IMLebanon

شدّ عصب الساحة السنيّة يُبدّل المشهد الإنتخابي

 

 

حمل الإفطار الرمضاني الذي أقامه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري أمس الأول، أكثر من دلالة وإشارة سياسية في هذا التوقيت بالذات، بمعنى أن الحضور كان بحدّ ذاته حدثاً سياسياً، إذ لأول مرة، ومنذ انفراط عقد قوى 14 آذار، يلتقي قادتها على طاولة واحدة، وإن لم يكن هناك أي مسعى أو دور سعودي أو سواه. وهنا تؤكد مصادر على بيّنة مما يجري من دور سعودي متجدّد، أنه ليس هناك أي حراك سعودي باتجاه إعادة لملمة فريق 14 آذار، أو أي تواصل للسفير مع القيادات الحزبية والسياسية، بل سيقتصر دوره على ما تضمّنته لقاءات باريس بين المسؤولين السعوديين والفرنسيين من وضع خارطة طريق لمساعدة لبنان، ودعمه إنسانياً، وعلى هذه الخلفية أنشىء الصندوق الإستثماري الفرنسي ـ السعودي، الذي سيكون له دور فاعل في المرحلة المقبلة، لمساعدة القطاعات المنهارة في لبنان، لا سيما الصحية والتربوية والإجتماعية.

 

أما في ما خص الشأن السياسي، تقول المصادر إن المسألة كانت منصبّة على إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه بين الرياض وبيروت ودول الخليج، وهذا ما حصل، إنما ليس في هذه المرحلة أي ترتيبات سياسية في هذا السياق، إن على خط إعادة جمع الحلفاء وإنشاء جبهة سياسية، أو التدخّل في الإستحقاقات الدستورية أكانت نيابية أو رئاسية، وبالتالي فإن ما تحقّق في الأيام الماضية يعتبر إنجازاً، على اعتبار أن عودة السفراء الخليجيين إلى بيروت، وصولاً إلى الإفطار في اليرزة، أشاع أجواء إيجابية وخلق دينامية جديدة، مع إقرار جميع المتابعين والمحلّلين، أن الأمر اللافت، والذي يعتبر في غاية الأهمية، بحسب المصادر، تمثّل بإعادة استنهاض الساحة السنّية التي أصيبت بإحباط بعد قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق مسيرته السياسية، وعدم خوضه وتياره، الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل، وصولاً إلى الإرباك والضياع، إن على صعيد تيار «المستقبل» أو في سائر المناطق السنّية.

 

وهنا، تعزو المصادر نفسها، حالة الإستنهاض إلى اللقاءين المتتاليين لكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والسفير السعودي وليد البخاري، إضافة إلى المواقف التي أطلقها المفتي دريان، وتحديداً حضّه أبناء طائفته على ضرورة المشاركة الكثيفة في الإنتخابات النيابية وعدم المقاطعة، باعتبار أن الإحصاءات الأخيرة كانت أبدت قلقاً من توجّه الأكثرية السنّية إلى المقاطعة، أو الإحجام عن المشاركة، لكن عودة السعودية واللقاءات التي حصلت بين السفارة ودار الإفتاء، حرّك المياه الراكدة، ويمكن القول وفق المصادر، أن ثمة عملية خلط أوراق حصلت سنّياً بفعل هذه الأجواء الإيجابية التي تنامت خلال الأيام الماضية، ويُنقل بأن إفطار اليرزة، وهذا الحشد من الفريق السياسي، وصولاً إلى حركة السفير السعودي ومواقف المفتي، وما سيتبع ذلك من لقاءات وتحرّكات، بدأ يشدّ العصب لمواجهة ما يحصل، ومن شأنه أن يزيد نسبة المقترعين خلافاً للأجواء التي كانت سائدة في الأيام الماضية.

 

ويبقى أخيراً، أن الأيام القليلة المقبلة، تضيف المصادر، وعلى ضوء ما سيصدر من مواقف وتعليقات، يمكن البناء على أمور كثيرة أبرزها كيف سيكون الواقع السنّي بعد عودة العلاقات اللبنانية ـ الخليجية، مترافقاً مع ما سيدلي به المفتي دريان من مواقف جديدة لها صلة بالإنتخابات النيابية والجو العام في البلد سنّياً ووطنياً، فهذه المعطيات والمؤشّرات سيكون لها دورا فاعلاً في تغيير المسار الذي شكّل خلال الأسابيع الماضية حالة توجّس في الشارع السنّي، وبمعنى آخر أن كل الإحتمالات واردة، لكن المؤكد، وبحسب المقرّبين من هذه الأجواء، فإن الأمور انقلبت بشكل مؤثّر عما كانت عليه، مما سيشكّل حالة جديدة على الساحة السنّية سياسياً وانتخابياً.