بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والوزير السابق وئام وهاب خبز وملح ووساطات واتفاق على وحدة الجبل ودعوى قضائية رفعها الوكيل القانوني لسيد المختارة ضد وهاب «وعلى من يثبت التحقيق تدخله في عمل القضاء والتهويل عليه بجرائم المواد 382 بتهديد القائمين بمهمة قضائية بالاضافة الى سائر الجرائم التي ارتكبها السيد وهاب بتصريحه هذا لا سيما القدح والذم والتشكيك بالاحكام القضائية، فلماذا سجل جنبلاط سابقة كونها المرة الاولى التي يقوم فيها قيادي درزي بالادعاء على قيادي درزي آخر، وهل اصاب وهاب في تصريحه حول بهيج ابو حمزة مقتلا من الزعيم الاشتراكي فاخرجه من ثيابه خشية انقلاب الموازين في حساب الصراع على الزعامة الدرزية المستعر بين الاقطاب الموحدين في لبنان وجبل العرب؟
الاوساط المقربة من الوزير وهاب تقول: ان المسألة ليست مسألة «رمانة بل قلوب ملآنة»، فمنذ ان نجح وهاب في اقتطاع منزلة بين منزلتين على الرقعة الدرزية اي بين الجنبلاطية والارسلانية وبدأت ايائله بالرعي على ضفاف الزعامتين التاريخيتين جن جنون «البيك» الذي تعود ان تكون تمنياته (وامر لا يراجع فيها، وما زاد الطين بلة انه شكل منافسا حادا له ايام الوصاية السورية واقتطع وزارة على الرغم من رفض جنبلاط لذلك ورفع شكواه الى دمشق حيال الموضوع ليفاجأ سيد المختارة بالجواب السوري «اننا نثق بهذا الرجل». ومنذ ذلك الوقت بدأ جنبلاط يحقد على السوريين دون ان يجرؤ الافصاح عن ذلك بناء على نصيحة اصدقائه من القياديين في دمشق.
وتضيف اوساط وهاب: لقد طفح كيل جنبلاط من وهاب بعدما اضطر مرغما الى زيارته في دارته في الجاهلية لا سيما وان الاخير لعب دورا بارزا في اعادة بناء الجسور التي تهدمت على طريق دمشق وشكل رأس حربة لاقناع القيادة بقبول عودة الابن الضال الذي وصف هجومه على سوريا بشخص رئيسها بشار الاسد واصفا اياه باقذر النعوت في «ساعة تخل» كما اعلن جنبلاط يومها، وعندما هبت رياح ما سمي «بالربيع العربي» انقسمت الساحة الدرزية بشكل حاد، حيث ان جنبلاط اعلن دعمه للمعارضة السورية و«حلل دم الدروز» الذين قاتلوا الى جانب النظام، بينما التزم وهاب بدعم القيادة السورية داعيا الدروز الى الوقوف صفا واحدا الى جانب الجيش السوري، ولم يكتف بالكلام والمواقف بل واكب الاحداث السورية بجولات ميدانية الى جبل العرب حيث وقف خطيبا اكثر من مرة يحض بني معروف على قتال التكفيريين والدفاع عن عروبتهم قبل اي شيء آخر، في وقت كان جنبلاط يحاول تطبيع العلاقات مع «النصرة»، معطيا اياها صك براءة من الارهاب واعتبار «داعش» «ظاهرة تملأ الفراغ» وعلى الرغم من حدة التنافر بين القطبين الدرزيين الا انهما كانا متفقين على قاعدة «ان وحدة الدروز وامنهم فوق كل اعتبار».
وتشير اوساط وهاب الى انه في الوقت الذي جعل «البيك» من الجمهورية الاسلامية في ايران شغله الشاغل واصفا اياها بالكثير من العبارات القاسية من «التفريس الى خطورتها على العروبة. كان وهاب يضع حجر الاساس لمجمع سلمان الفارسي بحضور ومباركة ايرانيتين.
اما في الشأن الداخلي الدرزي فان جنبلاط حاول العمل على «ثنائية» مع المير طلال ارسلان تضيف الاوساط، بينما وهاب شكل «ثنائية مع مشايخ الدروز» الذين تعاطفوا مع طروحاته حيال مسألة الدفاع عن البلدات الدرزية، وما افقد جنبلاط صوابه ان وهاب احبط مشاريعه في حضر التي صمدت وكذلك في السويداء والثعلة حيث كرس اتفاقا بين الجيش السوري والدروز للقتال جنبا الى جنب واطاح بطروحات جنبلاط ونصائحه لاهالي حضر والسويداء بالانقلاب على دمشق، لا سيما وان «النصرة» لا تفي وعدا ولا تراعي عهدا وما حصل في جبل السماق شاهد على ذلك.
وتقول اوساط وهاب ان تصريحها في الاول من امس حول مسألة توقيف بهيج ابو حمزة كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير كون ما اعلنه هو لسان حا ل الغالبية الدرزية، فاذا كان ابو حمزة قد اخطأ في مكان ما، فمعالجة هذا الخطأ ليست بواقع الحال لما بين جنبلاط وابو حمزة من صداقة وعلاقة تاريختين. اما عن اتهام جنبلاط لوهاب بالضغط على القضاة من خلال تصريحه، فان الضغط على القضاء يأتي من جانب «البيك» والدليل على ذلك ان بعض القضاة تنحوا عن هذا الملف، وان القاضي طنوس مشلب اطلق سراحه في السابق قبل ان يوقظ «البيك» دعاوى غب الطلب، اما تغريدة وهاب عن «فتح مطمر الناعمة لاستقبال النفايات» البكوية التابعة لجنبلاط ورياض الاسعد فلن تكون الاخيرة كون جعبة وهاب مليئة ولا تنضب.