Site icon IMLebanon

وهّاب يعترف بما جناه مرافقه  

هي لغة فريدة من نوعها، ينفرد بها وئام وهّاب رجل الأضاليل والإفتراءات وقارئ «الكفّ» في مراكز المخابرات السوريّة سابقاً، في لبنان. أمس إستعاد وهّاب لغة «الصرماية» المُفضّلة لديه، وذلك تعليقاً على خبر نشره موقع «المستقبل» الإلكتروني أمس يتعلّق بتوقيف شعبة «المعلومات« في قوى الأمن الداخلي لأحد مرافقيه من آل ابو دياب والذي اعترف بإرتكاب جريمة تفجير «مجدل عنجر« الأخير.

«طز بالمعلومات وبصحيفة المستقبل وما حدا بغبر على صرمايتي«. هو كلام لم يصدر عن رجل سياسي عاقل ومُتزن، ولا عن شخصيّة موصوفة بعمقها الأدبي ولا تنتمي إلى أدبيات التخاطب السياسي في البلد وأصوله المعقودة على إحترام الذات، قبل إحترام الغير والمعطوفة على الأخلاقيات السياسية التي نشأ وتربّى عليها. إنما هو كلام صادر عن وئام وهّاب ربيب مدرسة «البعث» والمُتحلّي بأخلاقيات بشّار الأسد ونظامه قاتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.

لغة ليست بجديدة على وهّاب، فقد سبق له أن وصف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالقول «هي وصرمايتي سوا»، حتّى انه تبجّح بـ»صرماية» معلمه بشار الأسد يوم انتقد دولة عربية بالقول «بشّار الأسد رح يدعسهم بصرمايتو». كل ما جاء على لسان وهّاب من شتائم لا تمت إلى الاصول اللبنانية والعربية، وما يُمكن أن يصدر عنه لاحقاً، يؤكد أوّلاً، ان للرجل عقدة ما تُحاصره وتُلاحقه منذ الصغر. ثانيّا، إن مفردات «عظيمة» كهذه، لا يُمكن إلا أن تخرج عن مدرسة «عريقة» في السياسة والعسكر والقتل والتنكيل والإجرام والإستهتار بأرواح الناس وإهانة كراماتهم. 

من المؤكد أن وهّاب، هو واحد من مجموعة تدرّبت وتتلمذت على يد النظام في سوريا، وتخرّجت من مدرسته.مدرسة لم ولن تتورّع عن إستخدام أسوأ العبارات والألفاظ، في سبيل الدفاع عن نفسها، هذا إذا كان الدفاع فعلاً في محلّه ولا تشوب الإتهامات التي تُلاحقه، أي شائبة. لكن في وضع وهّاب ومفرداته الخاصة، يُصبح قاموس الألفاظ عاجزا عن تأدية دوره الفعلي والتعريف عن الأسباب العلمية التي وُضع لأجلها.

دفاع وهّاب عن «زمرته» هو دفاع باطل، خصوصاً وأن مرافقه قد اعترف بوضعه المتفجرة في بلدة مجدل عنجر البقاعية. ووهاب نفسه اعترف بالجرم بقوله « هشام ليس مرافقي لكنه أحد المنتمين الى حزب التوحيد العربي وهو قد يكون مندفعا بشكل شخصي«. وفي ردّه هذا، يؤكد وهّاب على الجرم وعلى النهج الذي يسير عليه عناصر حزبه المولود على يد قابلة غير قانونية (النظام السوري). والسؤال الأهم، من أين لهذا العنصر الحصول على أدوات تفجير، لو لم يكن يوجد هناك من زوّده بها؟.

من المعروف أن خطابات وهّاب وكلامه، حتّى وإن وضعهما في خانة السياسة، فهما غالباً ما يُعبران عن لغة مذهبية لا تزيد الشارع إلا وقوداً وإشتعالاً، فكم من وسيلة اعلامية تبرأت من «ثقافته» واعتذرت من المشاهدين على اللغة الفريدة التي يتمتّع بها ويستمتع بمفرداتها، وهو «العالم» بأنها لا تهدف إلى تعميق الانقسام بين مكونات المجتمع إرضاءً لأجندات جهات خرجت مذلولة من لبنان، لكنه ابى أن يخرج هو منها.

يبدو أن اللبنانيين اليوم، هم في أمسّ الحاجة إلى قانون فاعل يردع وهّاب وأمثاله عن إثارة النعرات في الشارع وتجييش الرأي العام والاعتداء قولاً وفعلاً على الناس وكرامتهم. ووهّاب الذي يُصرّ على الإنعزال في عصر «الجاهلية« والذي ينطبق على مفرداته مثل «الصرماية» أو ما يُشابهها، كما تقول مصادر حقوقية، حكم المادة 317 من قانون العقوبات بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات وبالغرامة من مئة ألف الى ثمانمئة الف ليرة، تجاوز هذا الحكم إلى حكم آخر أفظع وأعظم جريمة قد تفتح أبواب المجلس العدلي وذلك بالإستناد الى المواد 314 و315 و316 من قانون الاحكام اللبناني.

ووهاب الذي اعترف بالجريمة على الرغم من محاولته التقليل من شأنها وهذا ما تُثبته محاولة دفاعه العلنية عن الشخص الذي وضع العبوة في مجدل عنجر، تنتظر الناس مُحاكمته على جرمه وقبح كلامه وفعل حزبه بفعل الجريمة المُرتكبة.