IMLebanon

على قارعة الإنتظار

لا نكتشف البارود إذ نقول إنّ لبنان أشبه ما يكون بشخص واقف على رصيف ينتظر مجيء قطار الحلول… ولا يجيء!

ومشكلة لبنان أنه في الإنتظار الطويل… الطويل… فهو منذ سنوات وعودة الحياة ممنوعة عنه وكذلك غير مسموح له أن يسلم الروح. إنه وطن على قارعة انتظار ليس في الأفق ما يشير الى أنّه سينتهي في المستقبل المنظور!

لماذا؟

الجواب أجوبة، وكل منها يحمل في طيّاته أبعاداً وخفايا وأسراراً ووقائع وأيضاً الغرائب!

أولاً – إن حال لبنان يسأل عنها اللبنانيون أنفسهم في الدرجة الأولى. وعندما يوحدون موقفهم فما من قوة قادرة على كسر كلمتهم.

ثانياً (واستطراداً) معظم الذين يتعاطون السياسة في المواقع الرسمية وخارجها يرون الى هذا الوطن الصغير المعذّب على أنّه مجرّد غنائم يجب تقاسمها، فيما الصراع الكبير على من يستأثر بالحصص الكبرى.

ثالثاً – لقد أدى التساهل والخاطر شان  والتذاكي والبلف والتشاطر والنفاق ومسح الجوخ ودموع التماسيح والإستزلام و«بوس الايد وادعي عليها بالكسر»، والتدخل في القضاء، وتسييس المؤسسات والأسلاك الأمنية والديبلوماسية الى نشوء حال من الفساد ليس لها مثيل حتى في جمهوريات الموز وبالتالي إفتقدنا إحترام العالم وإهتمام العالم، وباتت النظرة الدولية إلينا نظرة إستلشاق، وهذا أقل ما يُقال فيها!

رابعاً – ولكي لا نظلم أنفسنا أكثر، (مع أننا لم نقصّر في تدمير بلدنا وفي دفعه الى هذه الهاوية) فإننا لا نسقط المشهد البانورامي من أقصى منطقة الشرق الأوسط الى ادناها، وامتداداته حتى الشرق الأقصى وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

فالعالم يغلي من حولنا وكأنه في مرجل على نيران هائلة. ولا ضرورة للأمثلة المعروفة من الجميع. فكأنّ «الشرق الأوسط الجديد» يقوم على القتل والدمار، ويرتفع على الدماء والدموع، وينمو في التفرقة والأحقاد والفتن التي أخطرها، في هذه المرحلة «الفتنة الكبرى» السنية – الشيعية. وقديماً قيل «الفتنة نائمة لعن اللّه من يوقظها» فكم بالحري إذا كانت الفتنة مشرئبة كرأس أفعى تهمّ للإنقضاض على فريستها.

لذلك لا يتقدم شيء في البلد، والعكس صحيح… ففي كل زاوية ومجلس ومنعطف ومنتدى المزيد من الخطوات الى الوراء.

فالمبادرة «الجدية» لم تصبح بعد «رسمية» وليس ثمة موعد مضروب لكي تصبح رسمية.

ومجلس النواب الذي مدّد لنفسه مرّتين هناك نواب يعملون (منذ اليوم) على تمديد ثالث له. ويزيد في الطين بلّة إن التمديدين لم يحرّكا عجلة العمل النيابي إن في الرقابة أو في التشريع.

أما الحكومة ففي «كوما» مزمنة… وهذا الوضع لا يحتاج الى كبير شرح لأنّ شرحه منه وفيه!

فلماذا سيجد العالم متسعاً من وقته الضيّق بألف مشكلة وقضية إستراتيجية ليهتم بأمورنا ونحن عنها غافلون؟!