Site icon IMLebanon

البخاري يقود حملة إنتخابيّة «ثلاثيّة الأبعاد» لتسجيل نقاط لا ربح المعركة : تكثيف الإقتراع السني… رهان على تراجع مُشاركة الشيعة… وإسقاط باسيل

دريان يُبرّر والحريري «يتفهّم» الضغوط… ميقاتي «مُنزعج» من التحريض !

 

«الاستفاقة» السعودية المتأخرة لمحاولة التأثير في الاستحقاق الانتخابي، يزيد من ارتكاب سفيرها الوليد البخاري «للفاولات» غير المحسوبة، وآخرها زيارته الى زحلة ولقاءه مع خصوم «القوات اللبنانية»، الحصان السعودي «الرابح» في الانتخابات. فمعراب لا تزال تضرب «اخماسا بأسداس» لمعرفة اسباب لقاء سفير المملكة المرشحة عن المقعد الكاثوليكي مريام سكاف، والنائب ميشال ضاهر، فيما تعاني «معراب» في كسب معركة اقناع الشارع السني الغاضب من «غدر» «الحكيم» للشيخ سعد بالتصويت لها، فجاءت هذه الزيارة في دائرة بالغة الحساسية لتطرح اكثر من علامة استفهام قواتية، ويبقى الرد السعودي اسوأ من الزيارة نفسها، كما تقول اوساط مطلعة اشارت الى ان دوائر السفارة بررت لمن راجعها سائلا عن دوافع هذه الزيارة بحديث «سوريالي» عن ابعاد اقتصادية لا انتخابية!

 

«العجز» السعودي عن التحكم بالاحداث، يفسر حراك السفير السعودي العلني والعشوائي دون اي «خجل» او خشية من اتهامه بالتدخل المباشر في استحقاق لبناني داخلي، فهو يضمن «صمتا» رسميا مطبقا، وغياب «للسياديين» عن التعليق طبعا، فيما يسأل مصدر من «الثنائي الشيعي» عما اذا كانوا سيبلعون «ألسنتهم» لو قرر السفير الايراني في بيروت القيام بجولات على المرشحين في الدوائر الانتخابية؟

 

ولان القدرة على التأثير المباشر في نتائج الانتخابات تراجع الى حدوده الدنيا، وبعد الفشل في «جلب» السنّة اللبنانيين المقيمين في المملكة للاقتراع، تعمل السفارة في بيروت على ثلاثة خطوط متوازية لتحقيق انتصار «بالنقاط»، يمكن تسويقه في اليوم التالي للاستحقاق الانتخابي. ووفقا للمعلومات، يرتكز الخط الاول على تزخيم الدعوات للسنّة لدفع «الشارع المستقبلي» الى عدم المقاطعة، والدخول بقوة لتغيير النتائج في 7 دوائر على الاقل، حيث يحتاج حلفاء المملكة للصوت السني، ويدركون خطورة تراجع نسبة الاقتراع يوم الاحد.

 

وبعد الطلب من كبار قيادة السنّة في الدولة القيام بهذه المهمة، لم ينجح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية بسام المولوي في تغيير الوقائع على الارض، بعد سلسلة دعوات علنية واخرى بعيدا عن الاعلام، ووفقا لزواره، ابدى ميقاتي «انزعاجه» ايضا من توقيت الحملة الاعلامية السعودية على الرئيس الحريري، «لانها لم تكن موفقة في توقيتها، وفي مضمونها، فهي زادت مناصري تيار المستقبل عنادا واقتناعا بان رئيس المستقبل يتعرض لاغتيال سياسي ومعنوي».

 

في هذا الوقت، وبعدما ثبت «بالوجه الشرعي» عدم رغبة الحريري بالاستجابة الى الطلبات السعودية، التي ابلغت اليه عن طريق «وسطاء» وليس عبر اتصالات مباشرة بدعوة مناصريه للاقتراع بكثافة يوم الاحد، زاد الضغط على دار الفتوى عبر الحاح مباشر من السفير السعودي على المفتي الشيخ عبداللطيف دريان بضرورة الخروج عن صمته والتوجه مباشرة الى الناخبين السنّة للعزوف عن المقاطعة، ووفقا لمصادر مطلعة تواصل المفتي مع الحريري شارحا موقفه «الحرج»، وابلغه انه سيكلف المديرية العامة للأوقاف الإسلامية باصدار تعميم على أئمة وخطباء المساجد في لبنان لدعوة اللبنانيين عموما والسنّة خصوصا، في خطبة الجمعة المقبلة إلى المشاركة الواسعة وبكثافة والتصويت لمن يرونه يحافظ على لبنان ومستقبل أبنائه وعروبته ومؤسساته الشرعية. وكان المفتي حريصا على التأكيد للحريري ان هذا التعميم ليس ضده او انتقادا لقراره «بالاعتكاف» السياسي، كونه هو لم يدع الى المقاطعة. وعلم في هذا السياق، ان الحريري ابدى تفهّما على «مضض» للوضع الصعب الذي تمر به دار الفتوى، وابلغ المفتي انه عند رأيه بعدم التدخل في هذا الاستحقاق، وقال له «كل واحد يعمل مصلحته»؟!

