بدأت الحركة السياسية تتوضح من خلال اللقاءات والمشاورات الجارية على قدم وساق والتي يعتبر قطبها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي ينطلق على خلفية آن الأوان للتوافق على مرشح لأن الجلسات التي شهدها مجلس النواب لم تؤد الى نتيجة، وبالتالي يُدرك جنبلاط ما يعانيه البلد من ظروف وأزمات ولديه قلق من حصول فوضى واضطرابات عارمة، فعلى هذه الخلفية يتحرك وينسّق مع الرئيس نبيه برّي، وعُلم أنه وصل الى قناعة أن هناك صعوبة بانتخاب النائب ميشال معوّض فأراد كسر حركة الجمود من خلال التشاور مع الرئيس بري، اذ قال له جنبلاط وفق المعلومات أنه ثمة صعوبة ليكون هناك دعم عربي ودولي للنائب السابق سليمان فرنجية، متمنياً عليه أن يكون هناك اجماع على قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعلى هذه الخلفية طرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ثلاثة أسماء ويتصدرهم قائد الجيش، ما يعني أننا دخلنا في مرحلة متقدمة على صعيد أن يكون قائد الجيش هو المرشح الأبرز في هذه المرحلة بعد ارتفاع أسهمه من خلال الترشيح الذي أطلقه جنبلاط والذي لم يأت وليد ساعته بل كان هناك تشاور مع بعض العواصم الغربية والعربية والخليجية الذين وافقوا على ترشيح عون، لذلك ثمة ترقب للقاء الخماسي في باريس والمواقف الداخلية بعد حركة جنبلاط التي كانت منطلقاً أساسياً من أجل الولوج ووضع الاستحقاق الرئاسي على السكّة الصحيحة والخروج من الجلسات العقيمة التي شهدها مجلس النواب مؤخراً.