي السابق بول بوت، الذي أتى إلى الحكم ثلاث سنوات. كان غريب الأطوار، يعتقد أن لينين هو من صنع الثورة لا ماو تسي تونغ. نفذ بول بوت إجراءات قاسية ويوم سقط نظامه كان ثلث سكان كمبوديا قد استؤصلوا. كان شرساً. فهل تعتقدين أن واحداً بهذه الذهنية يبالي بحقوق الإنسان؟ المفاجأة كانت أنه حين عادوا إلى وثائقه وجدوا أنه كان يقرأ كل كلمة تكتب عن حقوق الإنسان في دولته. لا أحد لا يبالي بحقوق الإنسان حتى ولو كان ديكتاتوراً. هذه أهميتنا. سلطتنا المعنوية ثمينة».
منذ التسعينات، مع توالي الظلم في البلاد، بدأ اسم وائل خير ينتشر… فماذا عن الانتهاك الأشد الذي تعرض له لبنان في حينه؟ «حكم لبنان من السوريين كان أشدّ ظلامة. هو بدا في حينه الأسوأ. كانوا يقبضون على الناس ويأخذونهم إلى سوريا حيث ينتهون. كان الداخل مفقود والعائد مولود. في الداخل اللبناني، حصلت في تلك الفترة انتهاكات فاقعة أيضا وتوقيفات خطيرة. المحكمة العسكرية والمحاكم الخاصة لا محل لها في النظام الديمقراطي. التنظيم القضائي العادي يكفي للبتّ بجميع المسائل القانونية. أتذكر يوم حاكموا جيش لبنان الجنوبي في المحكمة العسكرية. أمر مضحك مبكٍ. كانوا يستجوبون العنصر بين 50 ثانية و110 ثوانٍ طارحين ثلاثة أسئلة أو أربعة: شو إسمك؟ قدي كان معاشك؟ شو كانت رتبتك؟ وماذا تقول؟ وكانت الإجابة على آخر سؤال بتعليمة من المحامين: الشفقة والرحمة. كانت صفحة سوداء».
البطريرك صفير و«العونيون»
انتهى النظام السوري. وأتت أحكام ولاية الفقيه ويقول «المحكمة الآن تخدم الثنائي بذكاءٍ أكبر مما كان ينتهجه السوريون. اليوم، يأتون بقاضٍ ماروني ليطبقوا من خلاله حكم الولي الفقيه» يضيف خير «كل ما اتمناه اليوم أن نكون قد انتهينا من تلك الحقبة».
نعود قليلاً إلى الوراء لنسأله: كيف كنتم تعملون في ظلّ سيطرة سوريا على لبنان وانتهاكاتها الكثيرة؟ يجيب «كانوا يعتقدون أننا محميون من الدول وعملاء للمخابرات «سي آي إي». مرّو جربوا حظهم معي فضج البرلمان الأوروبي بالحادثة. فأتى مندوب من قبله إلى وزارة الدفاع للسؤال عني». اعتقل وائل خير عام 1996 يوم كانوا يعتقلون «يمين شمال» ويقول «أتذكر أن البطريرك الماروني آنذاك مار نصرالله بطرس صفير قال لي: في السجون 1200 معتقل. «عبوا الحبوسي رجال». من جملتهم أخذوني من منزلي بعد منتصف الليل بدون مذكرة جلب. أتيتهم من فوق. هذه قاعدة نتعلمها ونعلمها. طمشوا عيني. واقتادوني إلى وزارة الدفاع» ويستطرد هنا بالقول «أتذكر البطريرك صفير كثيراً. لديّ معه ذكريات. في لقائنا الأول في بكركي لم أستطع تكوين الرأي الحقيقي حول شخصه. بدا متواضعاً، حزيناً، قلقاً. وكأن لا شيء «طالع» بيده. قلتُ في نفسي حينها: شو هيدا خوري ضيعة؟ لكنني تأكدتُ لاحقاً أننا أمام بطريرك تاريخي. أتذكر يوم «هولوا» عليه في بكركي (يوم هجوم العونيين على بكركي). هرب حينها كل المطارنة ولم يبق إلا هو. أجبروه على أشياء. وهتفوا أمامه كثيراً «ما منرضى إلا العماد رئيس الجمهورية». قاموا بتصرفات عبثية. لكنه، أمام كل هذا، استمرّ يردد: لا نرضى أن يفرض أحد رأيه علينا».
