Site icon IMLebanon

البخاري في بكركي: سلّة من رئيس متوازن وحكومة تُعيد التوازن

 

لا تزال بكركي تشهد حركة سياسية مكوكيّة محورها ضرورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية على رغم الإنشغال بالتحضيرات للأعياد المقبلة. وقد خرقت زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى الصرح البطريركي في بكركي ولقاؤه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رتابة المشهد الرئاسي و»الملل» من تكرار السيناريوات الإنتخابية في برلمان عجز حتى الساعة عن القيام بالحدّ الأدنى من واجباته الإنتخابية.

 

السائل عن لقاء البطريرك والسفير السعودي يأتيه الجواب بأنّه لقاء دوري يُعبّر عن متانة العلاقة التي باتت تربط المملكة ببكركي، فقد سقطت الوكالات الحصرية وباتت الرياض تتعاطى مع الأفرقاء اللبنانيين من دون واسطة، وتُقدّر عالياً الدور الوطني الذي تقوم به بكركي والبطريرك الراعي.

 

هذا في العموميات، أما في مضمون اللقاء، فقد كان اللقاء سياسياً رئاسياً بامتياز، حيث تمّ تقييم أوضاع المنطقة والحروب التي لا تزال مشتعلة، ووضع لبنان داخل كل تلك العواصف السياسية والأمنية. وشرح البطريرك الراعي وجهة نظره من كل ما يحصل، وأعاد التأكيد على مواقفه السابقة بضرورة تأمين حياد لبنان ومساعدة الأشقاء العرب على تحقيق هذا المطلب وعدم إدخال لبنان في سياسة المحاور التي أحرقته سابقاً وتعطّله الآن، وكذلك تمّ التشديد من قبل البطريرك على ضرورة عدم تخلّي المملكة وبقية الدول العربية عن لبنان والمساعدة في المحافل الدولية على عقد المؤتمر الدولي الذي يدعو إليه البطريرك في كل عظاته ونداءاته.

 

من جهته، أثنى السفير السعودي على ما يرد من مواقف في عظات الراعي لكونها وطنية بامتياز وليست طائفية أو فئوية، وسط التأكيد على أنّ المملكة لم ولن تتخلى عن لبنان وهي مستمرّة في تقديم يد المساعدة.

 

ولعلّ تغريدة البخاري بعد اللقاء أكبر دليل على دعم مواقف الراعي الداعية إلى الحياد وحفظ هوية لبنان إذ قال البخاري عبر «تويتر»: «تشرفت بلقاء غبطة البطريرك بشارة الراعي حيث تتجلَّى هوية لبنان الرسالة والحكمة بضبط التوازنات بما فيه الخير الموعود للشعب اللبناني».

 

وحضر الملف الرئاسي بقوّة خلال اللقاء إذ إن البطريرك أكّد وجوب العمل سريعاً لإنهاء الفراغ الرئاسي، معتبراً أنّ للسعودية دوراً أساسياً في تذليل العقبات الإقليمية التي تحول دون استعجال عملية الإنتخاب، وركّز الراعي على المواصفات المطلوبة بالرئيس كأهمية تنفيذه الإصلاحات الضرورية والحفاظ على السيادة والشرعية وإعادة وصل ما انقطع من علاقات بين لبنان والعالمين العربي والغربي.

 

واللافت أنّ السفير البخاري الذي أثنى على كلام الراعي أعرب عن أهمية أن يكون الاستحقاق الرئاسي ضمن سلّة حلول ومعالجات، فلا يكون الإنتخاب مدخلاً للعرقلة، من هنا كان التشديد السعودي على انتخاب رئيس لا ينتمي إلى «المحور المعادي» للدول العربية وأن يكون متوازناً في إدارة ملفات البلد والسياسة الخارجية. كما كان هناك تركيز على تأليف حكومة بعد الإنتخاب تكون هي أيضاً متوازنة وتعيد إلى البلد التوازن الذي سقط خلال العهد السابق، إذ إن الحكومة ستكون مسؤولة عن تنفيذ الإصلاحات ورسم سياسة لبنان الداخلية والخارجية.

 

كان البخاري واضحاً خلال لقاء بكركي بأن المملكة تقوم بكل ما تستطيع لتسريع إنتخاب الرئيس وهي تنسّق مع الدول الصديقة وعلى رأسها فرنسا، لكن السفير لم يعطِ جواباً عن توقيت الحلحلة الرئاسية، بل إن الأمور لا تزال في إطار البحث والأخذ والردّ، لكن الرؤية السعودية واضحة ولن تقبل برئيس من 8 آذار وهي أقرب إلى مرشّح مثل «بروفايل» قائد الجيش العماد جوزف عون والذي تدعمه بكركي أيضاً، ولكن يهمّها اسم رئيس الحكومة المقبل وشكل الحكومة مثلما يهمّها الرئيس الجديد للبنان.