كتبنا البارحة عن مشروع هنري كيسنجر لحماية إسرائيل ضمن بندين: الأول القضاء على الجيوش العربية، والثاني احداث فتنة سنّية – شيعية.
دائماً، في كل ما يجري في العالم العربي، يجب أن يكون في مصلحة إسرائيل لان أميركا زرعت إسرائيل في العالم العربي لتستطيع التحكّم بمقدّراته النفطية.
وإذا كانت وسيلة السيطرة على النفط قيام دولة إسرائيل فالسؤال اليوم: ماذا ستكون وسيلة السيطرة على الغاز؟!.
نعود الى نشأة «حزب الله» والأسباب التي سمحت لإيران أن تخطف العلم الفلسطيني من العرب وتقفل السفارة الاسرائيلية في طهران وتفتح سفارة فلسطين بدلاً منها، ورغم الإدعاءات والتسميات مثال: «الشيطان الأكبر» بتسمية أميركا و»الشيطان الأصغر» أي إسرائيل، بقي هذان الشعاران كلاماً بكلام، ليضحكوا به على العرب، وليستغلوا الشيعة خصوصاً شيعة لبنان.. فيما كانت إسرائيل تعتدي وتعربد في الجنوب ولم يكن أحد يدافع عنه خصوصاً عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية وبوجود قائدها أبو عمار قد أقامت دولتها (فتح لاند) في المنطقة الجنوبية.
ومنذ العام 1969، أي منذ «اتفاق القاهرة» الذي هو في الحقيقة الاتفاق العربي الذي سمح بقيام دولة فلسطينية في لبنان ضمن الدولة اللبنانية… وهنا كانت الطامة الكبرى إذ لا الفلسطينيون استطاعوا أن يدافعوا عن جنوب لبنان ولا الدولة اللبنانية استطاعت أن تدافع بسبب عدم اتفاق اللبنانيين في ما بينهم وعدم وجود جيش قوي يستطيع أن يصمد أمام الجيش الاسرائيلي المدجج بمختلف أنواع الأسلحة خصوصاً الطيران، وقد كانت إسرائيل متفوّقة ليس على لبنان وحسب بل على كل العالم العربي.
وبالرغم من وجود معاهدة «الدفاع العربي المشترك» لم يدافع عن لبنان أي دولة عربية بالرغم من الغارات التي كان ينفذها الطيران الاسرائيلي.
عام 1975، وفي بداية الحرب اللبنانية، عُقد في مدينة الرياض اتفاق عُرف بـ»اتفاق الرياض» وبموجبه جاءت قوات الردع العربية المؤلفة من معظم الجيوش العربية لكي تنهي الحرب وتلزم الفلسطينيين بالرضوخ للدولة اللبنانية، ولكن لم يتحقق ذلك لأنّ القوات جاءت لتفصل بين المتقاتلين وليس لتعيد السلطة الى الجيش اللبناني، ولكن ما لبثت تلك القوات أن انسحبت دولة بعد دولة، ولم يبقَ منها إلاّ القوات السورية.
عام 1978 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان وطردت «الفدائيين» من الجنوب الى بيروت وأقامت دولة سعد حداد في الشريط الحدودي، وبالرغم من ذلك قامت عام 1982 باجتياح لبنان واحتلت مدينة بيروت أوّل عاصمة عربية في العالم العربي تقع تحت الاحتلال الاسرائيلي.
وفي ذلك العام وبسبب الغزو الاسرائيلي للبنان، وبما أنّ معظم سكان المناطق في الجنوب اللبناني من الشيعة استطاعت إيران وبسبب التقصير العربي في دعم لبنان أولاً والتنازل لسوريا لتتعاطى بالملف اللبناني انشاء مقاومة لمحاربة إسرائيل وتحرير لبنان… فاتفقت سوريا مع إيران على انشاء «حزب الله» بتمويل كبير من إيران بالسلاح والمال ورصدت الأموال بالمليارات بدعوى تحرير الجنوب، وطبعاً استغلت إيران كما ذكرنا سابقاً القضية الفلسطينية بالإضافة الى قضية جديدة هي قضية تحرير جنوب لبنان.
وعلينا أن نعترف بالتقصير العربي عن القيام بدور جماعي من أجل دعم التحرير، وتكليف سوريا هذا الدور، وعدم الإعتراض على الدور الايراني(…) ولا أحد يعلم لماذا ترك العرب لبنان بين أيدي إيران وسوريا، ولماذا تخلوا عن مساعدة اللبنانيين؟!…
عوني الكعكي