تتوالى خطوات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور، من خلال الجولات واللقاءات التي يقومان بها على المرجعيات السياسية والروحية وسائر القوى الحزبية بهدف الخروج من حالة الجمود المسيطرة على الوضع الداخلي وفي ظل الشغور الرئاسي ومخاوف رئيس الحزب التقدمي من أن ينعكس ذلك على فوضى وإشكالات واضطرابات في الشارع، وربطاً بتمادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، وعليه يُنقل بأن جنبلاط كان محقاً عندما تنامت إليه معلومات أن لبنان خارج أولويات المجتمع الدولي، وبالدليل الملموس ظهر ذلك جليّاً من خلال اللقاء الخماسي في باريس الذي لم يخرج بيان حاسم عنه، وبالتالي ليس هناك من تسوية في هذه المرحلة، بل وصلت رسائل لجنبلاط من بعض القوى السياسية الغربية على ضرورة أن يتوافق اللبنانيون فيما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية ويشكّلون حكومة تقوم بإصلاحات مالية وإدارية وبنيوية وعندها يمكن أن يدعم المجتمع الدولي لبنان ويعقد مؤتمر للدول المانحة ويحرك مساعدات سيدر المقدرة بإحدى عشر مليار دولار، ودون ذلك ليس هناك في الأفق ما يدل على أن التسوية قريبة.
لذلك سيواصل جنبلاط وفق المعلومات لقاءاته السياسية من خلال جولات ولقاءات يقوم بها مع بعض المرجعيات وصولاً الى دور اللقاء الديمقراطي في إطار لقاءاته مع المسؤولين والكتل النيابية، وعُلم أن زيارة وفد اللقاء الديمقراطي الى دارة النائب ميشال معوض المرشح الرئاسي إنما كانت لإيضاح موقف الحزب التقدمي خلافاً لما اعتقده النائب معوض أن رئيس الحزب تخلى عنه، فقيل له أننا سنستمر بالوقوف الى جانبك وندعمك، فمشروعك يحظى بتوافق تام معنا من خلال الثوابت والمبادئ التي رفعتها كمرشح رئاسي وسنستمر في الاقتراع لك طالما أن الأمور على ما هي عليه، ولكن لا يجب أن نبقى ندور في حلقة مفرغة في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة واصطفافات حيث يعتبر الطرف الآخر أن معوض مرشح تحدّ، في حين ان القوى السيادية تعتبره مرشح وطني، إنما قيل له يجب أن نتوافق على مرشح إجماع وهذا ما أكده النائب معوض الذي قال عندما يكون هناك مرشح يحظى بتوافق كل القوى بما فيهم الحزب التقدمي الاشتراكي سأنسحب وأدعمه، وهذا ما حصل خلال هذه الزيارة كما عُلم أن اللقاءات مستمرة في الأيام القادمة حيث ستكون لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سلسلة لقاءات واجتماعات مع قوى سياسية وحزبية للخروج من حالة الجمود المسيطرة على البلد وفي ظل الشغور الرئاسي المريب.