أسئلة كثيرة تُطرح حول تجديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعوته للحوار بين رؤساء الكتل النيابية، بعد مرور عدة أشهر على آخر جلسة نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية، وذلك رغم الضغوطات التي مورست من أكثر من جهة، لا سيما اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني. وتأتي هذه الدعوة الحوارية مع حلول شهر أيلول، أي شهر الاستحقاقات على غير صعيد، المعيشية منها والتربوية والاجتماعية والطبية، لا سيما السياسية مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والتي أتت بعدما كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر الديبلوماسيين الفرنسيين، أن إيران هي التي تؤخِّر انتخاب الرئيس في لبنان، والذي ردّ عليه عبد اللهيان، داعياً إياه الى الاهتمام بوضع بلده الداخلي، لعدم معرفته بتداخلات الأوضاع اللبنانية عن كثب.
وفي الوقت الذي تتفاوت فيه ردود الفعل على دعوة حوار السبعة الايام من قبل رئيس المجلس، فإن عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني يؤكد لـ “الديار” ترحيبه بالحوار، معتبراً أنه مطلب دائم، وقد وافقت الكتلة على دعوة لودريان، ومشدداً بالتالي، على أن الحلول في لبنان تأتي غالباً وفق الحوار على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، ومن هنا يعتبر البعريني، أن مبادرة بري للدعوة للحوار المشروط قد أتت في وقت محدّد، على أن تعقد بعدها جلسات مفتوحة للانتخابات الرئاسية، لتخلق نوعاً من حراك معين، مشيرا إلى ترقب تفاعل القوى السياسية معها، وخصوصاً أن “البعض أيّدها والبعض الآخر يرفض منطق الحوار من أساسه”.
وعما إذا كان تكتّل “الاعتدال الوطني” سيشارك في هذا الحوار، قال البعريني: “نحن نسعى منذ سنة الى الحوار بأي شكل من الأشكال، وأكدنا سابقاً إننا لن نقاطع الحوارات، ولن نعطِّل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وهذه ثابتة لدينا.”
وعما إذا كانت هذه الدعوة ستقطع الطريق على مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لإقامة طاولة عمل في قصر الصنوبر، وما إذا كانت فرّغت دعوة بري للحوار مهمة لودريان من مضمونها، أضاف: “دعونا نتحدث عن أمل بتكامل المبادرات والمساعي، بدل الحديث عن قطع الطرقات على بعضها بعضا”.
وأمّا لجهة اعتقاده ما إذا كانت المعارضة على حق في رفض أي حوار قبل حصول الانتخابات الرئاسية، فرفض البعريني الحديث عن أن “فريقاً على حق وآخر على خطأ”، وسأل “ما البديل عن التلاقي والحوار؟ وهل البلد يحتمل مواجهات إضافية بين هذا الفريق وذاك؟ أظن أن لبنان قائم على التفاهم، وصيغة لا غالب ولا مغلوب هي القاعدة الأساسية للحلول كلها، وهذا ما أعتقد أنه سيتحقّق عاجلاً أو آجلاً، فلا داعي لهدر الوقت”.
وعما إذا كلن قد حان موعد طرح المرشح الثالث، لفت إلى أن “فرص الجميع ما تزال متاحة، وفي الوقت عينه لا أحد يملك فرصة محسومة، وأي تحوّل في العلاقات الداخلية أو في المبادرات الخارجية قد يقلب الموازين في لحظة لمصلحة هذا الفريق أو ذاك، ولذلك الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات”.
أما عن إمكان انتخاب رئيس الجمهورية في ايلول الجاري، أمل البعريني في ذلك، “مع إدراكنا الُمسبق بصعوبة الوضع” .