اتصالات مُكثفة لـ “المُعارضة” بهدف توحيد الصفوف
يقوم رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بين الحين والآخر، بفتح صفحات جديدة مع مسؤولين سياسيين حاليين وسابقين، لانه يريد ان يختار تموضعاً لا يلومه عليه احد، خصوصاً انه مع كل استحقاق هام، يعلن انه سيراعي الظروف والمتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية، ويردّد ان السياسة مرحلة لا يجب الوقوف عندها، انما علينا تخطيها بحسب المتغيرات، لكن القيادات المعارضة كما الممانعة تحتاج الى جنبلاط اليوم اكثر من اي وقت مضى، فإذا به يعود نجم الشاشة الرئاسية من دون منازع، من خلال دوره في تحريك الجمود على خط تشكيل قوة سياسية، تضع حداً لكل ما يجري من نزاعات، بهدف انتخاب رئيس جمهورية على قاعدة التوافق لا التحدي بحسب ما يردّد جنبلاط دائماً، لانه يشدّد على وصول رئيس توافقي يدرك المصاعب الاقتصادية والمالية والمعيشية لهذه المرحلة، ويرى انّ لبنان يحوي العديد من الكفاءات، ومن هذا المنطلق طرح اسم شبلي الملاط، صاحب الباع الكبير في القانون، والذي يمثل مستقبلاً جديداً للأجيال الشابة كما يقول رئيس “الاشتراكي”.
هذا الطرح اشار اليه جنبلاط قبل ايام، وسبق ذلك طرحه ثلاثة أسماء رئاسية، هم قائد الجيش العماد جوزف عون والوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين، اذ يعتبرهم مرشحيّ المرحلة وليسوا ضمن خانة التحديّ والاستفزاز، لذا لم يعد اسم النائب ميشال معوض في جعبته، كمرشح سارت به المعارضة، وجنبلاط لم يخذلها على مدى الجلسات الرئاسية التي انعقدت، كذلك الامر بالنسبة لمرشح الفريق الممانع أي سليمان فرنجية، الذي يعتبره جنبلاط مرشحاً استفزازياً لانه يمثل فريقاً سياسياً كما معوض.
وبالتالي، فقد آن الآوان للخروج من قوقعة الأسماء التقليدية، بحسب ما قال جنبلاط منذ فترة، مع الإشارة الى انه “لا يقطع خيطاً”، كما يقول المثل الشائع إلا بموافقة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الصديق والحليف الدائم، لذا يبدو فرنجية اكثر حظاً مع مواصلة دعم بري له من ناحية تجميع الأصوات لوصوله، عبر بعض النواب المستقلين والسنّة الذي يتم الحوار معهم منذ فترة لهذا الهدف.
هذا وتتخوف مصادر نيابية معارضة، من انقلاب جنبلاط في الدقائق الاخيرة، وتصويت كتلته في الدورة الثانية لمصلحة فرنجية فينال 65 صوتاً، مع الاشارة الى وجود نواب وسطيّين سيقومون بالدور الابرز في قلب الاوضاع، مما يؤكد أنّ تأثير تلك الاصوات في مجرى الرئاسة سيكون فاعلاَ، بالتزامن مع تسريب معلومات أنّ اجتماعات “اللقاء الديموقراطي” تشهد منذ فترة تباينات في ما يخص الملف الرئاسي، تحت عنوان: “لا يمكننا الاستمرار هكذا الى ما شاء الله، ويجب اتخاذ موقف في اقرب وقت”.
الى ذلك، نقلت المصادر المعارضة أنّ الاسبوع الحالي سيشهد اتصالات مكثفة ولقاءات ومحاولات اخيرة، بين عدد من قياديّيها والنواب “التغييريين” وبعض المستقلين، لتوحيد الموقف في ما يتعلق بالاتفاق على دعم مرشحها وإيصاله الى بعبدا، مما يعني انها تستشعر رائحة إنقلاب او استدارة او تكويعة جنبلاطية مرتقبة، لذا بدأت بنشر تحذيراتها لانّ كل شيء وارد، والتاريخ شاهد على ذلك.
وعلى خط مقابل، تنفي مصادر الحزب “التقدمي الاشتراكي” كل تلك المخاوف، لانها بعيدة عن ارض الواقع كما قالت، واشارت الى انّ جنبلاط كرّر مراراً رفضه لوصول أي مرشح استفزازي الى بعبدا، وحين تأكد من عدم إمكان إيصال معوض من قبل المعارضة، اعلن أسماءً رئاسية وسطية من الوارد قبولها من الفريق الممانع، لذا يعمل على تدوير الزوايا وإنقاذ البلد، وسط كل ما يدور حوله من انقسامات وخلافات سياسية.