حظيت حركة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط باهتمام لافت من خلال لقائه مع «حزب الله»، والذي بقيت مفاعيله طي الكتمان، بمعنى أن زعيم المختارة الذي رتّب اللقاء مع «حزب الله» وأراده في هذا التوقيت، فلذلك، وفق الأوساط المواكبة، أكثر من معطى قضى بانعقاده نظراً لدقة المرحلة وصعوبتها، وفي ظل الستاتيكو الحالي، وتحديداً حول الاستحقاق الرئاسي على خلفية الأفق الحالي المسدود، ما دفع بسيد المختارة إلى التفتيش عن حلول من أجل الخروج من هذا النفق المظلم، وبالتالي، فإن التحاور أساسي مع كل الأفرقاء السياسيين أكانوا من الحلفاء أو الخصوم، بعدما وصل البلد إلى حالة الإنهيار، وحيث يراود جنبلاط القلق على القادم من الأيام، ولا سيما على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما دفعه إلى التلاقي مع الجميع دون استثناء، مع الإشارة إلى أن لقاءه مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في دارة الشيخ بيار الضاهر، لم ينتهِ عند هذا الحدّ، بل علم أن رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، والذي كان حاضراً في اللقاء، سيتواصل مع باسيل لمواكبة ومتابعة ما جرى في دارة الضاهر.
وبالعودة إلى لقاء كليمنصو مع «حزب الله»، يتوقع وفق المعلومات والمعطيات المستقاة من الدائرة الضيقة لجنبلاط، بأن هناك أجواء قد تكون مغايرة عن المرحلة السابقة على صعيد الإستحقاق الرئاسي، بحيث ثمة مؤشّرات يمكن البناء عليها على صعيد التوافق حول مرشّح إجماع يحظى بقبول جميع الكتل النيابية على اختلافها، كيلا تبقى الأمور مقفلة، ولا سيما أنه ليس باستطاعة أي طرف من الأطراف أن يحسم خياره الرئاسي، وهذا ما قيل في اللقاء.
ومن هنا، تابعت المعلومات، فإن ما قاله النائب أبو الحسن عن أن «اللقاء الديموقراطي» سَيُعلِّق مشاركته في جلسات انتخاب الرئيس إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، وصولاً إلى لقاء الإشتراكي و»حزب الله»، وما قبلهما الإجتماع مع رئيس «التيار الوطني الحر»، إضافة إلى اعتصام نواب التغيير وآخرين في مجلس النواب، فذلك، يشي بأن هناك خرقاً قد حصل على صعيد الإستحقاق الرئاسي للخروج من الدوّامة السابقة، وكل ما واكب ورافق جلسات الانتخاب الإحدى عشرة، لذا، أضافت المعلومات، فإن الأسبوع المقبل قد يكون منطلقاً لتظهير الصورة، وما ستكون عليه هذه الاصطفافات واللقاءات والنتائج، ليبنى على الشيء مقتضاه، أي إحداث فجوة في ما كان يحصل سابقاً، ولا سيما انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
ويبقى، وحيال هذه الأوضاع وما حصل من لقاءات في الآونة الأخيرة، فإن التوافق الداخلي مسألة حيوية وأساسية، وقد تعطي الأطراف الخارجية المولجة بالملف اللبناني دفعاً للبحث عن تسوية شاملة، في حال توصل الجميع إلى إسم معيّن يُعتبر توافقياً، وهذا ما سيؤدي إلى مؤتمر إقليمي ـ دولي، يُتَوَّج بتوفير كل الدعم في حال سارت الأمور باتجاهات إيجابية. ولكن حتى الآن ثمة ترقّب لمعرفة مواقف الأطراف الأخرى الحليفة والصديقة لجنبلاط، عما إذا كانت ستسير في النهج نفسه، وهذا ما ستبلوره الإتصالات التي سيستكملها الحزب التقدمي، وفق المعلومات، مع كافة الأطراف في الأيام المقبلة، دون أن يستثني فريقاً سياسياً للخروج من المعضلة الرئاسية وكل ما يحيط بالبلد من أزمات.