Site icon IMLebanon

وليد فياض طاقة شمسية

 

فجر أمس، إستفقت هلِعاً جرّاء كابوس ضاعف ضربات قلبي. توجّهتُ نصف نائم إلى المطبخ. فتحت صنبور المياه وشربت كوبين عبّاً. ولاحظت أن لمبة البلدية مشعشعة. مياه واصلة على الطابق الثاني، وكهرباء دولة؟ ربّاه! ركعتُ ورفعت يدي إلى العلا شاكراً الدكتور وليد فياض على فيض عطاياه.

بسرعة قياسية ركّبت لوح «الكوي». جهّزت المكواة. هرعت إلى سلّ الغسيل. تعثرت بشريط المكواة. فقدت توازني. نهضت من كبوتي. أتيت بوجبة كاملة للغسّالة. شغّلتها على السخن. دوّرت سخانة الخبز لتحميص الأرغفة البائتة لزوم جاط الفتوش. أشعلت مسخّن المياه. شغّلت عصارة الحامض الكهربائية. وضعت صينية كبة بالفرن الكهربائي ذي المراوح. دبّت فيَّ الحيوية بشكل هستيري. صرت أقفز من السخّانة إلى المكواة. أتفقد الفرن. أراقب حركة الغسالة. أجول بالمكنسة الكهربائية في زواريب البيت. أقلقت راحة الأولاد وسكان البناية إنما في المقابل ارتحت نفسياً. ثلاث ساعات عمل منزلي من دون انقطاع تخللتها نزلة بالأسانسور لإحضار بعض الأغراض من الـ cave / المستودع. ولفرط سعادتي نزلت وطلعت ثلاث مرات وقمت بمشوار على السطح متفقداً الخزَّانات. ثانكس وليد.

بعد الجهد الإستثنائي، أردت أن أكافئ نفسي بساعة نوم، لكن اوتوكارات معهد عينطورة ومدرسة الرسل وسابيس والراهبات الأنطونيات وشاحنة مياه تنورين كان لها رأي آخر ضد النوم المتمادي. إستعضت عن النوم بجولة سريعة على آخر أخبار الـ»فايسبوك» و»شيطنة جبران» والتعليقات المسلية. استوقفتني صورة متداولة لوزير الكهرباء وليد فيّاض يغط بنومة هانئة على شاطئ ما. ينام بالمايوه على جنبه، الركبة على الركبة والكاحل على الكاحل واضعاً هموم العالم خلفه.

بدا لي أنه من طينة الكادحين، استيقظ باكراً. أنهى شغل البيت على كهرباء الدولة. بعد الشغل، قصد الشاطئ مستفيداً من شمس تشرين المشوبة بالحذر. فأخذته الغفوية وكان البابارتزي بانتظاره. قد تكون الصورة قديمة. لا بأس. فلينم الدكتور وليد قليلاً ولينعم بقسط من الإسترخاء والنوم بعيداً عن الرجل الذي لا ينام.

يحب وليد البحر. يحب السهر. يحب السياحة والسفر. يحب الصور. مرة يصوّرونه يرمي الحجارة من العديسة على فلسطين المحتلة، على وقع أناشيد هيكتور الجبار. ومرة يطرق بوزات بين أهرامات خوفو الأب وخفرع الإبن ومنقرع الحفيد. يطل على جمهوره، بحسب المناسبات: سبور أو شيك أو بالمايوه، إنه رجل لكل الفصول. يتحرك وليد فياض في كل الإتجاهات. يعدّ مناقصات. يمد قساطل وكابلات. يطلب إعتمادات. «يحجّر» على المستعمرات، وعلى شط بحر الهوى ينام لساعات. تمده الشمس بالطاقة والفيتامينات وباللون البرونزي كمان وكمان. إنه رجل يعمل وينام ويتغذى على الطاقة الشمسية.