تابع المدير التنفيذي لمؤسسة حقوق الإنسان والحقّ الإنساني- لبنان تفاصيل الانتهاكات في لبنان- وكم كانت كثيرة. هو تابع سجن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع تحت سابع أرض ويقول «ما مرّ به لم يمرّ به أحد آخر في لبنان. ما عاشه معناه الموت البطيء. أهين. حوكم- في جملة ما حوكم به – بتهمة: سمير جعجع ينادي بالفدرالية. كتبنا يومها تقريراً قلنا فيه: إذا كانت الفدرالية جرماً داهموا أساتذة القانون الدستوري الذين يعلمون الفدرالية. عشنا في حقبة لا يتصورها عقل. ولولا الصلابة لكان انهار كلّ شيء. أنا موقن أن كلّ الشرق سينتقل من الدولة المركزية إلى أنظمة فدرالية. اليوم، أكثر نظام ينتشر في العالم هو الفدرالية من الدولة الصغيرة «جزر القمر» إلى الهند، أكثر دولة في العالم فيها سكان، إلى أكبر دولة مساحة وهي روسيا. الفدرالية منتشرة في كل العالم. وفي اللحظة التي تصبح فيها الصين فدرالية تصبح غالبية الجنس البشري فدرالية. الفدرالية ليست إهانة ولا شتيمة».
علّم وائل خير المحاماة والقانون الدولي في جامعات اليسوعية والأميركية وهايكازيان وفي جامعة الكسليك علّم حقوق الإنسان والفقه الإسلامي. هو كتب «من يدحرج الحجر؟ مصير مسيحيي الشرق». هو يقرأ. يتابع صفحات التواصل الاجتماعي. ولا يشاهد التلفاز «التلفزيون معطل في البيت منذ خمسة أعوام». يبتسم وائل خير كثيراً. محترمٌ هو هذا الرجل جداً. ويشرح مفهوم العمر «إنه مثل المال، حين يكون معنا مال كثير «نبعزق». لا نسأل. وحين نكبر ننتبه أن رصيد العمر اضمحلّ، فنصبح حريصين على ما تبقى».
هل نفهم من هذا أنه يخاف من الموت؟ يجيب «لا، لا، ما يخيفني هو التراجع وأن يُصبح المرء عبئاً على الآخرين. وهناك فيلسوف يوناني يقول: «طالما أحيا لا يوجد موت وإذا أتى الموت لا أعود موجوداً». أثق بهذه المقولة فنحن إما أحياء أو أموات».
رصيد العمر الأسري
في رصيد عمره ولد واحد سماه أدد. هو اسم عربي قديم اختاره له بعناية. ولدى أدد خمسة أولاد: إياد ونور وجود ودنيا وجنى. كل الأسماء عربية. وائل خير وزوجته ميرا لطيف يحبان الأسماء العربية. نسأله: هل يخاف على أحفاده من لبنان الجديد؟ يجيب «إبني يعمل في مصر. أولاده في لبنان. أعرف تماماً أننا ننتمي إلى أقلية مهددة والضمانة الوحيدة لوجودنا حماية قانونية. على الرغم من ذلك عملت على إنفاق كل قرش كسبته في حياتي في ترميم منزلنا في دوما. أعرف أن الحكي الشعري لا يحمينا بل وحدها الضمانة الفدرالية تفعل. نحن في عالم مفتوح على مجهول لذا لا ألوم من يفكر بالهجرة. شروط الوطن تكون من خلال حقوق الإنسان فيه».
من هم أصدقاء وائل خير؟ من بقي منهم؟ «المعارف ليسوا قليلين لكن احترامي الكبير إلى سمير جعجع، ليس هكذا، ليس مجاناً – بلا سبب – بل لأنه أتى من عائلة متواضعة. وأعتقد أنه إذا أصيب اليوم بمكروه – لا سمح الله – فيمتلك رصيداً كفيلاً بأن يجعله الأول بين من وصلوا إلى المسؤولية السياسية في لبنان. هو تحدر من الشعب، من والد «نفر» في الجيش اللبناني، الجزء الكبير من الاتهامات التي حيكت بحقّه تعود إلى واقعه الطبقي. يوم حصلت مجزرة إهدن قالوا جعجع فعلها. يا أحبائي جعجع لا يستطيع أخذ قرار استئصال بيت فرنجية. هذا هراء. ويوم قتل رشيد كرامي قالوا جعجع فعلها… اعتبروا أن سمير جعجع، الآتي من الطبقة الشعبية، بلا حصانة، سهلاً عليهم».
وائل خير، الأستاذ والعادل والإنسان، يعيش اليوم في صومعته، قارئاً نهماً ومتراساً عنيداً في وجه الظلم الذي طال هذا البلد وكم كان كثيراً.