 

ووفقا لأجواء «تيار المستقبل»، فان كل القيادات السنية الروحية والسياسية التي حسمت خيارها وقررت دفع السنّة لمشاركة في الاستحقاق، «بامر عمليات مضاد» لقرار الحريري، دخلت عمدا او قسرا في معركة «كسر» الحريري الذي بات يراهن على «المقاطعة» الواسعة لإثبات حضوره بالتأثير سلبا على الساحتين السنية والوطنية، فيما يريد الآخرون اثبات ان وجوده من عدمه لا «يقدم او يؤخر» في الحياة السياسية. وهذا ما يستفز جمهور «تيار المستقبل».

 

وفيما تستخدم الرياض كل «الاسلحة» لحض السنّة على الاقتراع، تراهن في المقابل على «المقاطعة» الشيعية لخفض نسب التصويت في دوائر «الثنائي الشيعي»، فبعد سقوط الرهان على احداث خرق في المقاعد الشيعية، تبذل جهوداً حثيثة لخفض المشاركة الشيعية في الاستحقاق، باعتبارها «رسالة» اعتراضية مفترضة بشكل خاص ضد حزب الله، و «العين» منذ اليوم على قياس هذه المشاركة باعتبارها المؤشر الوحيد الذي يمكن استخدامه في عملية التحريض السياسي بعد الـ 15 من ايار. وقد جاء تراجع عدد الناخبين الشيعة في المانيا والدول الافريقية، ليمنح «خصوم» الحزب مؤشر يأملون ان يكون اكثر اتساعا يوم الاحد المقبل.

 

وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان احدى الشخصيات الرئيسية المعارضة لحزب الله اعترضت على الحملات الانتخابية التي تقوم بها احزاب حليفة تركز على نحو مبالغ فيه على سلاح الحزب، بل وتعد اللبنانيين بنزعه، ولفتت الى ان هذه «الحماقة» منحت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «ورقة رابحة» لتحفيز ناخبيه على الاقتراع، مع العلم ان نقاط ضعف الحزب هي في تحالفاته «الهجينة» مع قوى متهمة بالفساد، وعدم النجاح في اي ملف في ظل الاكثرية التي يقودها منذ سنوات، فضلا عن الانهيار الاقتصادي والكهربائي الذي تسبب به حلفائه، لكن الاصرار على التصويب على السلاح، يفقد الدعاية الانتخابية زخمها لانه عنوان اجماع لدى معظم الناخبين الشيعية الناقمين على الحزب والمؤيدين له. ولهذا فان الرهان على المقاطعة الشيعية الواسعة بات محل شك، لكنه لا يزال احتمال وارد بحسب «خصوم» الحزب الذين يراهنون على مؤشرات برلين وساحل العاج؟!

 

لكن الخط الانتخابي الثالث يبقى الاهم سعوديا، وعنوانه اسقاط جبران باسيل في البترون، هذه «الورقة» تبقى برأي المملكة اولوية لانها ستوجه ضربة قاسية لحليف حزب الله المسيحي، وثمة سعي جدي لتوجيه الاصوات التفضيلية للمرشح مجد حرب خصم باسيل المباشر في الدائرة، وسط رهان على تراجع شعبية «التيار» من جهة، وخسارة باسيل لحلفاء رئيسيين في زغرتا من جهة ثانية.

 

ومن المرتقب ان تشهد دارة السفير السعودي في الساعات القليلة المقبلة لقاءات مع مرشحي دائرة الشمال الثالثة، «ومفاتيحهم» الانتخابية، لرفع مستوى التنسيق المباشر وغير المباشر بين اللوائح الحليفة للسعودية، والهدف واحد كيفية منع «التيار الوطني الحر» من الحصول على حاصل يمنح باسيل مقعدا، يعتقد السعوديون انه يجب ان يخسره كي يفقد شرعية لعب دور رئيسي في الاستحقاقات المقبلة، فضلا عن عنوان اهم يبقى اولوية في الدعاية السياسية المعدة سلفا عبر الترويج لمقولة ان الجمهور المسيحي عاقبه على تحالفه مع حزب الله، وهي الدعاية نفسها التي ستروج بحال خسارة «التيار» معركة التمثيل المسيحي..!

 

«خصوم» السعودية باتوا مدركين لطبيعة المعركة التي تخاض ضدهم، ثمة حراك ميداني لافشال محاولات السفير السعودي لتسجيل النقاط من بوابة الانتخابات، بعد الاقرار بعدم القدرة على الحاق الهزيمة بحزب الله وحلفائه، «الثنائي» يحشد شيعيا، حزب الله يخوض وحيدا معركة على جبهتين: الاولى توسيع مروحة حضوره سنيا، ومعركة انجاح باسيل، وتنقية الاجواء بينه وبين سليمان فرنجية من جزء هذه المهمة، اما بري فلا يمانع «سقوطه».

 

نتائج هذا «الكباش» ستظهر في ١٥ ايار، اما اليوم التالي فلن يحمل اي تغيير بغض النظر عن هوية الرابح والخاسر، فالبلاد تستعد لدخول «نفقي» الحكومة والانتخابات الرئاسية…!؟ّ