قد يضعك القدر بوجه عدو جبان لا يملك سوى سلاح الترهيب والاغتيال أسلوباً ونهجاً للفوز بمعركة ظلامية خاسرة. وقد يبقيك القدر نفسه أمام خيارَين؛ إمّا المواجهة أو الإنكفاء. وليد عيدو اختار الأولى، فاستعجل الشهادة عن طيب خاطر. وليد عيدو لم يكن سلاحه سوى الكلمة الحرّة مصحوبة بإيمان لا يلين بقدرة الله عزّ وجلّ وبخط سياسي سطره الشهيد رفيق الحريري بدمه على تراب بيروت، المدينة الأجمل والأحبّ إلى قلبه.
وإذا كنّا نؤمن إيماناً صادقاً أنّ دم الشهيد باقٍ في وجداننا بل انه يشكّل مدماكاً أساسياً في مسيرة حرّية الفرد وتحرّره، الإنجازات التي حرص الشهيد على تحقيقها أثناء نضاله تبقى عرضة للتأكّل والاندثار إذا تبدّلت القناعات، وسلك رفقاء الدرب مسالك الفردية البعيدة عن خلاص الوطن وبقائه.
لقد دبّ الوهن في حركة كان لنا دور في تكوينها، كبر هذا الدور أو صغر، وكانت الآمال معقودة عليها تغيّراً وتبديلاً لواقع مظلم. لتدور الأيام وتتشابك المصالح فتبدّلت المواقف والمواقع وازدادت المواجع واختلّت التوازنات. ولعل ما أصاب ذلك التجمُّع لم يسلم من آثاره تيّارنا الأزرق. فحيكت المؤامرات وكثرت الأقاويل ليستفيد البعض من غياب القائد لأسباب أمنية قسريّة فحاول أن يستقل وأخذ الغرق البعض الآخر، فادّعى كياناً بُنِيَ على رمال التيّار وما عاد ينقصه سوى صكّ نقود ناقشاً عليها (عزّ بعد فاقه الأمير علاّقه).
في ذكراك أخي وليد نقول رغم ما يُحاك ورغم ما يُقال من الخصوم والأصدقاء فإن جبهتنا الداخلية متماسكة وقوية وفيّة لمَن حرّر وعمّر واستشهد دفاعاً عن مبادئ الاعتدال وفيّة للرئيس الشهيد وللكوكبة التي استشهدت معه، حريصة على السير مع حامل الأمانة الرئيس سعد الحريري ولو كَرِهَ الكارهون وستبقى شهادتك مهما تقادمت نبراساً يضيء لنا ولغيرنا من الأجيال طريق الحرّية.
* نائب سابق.