Site icon IMLebanon

في انتظار موعد الخطة «ج»: مَن هو بديل عون وفرنجية؟

في كلّ الخطط الإستراتيجية، مرحلتان: الأولى «ألف» والثانية «باء»، وهو ما اعتُمد في سباق الإستحقاق الرئاسي. وتكرَّس باستبدال مرشح المرحلة الأولى بآخر من المرحلة الثانية وهو ما قاد الى ترشيح النائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. وعملاً بالمبدأ عينه يبدو أنّ في الكواليس كلاماً جدّياً عن سقوط قريب للخطة «ب»، فمَن سيكون بطل الخطة «ج»؟

قد يكون من المستغرب، وربما المبكر، الحديث الإعلامي عن الخطة «ج» لدى القوى التي تقود المواجهة في الإستحقاق الرئاسي حالياً. لكنّ الأمر مطروحٌ جدّياً في الكواليس السياسية والحزبية وفي حلقات ضيقة يُعتَّم عليها الى أمد لا يعرف أحدٌ نهايته لكنه سيأتي حتماً.

ففي السباق الى قصر بعبدا، وعلى خلفية الطروحات الثابتة والإيحاء المستمرّ بجدّية الترشيحات الحالية التي رفعت عون وفرنجية الى مصاف المواجهة الحتمية المفتوحة على شتى الإحتمالات من دون إغفال ترشيح النائب هنري حلو، تسرّبت من كواليس اللقاءات السياسية التي عقدها الرئيس سعد الحريري بعد عودته الى بيروت تتحدّث عن بعض الأسماء البديلة المطروحة في الخارج والداخل بتكتم شديد حرص عليه المبادرون على التمنّي بتركها طيّ الكتمان.

وعليه، تشير المعطيات الى أنّ حدّة المواقف التي فرزت تركيبتَي «8 و14 آذار» وما بينهما من قوى مستقلة جعلت الإستحقاق الرئاسي بين فكَّي قوتين استنفدتا قدراتهما المحلية والإقليمية والدولية لتعزيز مواقعهما الى حدّ يُقال إنه بات من المستبعد أن يُحسم في نهايته لأيٍّ منهما طالما أنهما باتتا تسيران على خطين متوازيين لن يلتقيا أبداً.

فالظروف الإقليمية والدولية التي عزّزت الفرز القائم لا توحي بإمكان التراجع عنه قريباً، والعلاقات بين قادة هذه المحاور تتّجه الى مزيد من التصعيد وهو ما سينعكس على الساحة الداخلية وخصوصاً تلك المرتبطة بطهران أو الرياض. والمفاجآت التي رافقت طرح الحريري ترشيح فرنجية وردّ فعل جعجع بطرح عون قد طُويت، علماً أنّ بعض مَن عبّر عن هذه المفاجآت نجح في التمثيل على رفاقه والرأي العام.

فقد كانت الكواليس تذخر بالتحضيرات لما اتُخذ من مبادرات، سواءٌ تلك التي تمّ تسريبها من باريس، أو تلك التي أُعلنت مباشرة على الهواء من معراب، وردات الفعل المزيّفة عليها لم تُقنع أصحابَ القرار، لكنه لم يكن سهلاً على البعض كشف ما شهدته الكواليس من نقاش تطوَّر ليكون محاضر جلسات مفتوحة أمام الرأي العام يتباهى البعض بنشرها وتسريبها على أنها من الأسلحة المشروعة في مواجهة قاسية من النوع الذي شهدنا فصولاً منها. فكلّ فريق اعتبر التسريب حقاً من حقوقه المكتسبة عندما اضطُر الى الغوص في الكشف عما شهدته الغرف المغلقة في الرياض وبيروت وباريس وروما وغيرها من العواصم من مناقشات.

ومن هذه المعطيات المبنية على مواقف صلبة ليس من السهل التراجع عنها، ليس مستغرَباً أن يبدأ الحديث عن البدائل المطروحة إذا ما بقي الستاتيكو الرئاسي مجمّداً عند لائحة المرشحين الثلاثة في ظلّ اقتناع بأنّ أيّاً منهم لن يصل الى قصر بعبدا وسيتحوّلون قريباً وقودَ المفاوضاتِ الجارية في الداخل والخارج بحثاً عن المرشحين الوسطيين.

وفي علم العارفين بما يجري في الكواليس، ترقب لنتائج الإتصالات الجارية لإقناع الحريري وجعجع بسحب ترشيحهما لعون وفرنجية كمخرج لا بدّ منه بهدف إستعادة المبادرة التي فقدتها قوى 14 آذار، على رغم اعتبار بعض رجالاتها أنها ردّت الكرة الى ملعب 8 آذار بترشيحها قطبين منها وأنّ الفوز بوصول أيٍّ منهما الى بعبدا لا يمكن تفسيره فوزاً لـ 8 آذار، بل فوزاً لها. فبمجرد انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية وإنهاء الشغور الرئاسي ستفوز هذه القوى بالإستحقاق لأنّ قوى 8 آذار، في رأيها، لا تريد رئيساً في الوقت الحاضر وأنّ مرشحها الفعلي هو الفراغ، وإلّا كيف يمكن التفريط بما هو مطروح؟!

قد يكون من المستحسن عدم الغوص في الأسماء الجديدة المطروحة في كواليس «8 و14 آذار»، فبعض ما شهدته المجالس التي فتحتها عودة الحريري ما زال في الأمانات وفيه كثير من الدهشة التي يعبّر عنها البعض في سرّه، وقد يكون الحديث عنها اليوم قريب من «الترهات» التي لم يأتِ أوانها بعد.

لكن ما هو متوقع أن تبدأ بنشعي والرابية الإستعداد لمرحلة جديدة تضعهما خارج السباق الرئاسي، ويبقى السرّ في مَن سيخطو الخطوة الأولى متى آن أوانها وهي «في علم الغيب على ناس وناس».

لكنّ الدعوة مفتوحة الى مزيد من المفاجآت التي سيحين أوانها مع بعض الأحداث – المحطات التي لا بدّ منها. وقد يكون بعضها أمنيّاً أو إقتصاديّاً بامتياز، والى أن تأتي هذه اللحظة ستبقى الأسماء موضعَ نقاش!