Site icon IMLebanon

لهذا جنبلاط قلق درزياً… ويترقّب التسوية الرئاسيّة

 

 

ما زال موقف رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط على حاله في هذه المرحلة حيال كل الملفات، بما في ذلك شؤون وشجون طائفة الموحدين الدروز، وحيث ثمة صراع ديني بات واضحاً ومعروفاً، ولكنه يصيب جنبلاط المعني مباشرة  بهذه «الثورة الدينية» التي أطلقتها احدى المرجعيات الروحية، من الذين يرتدون العمامة «المكولسة»، وهؤلاء يُعتبرون السلطة الروحية الأعلى داخل طائفة الموحدين .

 

واللافت أن احدى المرجعيات الدينية في حاصبيا، إلى شيخ العقل ناصر الدين الغريب، زارا المرجعية الروحية المنتفضة الشيخ أنور الصايغ، الذي رفض حتى الآن ما قام به جنبلاط عندما تم تعيين الشيخ سامي أبي المنى شيخاً للعقل، ناهيك  بإلباس أحد المشايخ من آل مكارم «العمامة المكولسة»، واعتُبر ذلك إخلالاً بتوازن الهيئة الروحية، على اعتبار أن الشيخ مكارم من المحسوبين على المختارة. والسؤال هنا: هل ذلك يعيد الصراع الجنبلاطي ـ الإرسلاني؟ أم أن المسألة ستُحلّ من خلال المساعي التي يبذلها كبار المشايخ؟

 

وفق المعلومات المستقاة من متابعين لهذا الملف، هناك لقاءات وخلوات مفتوحة لإنهاء ذيول ما حصل اخيرا، والذي يعتبر الحدث الأبرز على صعيد الإختلاف داخل المرجعية الروحية، وحيث لذلك تداعيات سياسية واضحة المعالم، بمعنى أن كل مرجعية تنتمي إلى زعيم وجهة سياسية داخل طائفة الموحدين، وبالتالي فإن جنبلاط، الذي لديه حساسية داخل طائفته من خلال ما ينتابه من قلق وهواجس في حال حصلت أية تصدّعات، أو كانت هناك حملات تستهدفه من قبل المشايخ الذين لهم كلمتهم ودورهم في كل قرى وبلدات الجبل، إمتداداً إلى راشيا وحاصبيا والمتن الأعلى. ولهذه الغاية، لوحظ عدم دخوله في أي بازار إعلامي، أو أن فريقه ردّ على هذه الإستهدافات أو علّق على ما يحصل داخل الطائفة، فهذا التنحّي، وفق المتابعين لمسار الوضع، يهدف إلى عدم إعطاء خصوم جنبلاط أي فرصة يمكن الإستفادة منها بفعل هذا الخلاف الروحي الحاصل.

 

وعلى خط آخر، فإن جنبلاط، وفي المسائل السياسية ، لا سيما الرئاسية، فهو مستنكف عن الإطلالات الإعلامية التلفزيونية وإطلاق المواقف، إن على صعيد الإستحقاق الرئاسي أو الشأن العام إلى الوضعين الإقليمي والدولي، بانتظار ترقّبه لما سيحصل في المرحلة المقبلة من تسوية أو حلّ للملف اللبناني، ويدرك جنبلاط بفعل علاقاته وصداقاته، لا سيما بعد العشاء الذي أقامه على شرف صديقه السفير دايفيد هيل، أن الأمور معقّدة وصعبة أوروبياً ودولياً وإقليمياً، إلى هرج ومرج جارٍ على قدم وساق في الداخل، والذي يعتبره رئيس «الإشتراكي» خارج سياق التحوّلات والمتغيّرات، لا سيما رفض بعض القوى تلبية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار، إذ لا يترك جنبلاط فرصة أو مناسبة إلا وينتقد فيها الرافضين لهذا الحوار، في ظل الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي، الذي بدوره يبقى بمثابة الهاجس الأكبر لدى جنبلاط.

 

ويبقى أن «اللقاء الديموقراطي»، على موقفه القاضي بالاقتراع للنائب ميشال معوض، بينما يرى جنبلاط أنه ليس عيبا، في حال حصل أي توافق حول مرشّح معيّن بإجماع داخلي وغطاء خارجي، من تصويت «اللقاء الديموقراطي» له، للخروج من المأزق الكبير الذي تتخبّط به كل القوى السياسية والحزبية والكتل النيابية، في حين أن إطالة أمد الشغور الرئاسي ستؤدي إلى الفوضى والمزيد من الإنقسامات والخلافات، وتعيد البلد إلى المراحل التي سبق وأن شهدها لبنان في أكثر من محطة ومناسبة. من هنا، يختصر جنبلاط المشهد السياسي الداخلي والخارجي عبر تغريداته التي تُعبّر خير تعبير عن مكنوناته.