IMLebanon

الإعتداء على فيّاض

 

لا يختلف اثنان على أن وزارة الطاقة والمياه من أفشل الوزارات في التاريخ العوني الحديث وحولها تحوم شبهات فساد ومنها تفوح روائح صفقات، سواء تولّاها اختصاصيون كريمون غجر ووليد فياض، أو مستشارون للـ”صهر” المعجزة، كالوزيرة ندى بستاني والنائب سيزار أبي خليل. خطط ومعامل وسلفات خزينة. معامل وسلفات وخطط. سلفات وخطط ومعامل. والنتيجة شو؟ وعود متبخّرة واستنزاف للمالية وخطب فارغة تبدأ بـ” كهربا بدنا نجيب، سدود بدنا نعمّر…” إلخ.

 

ومع ذلك يشعر العونيون بالزهو، إذ تمكنوا في سنة العهد الأخيرة من ممارسة رياضة التجذيف وقيادة “الحسكات” في بحيرة المسيلحة، وبأن رئيس الجمهورية أدخل لبنان على خريطة الدول المنتجة للنفط، ثروة الأجيال اللاحقة.

 

رغم الفشل الموصوف والمكلف في قطاع الكهرباء، والذي يتحمّل مسؤوليته بالدرجة الأولى، من سمّاه خصومه “تيّار العتمة”، فمن الظلم تحميل الوزير النجم وليد فياض، مسؤولية انهيار القطاع، فالحكومة عمرها 8 أشهر فقط، وقد وُلِدت بعيوب خلقية وفي ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.

 

ويسجّل للوزير الـ”أوريجينال” والـ”عييش” نجاحه في اجتذاب الأضواء الإعلامية، لا بسبب منجزاته العجائبية وعلاقاته، بل بسبب عفويته، وصراحته، ودلاله، وتعاطيه الإيجابي مع عدسات الكاميرات. الكاميرا تعشقه. وهو يعشق الكاميرا، وموجود كضيف محبوب على “إنستا” وأخواتها.

 

من باب إنصاف وزير الطاقة ينبغي التأكيد أن فياض لا يحمل من صفات سيزار أبي خليل العدوانية شيئاً، ولا من “سمسمات” الست ندى شيئاً، ولا من عجرفة جبران شيئاً، ولا من امّحاء أرتور شيئاً، ولا من رتابة ريمون العلمية شيئاً. الدكتور وليد فيّاض حالة قائمة بذاتها، وهدف سهل لشباب “الثورة” وشاباتها، فصاحب المعالي يقود سيارته بنفسه، ولا يتحرّك مع مرافقين من أمن الدولة ومن “عتاعيت” المواكبة كما زميله أمين سلام. ويحب وزير الطاقة “يوم إيه يوم لأ”، تناولَ عشائه خارجاً في المطعم، ما يسهل اصطياده في داخل المطعم (أو المرقص) وخارجه. ومن هواياته السهر والرقص والغناء وأخذ الصور والسفر وجمع الطوابع ومراسلة الجنس… اللطيف.

 

أن يُعتدى لفظياً، من قبل زمر غاضبة، على وزير من طراز وليد فياض، ينتمي إلى ما يُسمى المنظومة، فهذه ضريبة الشهرة والإنتماء، أما أن يتطور الأمر إلى اعتداء جسدي فذلك مستهجن، خصوصاً أن الوزير الطالع من الفقّاسة العونية، سلس وطريف وغير مستفز، ولم يرفض يوماً الحوار مع أي “فصيل” ثوري أو أي مجموعة تدّعي تمثيل الشعب اللبناني قاطبة. فخلّوه “يتبأط لقمتو” بسلام وما بقي من حكومة ميقاتي أكثر مما مضى.