Site icon IMLebanon

وليد المعلم و»العدوان الخارجي»!

 

ربما؛ الڤيتو الروسي والصيني هما اللذان يتركان بشار الجعفري ممثلاً لنظام الأسد في الأمم والمتحدة وهما أيضاً اللذان أوقفا وليد المعلّم بالأمس ليتلو خطاباً «مملاً» على عادة ديبلوماسية «البطء الشديد»، وأن يُحاضر من على منبر العالم متبجّحاً أنّ: «السوريون اختاروا رئيسهم «بانتخابات حرة ونزيهة»، ولولا هذا الڤيتو لاتخذ قرار تعليق عضويّة نظام بشّار الأسد في الأمم المتحدة، وتجاهل المعلّم تماماً أن «نزيهة» التي تحدّث عنها هي على وجه الحقيقة «قاسم سليماني» الرئيس الفعلي للنظام السوري المتهالك!!

وبصرف النّظر عن تفاصيل كثيرة، يضحك من يسمع وليد المعلّم وهو يُعلن «أنّ بلاده ستعتبر التدخّل البري في سوريا عدواناً خارجياً»؛ وكأن سيطرة التنظيميْن الإرهابيّيْن «داعش وجبهة النصرة» على محافظات ومناطق كثيرة من سوريا ليست احتلالاً حقيقيّاً، واحتلال داعش لهذه المناطق وتطبيق نظامها عليها ليس احتلالاً، و»السيادة السورية» بألف خير خصوصاً وأنّ حزب الله يحتلّ ما تيسّر وما تبقّى من الأراضي السورية!!

والحديث عن «ديبلوماسية» النّظام القاتل ضرب من ضروب «العبث» فهذه «الديبلوماسية» النّعامة ما زالت واقفة محلّها منذ ثلاث سنوات ويزيد، وتصر على عدم الاعتراف بالواقع، واللازمة التي كرّرها المعلّم « من يريد حلاً سياسياً في سوريا عليه احترام الإرادة الشعبية»، لا تعني إلا أمراً واحداً، هذا النظام وبعد مئتي ألف قتيل ما زال لا يعترف بأن الشعب السوري لا يريده، وأنّ هناك ثورة حدثت أخّر نجاحها ما يُسمّى بـ»ائتلاف المعارضة» الذي أنشئ بالإكراه وتحت وطأة الضغط الدولي، وأنّ هذه «التشكيلة» وضعفها هي سبب رئيسي في عدم تحقيق الثورة أي مكسب سياسي حقيقي، خصوصاً وأنّ «جوقتها» ليست أكثر من مجموعة «منافي»، «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى»!!

وقد يكون أطرف ما سمعناه من المعلّم ازدواجيته في نقدِ «ما رأيناه من الإدارة الأميركية من ازدواجية في المعايير يشكل وصفة لزيادة العنف والإرهاب»، خصوصاً وأنّه يدّعي أن هذه الإدارة «أبلغت نظامه بموعد تنفيذ ضرباتها الجويّة على داعش»، أو كأنّه هو نفسه لم يمارس هذه الازدواجيّة عندما اعتبر أنّ وجود حزب الله في سوريا ليس تدخّلاً خارجياً!!

حضور وليد المعلّم بالأمس على منبر الأمم المتحدة صفعة على وجه العالم، و»احتقارٌ» لدماء الشعب السوري، و»كذبٌ» و»غباءٌ» مضاف لاعتراف الرئيس الأميركي باراك أوباما بإساءة فريقه تقدير حجم خطورة الوضع السوري، سياسة اللاموقف الأميركية قادت المنطقة إلى أخطر تهديد عرفته منذ قيام الكيان الإسرائيلي، حتى «تنظيم القاعدة» لم يشكّل هذه الدرجة من الخطورة، والبقاء المتهالك للنظام السوري هو أيضاً مسؤولية إدارة أوباما التي تركت العنان للڤيتو الروسي والصيني لإبقاء «نظام الشرّ» ولو محتضراً في سوريا، وهو خطأ تعيد ارتكابه وبنفس «الغباء» و»سوء التقدير» لعواقبه على المنطقة في استمرار سياسة الفرص الضائعة التي يتكرّر منحها للنظام الإيراني الذي بات اليوم خطراً حقيقياً على الخليج العربي، مع اقتراب إيران من السيطرة ووضع اليد عبر الحوثيين على باب المندب «وما أدراك ما خطورة السيطرة على باب المندب»؟!

بالأمس أثبتت «ديبلوماسيّة نظام بشّار» أنها لا تعرف إلا القتل ولا تعترف إلا بما تريده ولن تعترف للشعب السوري بأي حقّ، وأنّ خلاصة هذه الأعوام الثلاثة هي «مطرحك يا واقف»، هذا ما أعاد وليد المعلّم تلاوته على مسمع العالم: «إننا جاهزون بل ونسعى إلى الحل السياسي في سوريا والحوار مع كل الوطنيين الشرفاء المعارضين للإرهاب في سوريا وبين السوريين أنفسهم وعلى الأرض السورية»، «نعامة»، «حدا بيقلّك نعامة»!!